مهندسة إماراتية أسّست أول شركة «مقرها» الواقع الافتراضي

إيمان أحمد: المركز الأول طموحي في عالم «ميتافيرس»

صورة

مبكراً جداً، دفع شغف المعرفة وحب الاطلاع على أحدث التقنيات المستخدمة في مجالات الواقع المعزز والافتراضي، الإماراتية إيمان أحمد، نحو السعي إلى إنشاء شركة متخصصة في مجال «الميتافيرس» (نطاق الواقع المعزز)، وذلك مباشرة بعد تخرجها في كليات التقنية العليا بدبي وتخصصها في مجال الهندسة الكهربائية، التي زاولتها أحمد بالتوازي مع شغفها الأكبر بمجالات الواقع الافتراضي والمعزز، وإصرارها على التعمق في تفاصيلها، عبر البحث والتعلم والالتحاق بأغلب الدورات التدريبية التخصصية في هذا المجال، لقناعتها بأهمية ومستقبل هذا المجال التقني الجديد والواعد.

تجارب وتنوّع

في البداية، توقفت إيمان أحمد عند تجربة دراستها الجامعية وعملها مساءً في إحدى الشركات المتخصصة في مجال برامج الواقع المعزز والافتراضي، التي دخلتها بهدف تحصيل المزيد من الخبرات والمعارف، قائلة: «أثناء فترة دراستي الجامعية، اكتشفت ميولي نحو تعلم علوم البرمجة، لهذا السبب لم أتردد في الالتحاق بالعديد من البرامج المجانية المتخصصة، قبل أن تتاح لي فرصة العمل في هذه الشركة المتخصصة التي تدربت فيها لمدة ثلاثة أشهر لتمتد من ثم تجربتي فيها لعامين كاملين، أدرت خلالهما العديد من المشروعات العلمية الفاعلة».

وأضافت إيمان «إثر تخرجي في الكلية، قررت تنفيذ فكرة مشروعي الخاص، وأتاحت لي ظروف العمل في مجال تخصصي في مجال الهندسة الكهربائية بهيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، الانطلاق فيه، باعتبار الوقت المتاح لي لممارسة شغفي في مجال (الميتافيرس)، فانطلقت بإنشاء شركة متخصصة اخترت لها اسم (Avitech)».

مستقبل واعد

وتسهب إيمان أحمد في الحديث عن الواقع المعزز الذي يهدف إلى إضافة العديد من العناصر والأشكال للواقع المعاش، في الوقت الذي تؤكد صاحبة المشروع الجديد الذي طرح نفسه بثقة لينافس أهم الشركات في المجال، قدرة الواقع الافتراضي اليوم على تأسيس بيئة افتراضية كاملة تسهم في طرح وتقديم الكثير من الأفكار الخلاقة والمشروعات الرائدة بكلفة موارد أقل، وقدرته على دخول جميع الميادين حتى الفنون، مستشهدة بتجربتها مع مهرجان سكة للفنون والتصميم بدبي، الذي تعاونت فيه مع مجموعة من الفنانين الشبان في طرح تقنية «الديجتال آرت» التي تهدف إلى إضفاء أبعاد جمالية جديدة لأعمال الفنانين، وتحويل لوحاتهم إلى واقع معزز بالجماليات، وتابعت إيمان: «تهدف هذه الخطوة إلى إدماج تكنولوجيا المستقبل إلى المجال الفني، بالإضافة إلى دعم المواهب الفنية الشابة والتعريف بإبداعاتهم على نطاق أوسع من خلال دمج أعمالهم مع أبعاد هذه التقنيات الجديدة».

وأضافت أن «هذه التقنيات الفاعلة تمكننا من طرح العديد من برامج التدريب المتكاملة التي يمكن من خلالها الاستغناء عن شخصية المحاضر والاستعانة بنظارات افتراضية قادرة على تقديم كل البرامج والمعلومات المطلوبة واستخدامها من قبل عدد غير محدود من المتدربين».

الجودة أولاً

وحول الصعوبات التي واجهتها في بداية إنشاء شركتها المتخصصة في هذا المجال الجديد، قبل افتتاحها بشكل رسمي خلال فبراير من هذا العام، وبالتزامن مع شهر الابتكار في معرض «إكسبو 2020 دبي»، أكدت إيمان أحمد أنها ترددت كثيراً قبل التفكير جدياً في تأسيس الشركة، مؤكدة أنها عمدت إلى الالتحاق بعدد واسع من الدورات التدريبية لإعداد نفسها لمواجهة مسؤوليات هذه الخطوة، بالإضافة إلى اختبار قدرتها على تقديم خدمة متكاملة للمتعاملين تركز على مبادئ الجودة العالية، القادرة على منافسة كبرى الشركات الموجودة في السوق الإماراتية، على حد تعبيرها، قائلة: «ما يميز شركتنا الناشئة قدرتها على تقديم أفضل الخدمات، فضلاً عن سلاسة خدماتنا وانماط تنفيذنا لمشروعاتنا بطريقة مبتكرة تضمن التعامل مع البرامج المقدمة وجودتها لمدة تصل إلى 10 سنوات، في الوقت الذي تضمن مراقبتها وتحديثها بشكل متواصل».

وبفضل كل هذه المعايير العالية، نجحت المهندسة الإماراتية والاختصاصية في الواقع المعزز والافتراضي، في التعامل بثقة واحترافية مع العديد من المؤسسات والهيئات الحكومية، على رأسها شرطة دبي وشرطة الشارقة، وغيرهما من الجهات الحكومية على مستوى الدولة، في الوقت الذي لفتت تجربتها، اهتمام كوكبة من المنشآت السياحية والحملات الترويجية الخاصة بالفنادق الكبرى، التي بدأت تتجه بشكل واضح نحو هذا المجال بشكل فاعل، علماً بأن أغلب التطبيقات والبرامج الحالية بدأت تعتمد بشكل فعلي على تقنيات الواقع المعزز، مثل التعرف إلى الوجوه والأشياء، بالإضافة إلى تصاميم الواقع الافتراضي التي توفر على المؤسسات والمنشآت، الكثير من الجهد والوقت والكلفة.

«ميتافيرس دبي»

تؤكد إيمان أحمد أن مقر شركتها التقنية في «ميتافيرس دبي»، تأكيد على مواكبتها لطموح إمارة دبي وتأسيسها لمقر رئيس لها في العالم الافتراضي «ذا ساند بوكس»، لتكون أول جهة تنظيمية في العالم تدخل إلى عالم «الميتافيرس»، معربة عن أملها في توسيع آفاق نجاحها لتضم مستقبلاً عدداً من المبدعين الإماراتيين في مجال البرمجة، ومضيفة «أتشرف دائماً بتمثيل بلادي في هذا المجال، وأتمنى تحقيق المركز الأول في هذه النوعية من الخدمات الرائدة في مجال التقنيات الرقمية».

• «يمكننا الاستغناء عن شخصية المُحاضر، والاستعانة بنظارات افتراضية تقدم كل المعلومات المطلوبة». 

تويتر