الساري الحريري الأصيل.. في مهب الريح
يتمسك الهندي محمد سراج الدين، في مشغله ذي الإضاءة الخافتة، باستخدام التقنيات اليدوية في تصنيع الساري الحريري، إذ يعد واحداً من آخر نسّاجي مدينة فاراناسي، الذين يعتمدون الطريقة الحرفية في إنتاج هذا الزيّ النسائي التقليدي.
لكنّ حرفيي المدينة الذين يصرّون على حياكة هذه الملابس الأصيلة يدوياً، باتوا اليوم عرضة لمنافسة شرسة من الساري الصيني المنخفض الثمن، الذي غزا الأسواق، ويشكّل استخدام الآلات الحديثة خطراً يهدد استمراريتهم، فيما لاتزال مبيعاتهم متأثرة سلباً ببطء التعافي من جائحة «كوفيد-19».
ويقول محمد سراج الدين، (65 عاماً)، من داخل مشغله: «إذا جلتم في الحي، فستلاحظون أنّ هذا المنزل هو الوحيد الذي يحوي منسجاً يدوياً».
ويُباع ساري واحد صمّمه سراج الدين وزيّنه بخيط «زاري» ذهبي، وبأنماط على شكل أزهار، بـ30 ألف روبية (390 دولاراً)، لكنّ الربح الذي يبقى له ضئيل جداً، إذ حُسِمَت من السعر كلف التصنيع وعمولات الوسطاء. وفي المقابل، يبلغ ثمن الساري المصنوع على منسج آليّ بين 5000 و10 آلاف روبية (130 دولاراً)، لكنّه يُصنّع بخيوط حرير أقلّ جودة.
وترى مؤلفة كتاب «ووفن تكستايلز أوف فاراناسي» جايا جايتلي، أن انتشار المنتجات المقلّدة الصينية المنشأ في الأسواق انعكس سلباً على أزياء الساري المصنوعة تقليدياً في فاراناسي. وتقول: «ينبغي دعم صناعة النسيج التقليدية، إذ إنّ الهند تتمتع بأكبر تنوع من الحياكة اليدوية والتقنيات والمهارات واليد العاملة المؤهلة في العالم»، مضيفةً أنّ تقليد النسج اليدوي مصدر فخر.