بعوضة "النمر" المزعجة تنتشر في الجزائر

عادت بعوضة النمر، والتي تسمى أيضا "الزاعجة البيضاء"، للظهور بشكل كثيف في المناطق الشمالية الغربية للجزائر، مسجلة أعلى نسبة انتشار منذ أول ظهور لها عام 2010، قادمة من الغابات الاستوائية في جنوب شرق آسيا وأوروبا.

وقد وجهت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات نداء إلى الموطنين لتوخي الحذر وأخذ الاحتياطات لمنع زيادة انتشار هذا النوع من البعوض، كما قدمت عدة توضيحات حول مدى خطورة النوع المنتشر في الجزائر.

وأكد رئيس عمادة الأطباء الجزائريين بقاط بركاني أن النوع المنتشر في الجزائر لبعوضة النمر يختلف عن النوع الإفريقي الناقل للفيروسات الخطيرة المسببة للأمراض، مثل حمى الضنك أو الشيكونغونيا وزيكا.

ونقل موقع "سكاي نيوز عربية" عن بركاني قوله: "الوضعية في الجزائر غير مقلقة وإنما مزعجة للمواطنين، خاصة وأن البعوضة المنتشر حاليا غير مريضة بالفيروسات الخطيرة".

ويرى الطبيب الجزائري أن "عملية القضاء على بعوضة النمر المزعجة، هي مسؤولية مشتركة بين المواطنين والسلطات المحلية، وذلك من خلال تكثيف عمليات القضاء على المياه الراكدة التي يتكاثر فيها هذا النوع من البعوض الصيفي".

وأضاف بركاني: "لا يمكن الاعتماد فقط على حملات تطهير الأحياء بالمبيدات للقضاء على البعوض وإنما يجب أن يقوم كل مواطن بتطهير محيط بيته من المياه المتحجرة والتي تتواجد في محيط الحدائق المنازلية".

من جهتها، أكدت وزارة الصحة الجزائرية أن وجود هذه البعوضة بكثرة لا يعني أن الأمراض التي يمكن أن تحملها ستظهر بشكل تلقائي، وأكدت أن حمى الضنك والشيكونغونيا وزيك غير موجودة في الجزائر نهائيا.

وأوضحت في بيان صدر لها بخصوص انتشار بعوض النمر: "لا يوجد، في هذه المرحلة، أي سبب موضوعي للحديث عن حالة تأهب".

ويؤكد الدكتور سعيد شوقي بوبيدي، المختص في علم الحشرات بمعهد باستور بالجزائر، أن بعوضة النمر انتشرت في مدينة وهران وانتقلت إلى عدة مدن مجاورة لها خاصة الشمالية.

وقال بوبيدي: "البعوضة سوداء اللون وحجمها صغير يتراوح ما بين 2 إلى 8 مليمترات وتسمى بهذا الاسم لأنها تحمل على ظهرها نقاط بيضاء، وبإمكانها أن تبيض ما بين 100 إلى 300 بيضة عند كل وجبة دم".

وتعيش بعوضة النمر في المياه الراكدة وتفضّل البيئات الحضرية وشبه الحضرية، وتلدغ هذه الحشرة خلال النهار، سيما عند الفجر والغروب وفي أغلب الأحيان خارج المنازل.

ويؤكد خبراء الصحة أن التعرض للسعة بعوضة النمر لا يستدعي التوجه إلى المستشفى، رغم حجم الاحمرار الذي تتركه على المنطقة المصابة والإحساس بالحكة.

وتعدّ هذه الحشرة عدوانية جدّا تجاه البشر، وهي تنشط ما بين شهري مايو ونوفمبر، كما يمكنها أن تنقل الفيروسات وقد دخلت تدريجياً إلى القارات الخمس على مدار الثلاثين عامًا الماضية.

الأكثر مشاركة