البطء في المشي قد يكون منبها لإصابتك بالخرف
يرى الخبراء أن البطء بالمشي المرافق للتقدم بالعمر، لطالما نظر إليه كمنبه لضعف متزايد في الجسم قد يتسبب بالسقوط وإعاقات أخرى. كما كشفت الأبحاث الناشئة التي شملت مجموعات صغيرة من كبار السن أن البطء في المشي سنة بعد أخرى، قد يكون مؤشرًا مبكرًا على التدهور المعرفي.
وتفيد الدراسات بأن ذلك قد يكون ناتجا عن تقلص الحُصين الأيمن، وهو جزء من الدماغ مرتبط بالذاكرة.
لكن ليس كل علامات التدهور المعرفي تشي بالإصابة بالخرف في وقت لاحق، إذ بين 10 و20 % فقط من الأشخاص الذين يبلغون 65 عاما وما فوق ويعانون من ضعف إدراكي خفيف أو اختلال معرفي معتدل، يصابون بالخرف في العام التالي، بحسب المعهد الوطني للشيخوخة. وأفاد المعهد بأنه “في كثير من الحالات، قد تبقى عوارض الاختلال المعرفي المعتدل على حالها أو حتى تتحسن”، وفق ما نشر على موقع “سي ان ان عربية”.
وراهنا، توصلت دراسة جديدة واسعة النطاق شملت ما يقرب من 17 ألف بالغ تفوق أعمارهم الـ65 عامًا، إلى أن الأشخاص الذين يسجلون بطئا متزايدا في المشي بنسبة 5 % أو أكثر سنويا، بالتوازي مع ظهور علامات المعالجة العقلية البطيئة، هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف. ونشرت هذه الدراسة في مجلة “JAMA Network Open”، الثلاثاء الماضي.
وكتبت المؤلفة المراسلة تايا كوليير، زميلة باحثة في مدرسة بينينسولا السريرية بجامعة موناش في ولاية فيكتوريا الأسترالية “أن هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية المشي لتقييم مخاطر الخرف”.
وقال الدكتور جو فيرغيز، أستاذ طب الشيخوخة وطب الأعصاب بكلية ألبرت أينشتاين للطب في منطقة برونكس، بمدينة نيويورك الأميركية، غير المشارك بالدراسة، إن الباحثين في الدراسة خلصوا إلى أن أعلى مخاطر الإصابة بالخرف سجلت لدى “الأشخاص الذين يعانون من تدهور مزدوج”، أو الأشخاص الذين مشوا ببطء أكثر، وأظهروا أيضا بعض علامات التدهور المعرفي.
وكتب فيرغيز في مقال افتتاحي مرافق للدراسة نشر في مجلة “JAMA” الثلاثاء الماضي: “إضافة إلى ذلك، الأشخاص الذين سجل لديهم تدهور مزدوج كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف من أولئك الذين يعانون من التدهور المعرفي أو البطء بالمشي وحده”.
وكانت دراسة تحليل تلوي نشرت العام 2020، شملت نحو 9 آلاف من البالغين الأميركيين، كشفت أن الارتباط المزدوج بين سرعة المشي وتدهور الذاكرة يشي بالإصابة بالخرف في وقت لاحق.
لكن رغم هذه النتائج، كتب فيرغيز أنه “لم ينظر إلى الخلل بالمشي كسمة سريرية مبكرة لدى مرضى ألزهايمر”.
وهناك أشياء يمكننا القيام بها مع تقدمنا بالعمر لعكس انكماش الدماغ الذي يصاحب الشيخوخة النموذجية. ووجدت الدراسات أن ممارسة الرياضة الهوائية تزيد من حجم الحُصين، ما يعزز بعض جوانب الذاكرة.
ويعد الحُصين، الذي يقع في عمق الفص الصدغي للدماغ، عضوا غريب الشكل مسؤولا عن التعلم، وترسيخ الذكريات، والملاحة المكانية، مثل القدرة على تذكر المسارات، والمواقع والاتجاهات.
وزادت التمارين الهوائية من حجم الحُصين الأمامي الأيمن بنسبة 2 %، وبالتالي أسهمت بعكس اتجاه التراجع في هذا العضو المرتبط بالتقدم بالعمر لمدة عام أو عامين، وذلك خلال تجربة سريرية عشوائية، وضعت العام 2011.
وفي المقابل، فإن الأشخاص الذين مارسوا تمارين الإطالة فقط سجل لديهم تراجع يناهز 1.43 % في الفترة الزمنية عينها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news