إبداعات من قلب القارة السمراء تجاور العقيق اليمني والتصاميم الهندية
القرية العالمية.. كنوز الشرق والغرب تزيّن كل الأجنحة
طيف واسع من الفنون تقدمه القرية العالمية، الوجهة العائلية الأولى للتسوّق والترفيه، إذ تأخذ الزائر على متن أجنحة الدول إلى إبداعات البلدان المتنوّعة، سواء بالنحت والرسم، أو حتى إلى إبداعات عالم الإكسسوارات والأحجار الكريمة.
بين أروقة الأجنحة وأركانها المختلفة، تبرز مساحات مخصصة لقطع فنية تعكس ثقافات من حول العالم، وتبرز حضارات شعوب من الشرق والغرب، إذ يحرص أصحاب تلك الإبداعات على المشاركة في مواسم القرية العالمية بشكل سنوي، لتتحول الوجهة إلى محطة تحقق لهم فرصة تقديم فنونهم للزوّار الباحثين عن قطع متميزة، وفنون تمتع العين وترضي أصحاب الأذواق الرفيعة.
فنون تقليدية
من الأخشاب والنحاس تباغتك مجموعة من المنحوتات التي تجسّد وجوهاً وأجساداً وحيوانات في الجناح الإفريقي، وتتقاطع ألوان الخشب المنحوت بانحناءات والتواءات بين الأسود والبني، إلى جانب الوجوه المصنوعة من النحاس والخشب، بينما يجلس السنغالي سيرينسار إمباي، على كرسيه، ويعمل على حف وتلميع الخشب المنحوت.
وقال إمباي عن المنحوتات التي يجلبها إلى القرية العالمية: «تشتهر السنغال بفن نحت الخشب، الذي يعدّ من الفنون التقليدية التي مازال كبار السن يحافظون عليه، ولكنه محدود الانتشار بين الشباب، فهذا النوع من النحت من الأعمال التراثية في السنغال».
لا يغيب إمباي عن القرية العالمية منذ عام 2015، وتأتي هذه المشاركة محمّلة برغبة داخلية في تقديم الثقافة السنغالية إلى العالم، إذ وجد أن القرية العالمية فرصة لا تتوافر في بلدان أخرى، إذ تستقبل زوّاراً من كل الجنسيات.
وأوضح أن «المنحوتات التي يعرضها تجتذب كثيرين من مختلف البلدان، لاسيما من الإمارات والهند ولبنان والسعودية والأردن وسورية وإيران». وحول هذه التحف الفنية المتعددة الأحجام، أشار الى أنه يمكن التعاطي معها كقطع مكملة لأثاث المنزل، كونها تصلح لتكوين ديكورات، سواء داخل البيت أو خارجه، مشدداً على أهمية عدم تركها تتعرض بشكل مباشر للشمس كي لا يتلف الخشب بسبب الحرارة العالية أو الرطوبة.
وقد يستغرق إنجاز القطعة الواحدة التي يتم إنتاجها يدوياً بالكامل أياماً من العمل المتواصل من النحت والتلميع ومعالجة الخشب بعد الانتهاء من النحت، وذلك من أجل الحفاظ على لمعانه مدى الحياة، حسب إمباي، الذي أضاف أن «هذه المنحوتات لا تحتاج إلى عناية من نوع خاص، ولكن أحياناً يحتاج الخشب إلى تلميع لمنحه الشكل النهائي الأملس والمميز». وإلى جانب المنحوتات الخشبية يعرض إمباي مجموعة من الوجوه المصنوعة من الخشب والنحاس، لافتاً إلى أنه باتت أقل حضوراً في بلاده، لأنها تتطلب كفاءة عالية في الصناعة والتصميم، إذ تعتمد على النحاس وليس الخشب فحسب، منوهاً بأنهم ينحتون كل الأشكال والوجوه بشكل واقعي وتجريدي، وكذلك جميع أنواع الحيوانات من خلال هذا الفن.
مطلية بالذهب
من جهته، يقصد الهندي باراد رايتشورا، مؤسس فيشروتي للإكسسوارات، دبي سنوياً، بشكل خاص للمشاركة في موسم القرية العالمية، ثم يعود إلى بلاده من أجل إنتاج مجموعات جديدة من قطع الإكسسوارات.
وقال رايتشورا لـ«الإمارات اليوم»: «تتميز التصاميم التي نقدمها بكونها تنقسم إلى قسمين: تصاميم معاصرة التي ترغب فيها النساء من مختلف الجنسيات والأعمار، وكذلك تصاميم عربية، تطلب بشكل خاص من جنسيات محددة، وغالباً ما يتم طلبها من أجل الاحتفالات الخاصة»، موضحاً أن «التصاميم كلها مصنوعة من الفضة المطلية بالذهب، ولذا فلونها لا يتبدل، وهذا ما أوجد ثقة بينه وبين الزبائن الذين يقصدونه بشكل سنوي منذ مشاركته الأولى في القرية قبل 20 عاماً».
وأضاف أن «الإكسسوارات التقليدية تحظى بإقبال لافت وطلب كبير، خصوصاً التي يدخلها اللؤلؤ الاصطناعي، إذ تلقى روّاجاً من قبل العديد من الجنسيات الخليجية والعربية».
وإلى جانب الذوق العربي، يقدم رايتشورا بعض القطع التي تحمل الملامح الهندية، وتتنوّع بين الأطواق والأقراط، أو حتى القطع التي تستخدم لزينة الشعر. وأكد الصانع الهندي، الذي يشارك في القرية العالمية منذ عقدين من الزمن، أنه على مدى تلك السنوات وجد سوقاً مميزة في المنطقة، وبنى قاعدة متينة مع الزبائن، ويضع مجموعته اليوم ضمن محلين في الجناح الهندي.
أحجار كريمة
بين ألوان الأحجار الكريمة وجماليات أشكالها، يقدم محمد عبدالله، من محل «كنوز السندباد»، قطع إكسسوارات مصنوعة من الأحجار الكريمة التي تبرز التراث اليمني. وتحمل التصاميم التي يعرضها الأحجار اليمنية الشهيرة، منها العقيق الذي يعدّ أشهر الأحجار الكريمة في ذلك البلد، نظراً لما يحمله من طاقة إيجابية تُنقل إلى الإنسان.
وأوضح محمد أن «العقيق اليمني يستخرج من جبل آنس، إضافة إلى مجموعة واسعة من الأحجار التي تتميز بكونها تحمل كثيراً من الطاقات الإيجابية، منها حجر الدم الملوّن الذي يستخرج من الجبل نفسه، ويحمل أيضاً طاقة جيدة».
يقدم الصانع اليمني الأحجار بتصاميم متنوّعة، فمنها ما يأتي على شكل مسابح أو خواتم وعقود، لافتاً إلى أنه بعد انتهاء موسم القرية يعود إلى بلاده، من أجل جمع الأحجار ومباشرة وضع تصاميم جديدة لبناء مجموعات يمكن تقديمها في الموسم التالي في القرية.
وعن أبرز الأحجار اليمنية، قال محمد: «يعتبر العقيق الحجر الأول في اليمن، إلى جانب الكهرمان الذي يعتبر ثاني أبرز الأحجار الموجودة في بلدنا، فكل حجر يأتي بألوان متنوّعة، مع ضرورة الانتباه إلى أن هناك أحجاراً أصلية وأخرى تصنع من بودرة الحجر وتقدم بأسعار رخيصة لمن لا يمتلكون القدرة على دفع ثمن الحجر».
وأكد محمد الذي يحرص على المشاركة في مواسم القرية العالمية منذ 11 عاماً، أنه سيشارك في السنوات المقبلة، نظراً إلى النجاح التي تقدمه الوجهة له.
6 أشهر للتحضير
أكد صنّاع وأصحاب أعمال، لـ«الإمارات اليوم»، أنهم يقصدون القرية العالمية ليقدموا أعمالاً فنية حضّروا لها على مدى شهور طويلة، واصفين الوجهة العائلية الشهيرة بأنها محطة بارزة لهم لتقديم إبداعاتهم المتنوّعة.
وأضافوا أنهم يعملون بعد انتهاء موسم القرية على العودة إلى بلدانهم الأم، إذ يباشرون بالتحضير لأعمال نحتية ومجموعات من الإكسسوارات لطرحها في الموسم المقبل. وشدّدوا على أن هذه السوق تحفز على الإبداع وتقديم كل ما هو مميز، نظراً إلى تعدّد جنسيات الضيوف والزوّار وتنوّع طلباتهم.
• طيف واسع من الفنون تقدمه الوجهة الشهيرة، إذ تصحب الزائر إلى إبداعات البلدان وثقافات شعوبها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news