الأسلحة التراثية تخطف الأنظار في «الصيد والفروسية».. ببريق الذهب والفضة
إلى جانب الأسلحة الحديثة والمتطورة التي تتسابق كبرى الشركات للكشف عنها وعرضها في المعرض الدولي للصيد والفروسية 2022، الذي تتواصل فعاليات دورته الـ19 في المركز الوطني للمعارض بأبوظبي حتى الثاني من أكتوبر المقبل، يشهد الحدث حضوراً بارزاً للأسلحة التقليدية والتراثية، مثل الخناجر والسكاكين والسيوف، عبر عدد من الشركات المحلية والدولية التي تتبارى في لفت انتباه الجمهور بمنتجات متنوعة وقطع فريدة.
ومن الشركات الوطنية التي تعرض أسلحة ومنتجات تراثية مصنوعة يدوياً، شركة «خنجر» التي تعرض منتجات «مؤسسة بيت الخنجر» التي أسسها الباحث التراثي عبدالله ثاني راشد المطروشي، وتقع في منطقة الفهيدي بدبي.
وأوضح المسؤول في جناح الشركة، عبدالله إبراهيم السلامي، لـ«الإمارات اليوم»، أن الدورة الحالية من المعرض تشهد أول مشاركة للشركة بجناح خاص، بعد أن كانت تشارك في دورات سابقة ضمن جناح لجنة دارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، مشيراً إلى أن الجناح يجمع مختلف المنتجات التي تصنعها مؤسسة بيت الخنجر، من خناجر وسيوف وعصي ومندوس ودلال وربابة، إضافة إلى المداخن (المباخر) التراثية التي أنتجت في الفترة الأخيرة.
نسخ مميزة
وأوضح السلامي أن من أبرز المعروضات في الجناح دلة إماراتية (قريشية)، مصنوعة من الفضة المزينة بالذهب، ومرصعة بقطعة من الألماس، إذ تم استخدام كيلوغرام من الفضة في صنعها، ويبلغ سعرها 25 ألف درهم. كذلك تضم المعروضات خناجر من الفضة، تمثل نسخاً من خناجر استخدمها عدد من شيوخ الإمارات، وكلها مصنوعة يدوياً، وتستغرق فترة صناعة القطعة الواحدة من 20 إلى 30 يوماً. أيضاً يعرض الجناح سيف الرزفة، الذي يستخدم في الرقصات الشعبية التراثية، وهو مصنوع من الفضة والجلد، وبعضها مطلي بالذهب.
وعن أسعار المعروضات، أفاد السلامي بأن الخناجر تبدأ من 8000 درهم، أما أغلى خنجر فيبلغ سعره 30 ألف درهم. ويبلغ سعر السيف 20 ألف درهم، وكذلك الدلال تباع بالسعر نفسه تقريباً.
ولفت إلى أن المعروضات تضم مداخن إماراتية تراثية، صنعت يدوياً من الطين بالطريقة نفسها التي كانت تصنع بها قديماً، ويبلغ سعر القطعة الواحدة 500 درهم.
مزينة بالصدف
ومن تركيا، تعرض شركة «بوسات»، في أول مشاركة لها في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، مجموعة كبيرة من الخناجر والسكاكين والسيوف، إلى جانب مصنوعات جلدية مختلفة، وكلها مصنوعة يدوياً، كما أوضح إحسان جولاش لـ«الإمارات اليوم».
ومن أبرز المعروضات في جناح الشركة أربعة خناجر تم تصنيعها خصيصاً لعرضها في الحدث، وهي مصنوعة من الفضة وأخشاب الزيتون والجوز، ومزينة بالصدف، كما حفر عليها صورة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويبلغ سعر الخنجر الكبير منها 15 ألف درهم، والصغير 8000. كذلك يعرض الجناح خناجر ذات مقابض متنوعة، منها مقبض مصنوع من أنياب الماموث، إلى جانب خناجر وسيوف دمشقية، يبلغ سعر الواحد منها 10 آلاف درهم، وسيوف أخرى حفرت عليها آيات قرآنية. وأكد جولاش أن كل قطعة من هذه المعروضات هي قطع فريدة، تم صنعها يدوياً، ولا توجد منها نسخ أخرى.
صديقة للبيئة
من الشركات الإماراتية المشاركة في «أبوظبي للصيد والفروسية»، شركة الغيل للمشغولات اليدوية، التي تعرض في جناحها مجموعة كبيرة من السكاكين يدوية الصنع، والتي تستخدم في الصيد والرحلات والتخييم، وكذلك للاستخدام المنزلي.
وقال مؤسس الشركة، أحمد راشد سعيد المزروعي، لـ«الإمارات اليوم»، الذي يشارك للعام الثاني في المعرض، إن شركته التي أسسها منذ ثلاث سنوات، تخصصت في المشغولات المنزلية، وصناعة السكاكين اليدوية بمختلف أنواعها، ومن بينها المستخدمة في الصيد، مشيراً إلى أن المنتجات المعروضة في الجناح نفذت على مدار عام كامل للعرض خصيصاً في هذا الحدث المهم.
وأضاف أن المنتجات مصنوعة من أنواع معادن تنقسم إلى ستانلس استيل وكاربون استيل، وكل منها يضم أنواعاً عدة، أما الأسعار فتبدأ من 200 درهم، وقد تصل إلى 10 آلاف، وفقاً لصعوبة التصميم، وفترة العمل في تنفيذه، والمعدن المستخدم في تصنيع القطعة. وتعد التصميمات التي تندرج تحت النمط الدمشقي هي الأغلى بين المعروضات، لأن تنفيذ القطعة الواحدة قد يستغرق شهرين تقريباً.
ونوه بأن سعر السكين يتوقف كذلك على تصميم القبضة أو اليد والخامات المستخدمة في صناعتها، لافتاً إلى أن بعضها يصنع من قرون وعظام الحيوانات، مثل قرن الماموث أو الغزال، أو قرون وعظام حيوانات نادرة أخرى، وهناك قبضات تتم إضافة قطع من الذهب أو الفضة إليها، مستعرضاً إحدى السكاكين التي يعرضها، وتتميز بمقبض مصنوعة من عظام حيوان الغور المهدد بالانقراض، وهو حيوان يشبه الثور، ولكنه بري، ويعيش في وسط آسيا والهند.
وذكر أن هذه العظام يتم الحصول عليها من المحميات التي يعيش فيها هذا الحيوان، حيث تقوم ببيع عظامه بعد نفوقه نظير مبالغ كبيرة، نظراً لندرته وتحريم صيده. وشدد على أنه يحرص على الحصول على قرون وعظام الحيوانات بطرق مستدامة، تتفق مع قوانين الحفاظ على البيئة، مثل استخدم قرون غزلان من تلك التي يتم تغييرها كل سنة، ويتم الحصول عليها من المحميات الطبيعية أو استيرادها من الخارج.
تحديات
قال مؤسس شركة «الغيل»، أحمد راشد سعيد المزروعي، عن التحديات التي واجهت مشروعه، إن أبرزها عدم توافر المعدات المطلوبة في هذه الصناعة، فكان عليه استيراد وشحن هذه المعدات من الخارج بكلفة كبيرة، إذ تبلغ كلفة أقل ماكينة 15 ألف درهم، أما التحدي الثاني فتمثل في كيفية تسويق منتجاته، ما دفعه للاتجاه نحو التسويق عبر «إنستغرام».
عبدالله السلامي:
«الخناجر في جناحنا تبدأ من 8000 درهم، أما أغلى خنجر فيبلغ سعره 30 ألف درهم».
إحسان جولاش:
«كل قطعة من معروضاتنا في الحدث فريدة، إذ صنعت يدوياً، ولا توجد منها نسخ أخرى».