الأردن تنعى "المكتبجي" و"الورّاق" الأشهر في تاريخها: حسن ابو علي
نعت الأردن على الصعيدين الرسمي والشعبي، بائع الكتب الأشهر في تاريخها، والمعروف بـ"وزير الثقافة الشعبية"، والذي كُرّم رسمياً وملكيا وشعبيا أكثر من مرة. وكان الراحل حسن أبو علي صاحب كشك لبيع الكتب في وسط العاصمة عمان، المعروف بوسط البلد، واستطاع خلال خمسين سنة من التواجد الدؤوب والعنيد، رغم التقلبات السياسية والاقتصادية، ان يصمد وان يظل مزارا لآلاف من الباحثين عن الكتب، والمعرفة. وكذلك كان أبو علي على علاقة وثيقة مع مئات الكُتّاب والمثقفين والأدباء والفنانين الأردنيين والعرب، الذين نعوه أمس بمشاعر حارّة وبحزن بالغ.
كما نعت الملكة رانيا العبدالله أمس، حسن ابو علي صاحب كشك الثقافة العربية، والذي دائما ما اعتبر شخصيّة ثقافية أردنية، ومن مشاهير وأعلام العمل الثقافي وسط مدينة عمُان،
وكتبت الملكة الأردنية في تغريدة عبر تويتر "زرعت حب القراءة في الكثيرين ممن اعتادوا زيارتك في وسط البلد.. رحم الله حسن أبو علي وأسكنه فسيح جنانه".
كما نعى مثقفون وكتاب عرب وأردنيون من وصفوه بالمكتبجي والوراق وصاحب وسط البلد، وكانت وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار نعت امس الجمعة، حسن أبوعلي، الذي انتقل إلى رحمته تعالى صباح امس بعد صراع مع المرض.
وقالت النجار، خسرنا اليوم أبو علي، القامة الثقافية الأردنية، الذي مثل روح الأردن وتاريخه، وكان بمثابة حارس الثقافة في قلب عمان، وجمع في “كشكه” نخب الثقافة والسياسة منذ خمسينيات القرن الماضي.
وأضافت، سنبقى نستذكر تجمعنا في مكتبته العامرة بالعديد من الكتب الهامّة، ذات الثقل المعرفي المتين، وسيبقى أبو علي في وجدان الأردنيين مَعلما من معالم عمان، وستبقى مكتبته أمانة في أعناقنا، نتعهدها بالرعاية والاستدامة، ليبقى ذكر مؤسسها وراعيها حيا في قلوب الأردنيين جميعا.
والراحل حسن البير الملقب بأبو علي، من مواليد العام 1944، ويعتبر من أبرز معالم وسط البلد، ويعتبره الكثير من العمّانيين، بمثابة وزير للثقافة الشعبيّة في الأردن، وتعد مكتبته (كشك الثقافة العربية) منارة لنشر الوعي والثقافة، من خلال سعيه الدائم في حث الأجيال على اقتناء الكتب، ورفضه مبدأ الربح مقابل بيع الكتب، فكانت أسعار الكتب في كشكه بمتناول الجميع، كما يشعر الكتّاب من الجيل السابق بالامتنان تجاهه لأنه كان قادرا في فترة الاحكام العرفية على تزويد الكتاب والمثقفين سراً بالعديد من الكتب التي تطالها قرارات المنع.
وقد حظي الراحل بتكريم من الملك عبدالله الثاني، تقديرا لدوره في خدمة الحركة الثقافية الأردنية، عندما أنعم عليه بوسام الاستقلال من الدرجة الرابعة، وبميدالية فضية من الدرجة الثانية بمناسبة الاحتفال بعمان عاصمة للثقافة العربية العام 2002.