عازف البيانو الأسرع عالمياً: متحمس للقاء جمهور دبي
سحر خاص مع الموسيقى يقدمه العازف العالمي بيتر بينس، حين يضع أنامله على آلة البيانو، إذ ينقل أصابعه بخفة لتنساب الموسيقى كشلال ماء عذب، إذ حقق رقماً قياسياً في موسوعة غينيس، بكونه العازف الأسرع في العالم عام 2012، بعد أن حقق 765 ضربة على البيانو بدقيقة واحدة.
وسيقدم بيتر حفله الأول في دبي على خشبة دبي أوبرا في نوفمبر المقبل، وسيكون الجمهور على موعد مع 90 دقيقة من معزوفات عالمية، وكذلك مؤلفاته الخاصة، وسيروي قصته الخاصة مع الفن والموسيقى من خلال البيانو.
وقال بيتر بينس لـ«الإمارات اليوم» عن بداية رحلته مع البيانو: «لقد بدأت أستكشف العزف وأنا في عمر السنتين، إذ كان يمكنني اللعب على البيانو أكثر مما يمكنني الكلام، ولذا كانت الموسيقى اللغة الثانية بالنسبة لي، وبدأت بتعلم العزف بشكل جدي وأنا في الرابعة من العمر، وأتقنت العزف الكلاسيكي في البدء، وطورت موهبتي بالدراسة، حتى بدأت تأليف الموسيقى الخاصة بي».
وأضاف العازف الذي أكد أنه متحمس للقاء جمهور دبي: «حين دخلت المرحلة الثانوية كنت شغوفاً بتأليف موسيقى الأفلام، لكن مسيرتي لم تتجه نحوها، على الرغم من وجود هذا الحلم، ولذا عملت على تطوير عزفي، وكذلك تسجيل أغنيات مشاهير، ومنها أعمال لمايكل جاكسون، ولكنني دائماً أقدمها برؤية خاصة ومميزة، لتكون محملة بطاقة الأغنية نفسها حين قدمت من قبل الفنان نفسه».
وعن كيفية اختيار الأغنيات التي يعيد تسجيلها، أوضح أنه يلجأ للأعمال التي حققت نجاحاً لافتاً، معتبراً أنها فكرة ذكية من أجل تحقيق شعبية وجماهيرية، لاسيما إذا عمل الموسيقي على إعادة تقديم الأغنية بشكل خاص وبأسلوبه المختلف، لافتاً إلى أن من معايير اختياره الأغنيات أيضاً حبه لها، وأن تتحلى بمرونة، ويمكن عزفها على البيانو، أي أن يكون اللحن ممتعاً، إذ إن بعض الأغنيات تنجح بسبب كلماتها، وليس بسبب أنغامها، ولذا لابد من الاختيار بعناية.
وأشار إلى أنه قدم أغنية «ديسباسيتو» التي لاقت نجاحاً باهراً عبر «يوتيوب»، ولكنه في البدء لم يكن مقتنعاً بعزفها، إلا أنه وبطلب من مديره الفني قدمها مع ابتكار طريقة جديدة للعب الموسيقى، وهذا ما ميزها. وعن حفله المقبل على خشبة دبي أوبرا، نوه بيتر بينس بأنه سيقدم في الحفل موسيقى معروفة بنسبة 70%، والنسبة المتبقية ستكون للموسيقى الخاصة به، محاولاً إيجاد توازن على المسرح ليستمتع الحضور، مشدداً على أن الجمهور دائماً يتفاعل مع الموسيقى الخاصة به.
وقال إنها المرة الأولى التي يعزف فيها بدبي، ومتحمس للقاء جمهورها، بعدما عزف على مسارح عالمية.
وحول الموسيقى المفضلة له، ذكر أنه يحب أعمال جون ويليامز، كما يميل لأغنيات مايكل جاكسون. أما العزف المنفرد على المسرح لمدة تصل إلى 90 دقيقة، فاعتبر أنه يتطلب أن يتمتع فيه العازف بالقدرة على التفاعل مع الجمهور والحديث معه، إلى جانب استخدام المؤثرات الصوتية الموجودة داخل البيانو، بالإضافة إلى عرض الإضاءة الذي يدعم الموسيقى، ويكون امتداداً لها، وهذا ما يجعل العرض متكامل العناصر.
ونجح بينس في تسجيل رقم قياسي في كونه العازف الأسرع عالمياً، لكنه يعتبر أن الرقم لا يعنيه كثيراً، إذ كان مستمتعاً بالتجربة آنذاك، ولكنه لا يحمل هاجس الأرقام، إذ يمكن أن يعزف الموسيقي بسرعة، ويبهر الجمهور، ولكن في الواقع هذا يأخذ من سحر الأنغام والأحاسيس التي تحملها.
بيتر بينس:
• «بدأت أستكشف العزف وأنا في عمر السنتين، إذ كان يمكنني اللعب على البيانو أكثر مما يمكنني الكلام، ولذا كانت الموسيقى لغتي الثانية».
حكايتي مع الموسيقى
ولد العازف والمؤلف الموسيقي بيتر بينس، في هنغاريا في عام 1991، وكتب أول مؤلفاته الموسيقية وهو في سن السابعة، وتأثر كثيراً بموسيقى فولفانع موزارت وفريدريك شوبان، ولكن في المراهقة كان التأثير الأكبر في موسيقاه من موسيقى جون ويليامز.
أنجز أول ألبوم موسيقي في عام 2002، وأصدر الثاني في عام 2008. ووصفه بعض معلميه بـ«معجزة موسيقية»، وقُبل في جامعة فرانز ليزت للموسيقى في ديبريسين، بينما كان لايزال في المدرسة الابتدائية.