لماذا تقتل "موجة الحر" الناس في أوروبا؟

عادت موجة الحر الشديد التي تغمر معظم دول أوروبا الغربية بالأذهان إلى صيف عام 2003 الذي لقي فيه عشرات الآلاف من البشر في القارة العجوز مصرعهم.

وليست موجات الحر الشديد أمرا غريبا في أوروبا، إنما النادر هو أن تأتي إحدى تلك الموجات في وقت مبكر من الصيف. وتتخذ خدمات الطوارئ أعلى درجات التأهب لمواجهة هذا التحدي.

وليست أوروبا وحدها التي تضربها الموجات الحارة؛ ذلك أن أكثر من مئة ألف شخص لقوا حتفهم في يونيو 2019 في ولاية بهار شمالي الهند حين تخطت درجات الحرارة حاجز الخمسين درجة.
ولكن، كيف تؤدي موجات الحر إلى الوفاة، وماذا في إمكاننا أن نفعل حتى نحمي أنفسنا من ارتفاع درجات الحرارة لفترات طويلة؟

وفيما يتزايد الحديث حول مسببات الموت بسبب الحر، وفيما شهدت أوروبا خلال الأسبوعين الماضيين موت المئات بسبب موجة الحر، فإن الموت يحدث نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجسم التي تحفز سلسلة من العمليات التي تنتهي بحدوث مضاعفات خطيرة في الجسم، تقود لدى الكثيرين -مثل المسنين والأطفال- إلى الوفاة.

وتعد ضربة الشمس أو ضربة الحر حالة طارئة يجب التعامل معها مباشرة، وإذا لم يتم التعامل معها بشكل ملائم ستؤدي حتماً إلى الموت.

وخلال رحلة الشخص في الجو الساخن يمر جسمه بالمراحل التالية: عندما ترتفع درجة حرارة الجسم عن 37 يبدأ الجسم بالتعرق، وهي آلية لتبريد الجسم، إذ إن العرق حتى يتبخر عن الجلد يقوم بامتصاص حرارة من الجسم مما يؤدي لتبريده.

ومع تواصل الحرارة المرتفعة في الجو وعدم حصول الشخص على كمية كافية من السوائل لتعويض ما يفقده من العرق يصاب الجسم بالجفاف. ويؤدي الجفاف إلى تقليل حجم الدم في الجسم.

ويقود انخفاض حجم الدم إلى نقص الواصل منه إلى الأعضاء الحيوية مثل الكلى والدماغ، مما يؤدي إلى تلف في خلاياها.

ومع استمرار الحالة تبدأ الأعضاء الحيوية بالتوقف، مما يقود إلى مفاقمة تقهقر الوضع الصحي للجسم.

وتؤدي هذه العملية في الأمعاء إلى إفراز كميات كبيرة من البكتيريا التي تدخل مجرى الدم، ويعد الأطفال والمسنون ومرضى القلب أو الرئة أو الكلى أكثر عرضة للخطر.

الأكثر مشاركة