مواطن أسّس منصة توعية بـ«الأمن السيبراني»
محمد الشامسي: الابتزاز الإلكتروني أكبر المخاطر التي تواجه شبابنا
بفضل تخصّصه الأكاديمي وخبرته المعرفية، استطاع الإماراتي محمد الشامسي تفعيل تجربة متميزة، تكرست أولاً عبر تجاربه المهنية التراكمية وصولاً إلى منصته التوعوية الرائدة «سايبرنت.آي إي» الناطقة بالعربية والمتخصصة في مجال أمن المعلومات والأمن السيبراني، والتي عمل الشامسي على تأسيسها وإطلاقها بجهود فردية واجتهادات شخصية صرفة، لتصبح واحدة من أهم المنصات الرقمية المتخصصة التي تقدم محتويات توعوية تقنية للمجتمع، واستشارات خاصة للطلاب الجدد في ميادين تقنية عدة، وذلك، من بوابة عديد الدورات والورش اتي فتحتها المنصة للعموم من مختلف المستويات، لنشر هذه الثقافة المجتمعية الحديثة على نطاق واسع في الإمارات.
أول منصة بالعربية
في البداية، توقف الشامسي عند دراسته الأكاديمية، وتخصصه في أمن المعلومات والأنظمة الجنائية من كليات التقنيات العليا بالشارقة، قائلاً: «راودتني خلال تلك الفترة، فكرة إنشاء منصة رقمية ناطقة باللغة العربية تهتم بأمن المعلومات والمحتوى الرقمي الخاص، تتضمن دورات تخصصية حول مخاطر الابتزاز الإلكتروني، وكيفية حماية الحسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي»، منوهاً «انطلاقاً من عام 2019 وبعيد تخرجي بعام تقريباً، بدأت في تقديم مجموعة من الدورات التوعوية، سواء بشكل مجاني أو بأسعار رمزية، وذلك، باعتبار اطلاعي الكبير على واقع الاختراقات الرقمية المنتشرة لدى فئات المراهقين والشباب ممن يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع اليوم، ولا يجدون وسيلة عملية ناجعة للتعرف الى الخطوات السليمة لحماية حساباتهم»، مؤكداً أن نشاط منصته cybernet.ae لا يقتصر على حدود تدريب شباب الثانوية العامة، بل يصل إلى طلاب الجامعات المتخصصة والمتخرجين القدامى الراغبين بتحديث وتجديد معلوماتهم التقنية في هذا المجال.
خطوة التدريب
ويلفت الشامسي إلى خبرته الكبيرة في المجال، والتي صقلها من خلال مراكمة المعارف والدورات التدريبية التي التحق بها على مدار العامين الماضيين، بالتعاون مع كبرى شركات التقنية العالمية، مثل «مايكروسوفت» و«ديل». هذا، بالإضافة إلى الشهادات التقنية المعتمدة التي حصل عليها الشامسي من أكبر معاهد التقنية في الولايات المتحدة ومعهد «وايد فيو»، وجامعة «هارفرد»، التي انتهت باعتماده مدرباً مسجلاً ضمن قائمة صناع المحتوى الشباب من قبل المؤسسة الاتحادية للشباب في مجال الأمن السيبراني وأمن المعلومات.
وحول كيفية تصميم الدورات المتخصصة لتناسب احتياجات كل فئة على حدة، أكد الشامسي أنه يعمد إلى مواكبة متطلبات طلاب كل دورة تدريبية بحسب الفئات المقصودة، الأمر الذي رفع نسب الإقبال عليها ليتجاوز عدد مشاهدات الدورات المجانية التي قام بنشرها عبر منصته الرقمية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى اليوم، إلى ما يزيد على 600 مشاهدة يومية. هذا، بالإضافة إلى مجموعة من الدورات الحضورية المتنوعة التي جمعت فئات واسعة من الشباب على تطبيقات الفيديو المرئي، التي تحمس لوصفها الشامسي معلقاً بالقول: «أتمنى الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، لتوسيع نطاق التوعية المجتمعية ونشر الثقافة التقنية وثقافة أمن المعلومات بشكل أخص، وذلك بعد أن لمست الرغبة الجدية من الجميع في التعرف إلى أبجديات الحماية الرقمية، التي لا تتطلب جهوداً ومعارف متعمقة بالمجال، بقدر ما تتوقف على خطوات بسيطة متاحة اليوم لجميع مستخدمي الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي».
مخاطر
انطلاقاً من تجربته المعمقة في المجال، لفت مؤسس منصة «سايبرنت» لـ«الإمارات اليوم» إلى «المخاطر الحقيقية التي تهدد شبابنا اليوم على الفضاءات الاجتماعية والعوالم الافتراضية»، مضيفاً «تتعلق أكثر المشكلات التي تعترض شبابنا اليوم، بالابتزاز الإلكتروني، الذي يشهد ازدياداً مطّرداً، ليهدد سلامة الأشخاص وحياتهم الشخصية، وأحياناً توازنهم النفسي، ليتحول إلى حرب حقيقية، يشنها الكثيرون في الخفاء، ويقع ضحيتها بعض الشباب والمراهقين ما بين عمر( 12 و17) عاماً، ما يدفعنا باستمرار إلى دعم ثقافة الوعي في عملية استعمال الهواتف الذكية، وتطوير ثقافة أمن المعلومات لديهم، لأنها لم تعد ترفاً، بل ضرورة ملحّة كل يوم».
دفع للمحتوى العربي
أشار محمد خالد الشامسي إلى توافر محتويات منصته الرقمية المتخصصة على الموقع الرسمي للمنصة «سايبرنت.آي إي»، وعلى موقع الصور «إنستغرام»، و«تيك توك»، باللغة العربية، مشيراً إلى إيمانه الراسخ بقيمة تقديمها باللسان العربي، لتشكل في ظل توافر المعلومات نفسها بالإنجليزية وبلغات أجنبية أخرى، دفعة قوية للمحتوى العربي المختص على الفضاء الرقمي، مختتماً مساعيه الطموحة في المجال نفسه، بحلم تأسيس أكاديمية عربية متخصصة تنافس على نطاق عالمي.
رسالة للأهل
وجّه الشامسي رسالة إلى الأهل لحثهم على مراقبة أبنائهم على الفضاءات الرقمية ومزيد التنبه إلى المخاطر الرقمية المحدقة بهم «أعتقد أن هذه الخطوة ستكون مفيدة للأسر العربية، وللوالدين بالدرجة الأولى، لأنها ستقلص المخاطر الكبيرة المطروحة اليوم على أبنائهم، لذا أدعوهم إلى مزيد من المتابعة لحسابات أبنائهم، وتفعيل ميزة المراقبة الأبوية التي تعتبر ميزة مجانية توفرها كل المنصات الرقمية لحماية الأبناء من مخاطر الابتزاز بكل أشكاله».
«الابتزاز الإلكتروني حرب حقيقية، يشنّها الكثيرون في الخفاء، ويقع ضحيتها بعض الشباب والمراهقين».
«تطوير ثقافة أمن المعلومات لم يعد ترفاً، بل ضرورة ملحّة كل يوم».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news