كيف سيغير قمر صناعي جديد المنظر الليلي الجميل لسماءنا
يبدو أننا على وشك الحصول على نجم جديد، يمكن أن يتفوق على كل النجوم الأخرى في سماء الليل باستثناء القمر. لكن هذا النجم ليس اكتشافا فلكيا جديدا، بقدر ماهو قمر صناعي ضخم للإنترنت بحجم شقة لتتمكن الهواتف المحمولة العادية من الوصول إلى الإنترنت من الفضاء.
هذا القمر الصناعي سيضيف نقطة ضوئية كبيرة وواضحة في السماء. ويقول موقع "فاست كومباني " أن القمر الجديد المتخصص بالاتصالات عبر الأقمار الصناعية ويدعى ( BlueWalker 3 )، مصنوع من الزجاج والسبائك المعدنية من قبل شركة اتصالات ناشئة تدعى ( AST SpaceMobile )، وسيعكس الهوائي العملاق، وألواحه الشمسية الطويلة ضوء الشمس علينا في منتصف الليل، مما سيضيف ماوصفه الخبراء "ضوضاء بضوئية اصطناعية" إلى المنظر الطبيعي والمألوف لسمائنا في الليل.
سيتحول القمر بعد إطلاقه إلى آلة مسطحة تبلغ مساحتها 693 قدمًا مربعة (حوالي 211مترا)، وهو عبارة عن هوائي مرحلي عملاق مصمم لتوفير الوصول إلى الإنترنت عريض النطاق للأشخاص على الأرض.
ويقول الموقع الالكتروني أنه على عكس أقمار (Starlink) للإنترنت الخاصة بشركة (SpaceX )، لن يطلب ( BlueWalker 3 ) ، من المستخدمين تثبيت طبق وجهاز توجيه فضائي على الأرض من أجل الوصول إلى الويب. بل ستكون "الشبكة الخلوية العالمية الأولى والوحيدة للنطاق العريض في الفضاء التي تعمل مباشرة مع الأجهزة المحمولة القياسية غير المعدلة".
ويعتقد علماء الفلك ومركز الاتحاد الفلكي الدولي لحماية السماء المظلمة والهادئة أن قمر الاتصالات العملاق الجديد هذا سيدمر سمائنا ويتداخل مع الأرصاد السماوية، تمامًا كما تفعل الشركة الرائدة في مجال الاتصالات الفضائية (Starlink).
وتخطط AST لوضع العديد من هذه الأقمار الصناعية في مدار أرضي منخفض: أكثر من 100 مركبة فضائية بحلول نهاية عام 2024. وسيكون العديد منها أكبر، ما يعكس المزيد من ضوء الشمس مرة أخرى على الأرض خلال جميع ساعات اليوم. هذا بالإضافة إلى كوكبة Starlink الحالية ، والتي تضم بالفعل 3000 قمر صناعي.
وتبرر تلك الشركات هذا الهوس باحتلال الفضاء بأنهم في مهمة تتمثل في "القضاء على فجوات الاتصال التي يواجهها اليوم خمسة مليارات مشترك في الهاتف المحمول وجلب النطاق العريض في النهاية إلى المليارات الباقين".
لكن منتقدي المشروع، من المتحمسين لإبقاء سماءنا طبيعية يقولون أن الحقيقة هي أنه يمكننا أيضًا إنفاق الأموال لبناء البنية التحتية الأرضية للهوائيات لتوفير نفس هذه الخدمات، والتي يمكن أن تكون أيضًا مرنة. وأن الأمر يتطلب فقط استثمارًا أكبر وأرباحا أقل، ولكن ليس هذا تماما ما تريده الشركات العملاقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news