المومياء المصرية لم تكن "حبلى".. وباحثتان بولنديتان تؤكدان: "كانت حامل في الشهر السابع" !
كشفت دراسة حديثة مفاجأة صادمة بشأن أول مومياء مصرية حامل، بعد نحو شهر من الكشف عن سبب وفاتها.
وأشار فريق بحثي بولندي، يعمل ضمن مشروع "مومياء وارسو"، إلى أن السيدة المصرية لم تكن حبلى من الأساس.
ونوه الخبراء، بحسب ما نقلته صحيفة "ديلي ميل"، بأن "ما بدا أنه جنين في فحوصات الأشعة السينية وصور التصوير المقطعي المحوسب، كان في الواقع (نتيجة وهم الكمبيوتر وسوء التفسير)"، كاشفين عن أن الموجود داخل المومياء "عبارة عن أعضاء محنطة داخل المعدة وليس جنيناً".
وفي هذا الصدد، قالت المؤسس المشارك لمشروع "مومياء وارسو"، كاميلا براولينسكا، إن البحث الأصلي "لم يكن دراسة علمية موثوقة".
وأوضحت "براولينسكا"، أن اكتشاف الحمل الظاهر للمومياء كان نتيجة "وهم ناجم عن ظاهرة تُعرف باسم (pareidolia)، وهي رغبة بشرية طبيعية في رؤية الأشياء المألوفة في أشكال عشوائية".
وأضافت: "هذه الظاهرة، إلى جانب عدم التشاور مع النظريات مع خبير الأشعة، لسوء الحظ جلبت فقط تأثير إحساس عالمي، وليس دراسة علمية موثوقة".
لكن يبدو أن الانقسام قد نال من الفريق البحثي، إذ رفضت الباحثتان مارزينا أوزاريك وجسنش إجسموند، الادعاء بأن المومياء لم تكن حبلى.
وأصدرت العالمتان بيانًا قالتا خلاله: "فريق المشروع لا يؤكد هذه المعلومات. المومياء حامل".
تجدر الإشارة إلى أن دراسة سابقة، أجراها الباحثون البولنديون في يوليو المنصرم، أثبتت أن المومياء توفيت بسبب إصابتها بنوع نادر من السرطان.
ووفق صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أجرى الباحثون في بولندا مسحًا لجمجمة المومياء المصرية، عندما اكتشفوا علامات غير عادية في العظام.
وعلى غرار تلك الموجودة في المرضى الذين يعانون من سرطان البلعوم، خلص العلماء إلى أن المومياء على الأرجح ماتت من نفس المرض.
ويعد سرطان البلعوم الأنفي نوعًا نادرًا من السرطانات التي تصيب جزء الحلق الذي يربط مؤخرة الأنف بمؤخرة الفم.
وذكرت الصحيفة، أن المرأة، الملقبة بـ "السيدة الغامضة"، توفيت أثناء حملها، وتحديدًا في الشهر السابع، لكن الباحثين الآن حددوا سبب الوفاة.
وتُظهر الصور الصادرة عن المشروع، الجمجمة المصابة بكدمات، على الأرجح ناتجة عن ورم وعيوب كبيرة في أجزاء من العظام لا تتشكل عادةً أثناء إجراءات التحنيط.
وقال حينها البروفيسور رافاي شتيك، من قسم الأورام بجامعة وارسو الطبية: "لدينا تغيرات غير معتادة في عظام البلعوم الأنفي، والتي لا تحدث بسبب عمليات التحنيط".
وأضاف البروفيسور ستيك أن صغر سن المومياء وعدم وجود سبب آخر للوفاة يشير إلى أن الأورام هي السبب الرئيسي.
وفي العام الماضي، كشف فحص باستخدام التصوير المقطعي أن سن المرأة كان يتراوح بين 20 إلى 30 عامًا عندما توفيت وكانت في الأسبوع السادس والعشرين إلى الثلاثين من الحمل.
وتم لف الجثة بعناية في الأقمشة وتركت مع مجموعة غنية من التمائم لرؤيتها في الحياة الآخرة، وفقًا لما كتبه المؤلفون في مجلة العلوم الأثرية، وكان جنينها موجودًا في الجزء السفلي من الحوض، وتم تحنيطه مع والدته.
وكان محيط رأس الجنين 9.8 بوصة، والذي استخدمه الفريق لتحديد أنه كان بين الأسبوعين 26 و30 من العمر.
ولم يستطع الخبراء في مشروع مومياء وارسو تحديد سبب عدم استخراج الجنين وتحنيطه من تلقاء نفسه، كما ظهر في حالات أخرى من الأطفال المولودين ميتًا.