مصر: حبس 7 أشخاص بينهم زوجته.. بتهمة "تعذيب وترويع" صيدلي حلوان
بعد واقعة مصرع صيدلي شاب إثر سقوطه من شرفة منزله بالطابق الخامس، الإثنين، وجهت النيابة العامة في مصر عدة تهم من بينها التعذيب والترويع، لزوجة القتيل الأولى و6 آخرين، وقررت حبسهم على ذمة القضية، بينما كشفت تحريات الشرطة أن الشاب "ألقى نفسه من الشرفة".
وكان مصدر أمني قد كشف أن السلطات فتحت تحقيقا بواقعة وفاة الصيدلي ولاء زايد إثر سقوطه من شرفة منزله في حلوان جنوبي القاهرة، بينما تحفظت أجهزة الأمن على زوجته ووالدها وشقيقها وعدد من أقاربهم بعد اتهام أسرة الشاب لهم بقتله.
ومساء الأربعاء، أمر النائب العام المصري بحبس 7 متهمين، هم زوجة الصيدلي الأولى ووالدها وشقيقاها و3 من أصدقائهما.
ووجهت النيابة لهم تهم "استعراض القوة، والتلويح بالعنف، والتهديد بهما، واستخدامهما ضد الصيدلي المجني عليه بقصد ترويعه وتخويفه بإلحاق الأذى به والتأثير في إرادته، لفرض السطوة عليه وإرغامه على القيام بعمل".
وبحسب الاتهامات، "كان من شأن ما فعله المتهمون من تهديد، إلقاء الرعب في نفس المجني عليه وتكدير سكينته وطمأنينته وتعريض حياته وسلامته للخطر، فضلا عن حجزهم المجني عليه بدون وجه حق وتعذيبه بدنيا، وذلك إثر خلافات بينهم وبين المجني عليه تطورت إلى ارتكابهم تلك الجرائم في حقه، وانتهت بسقوطه من شرفة مسكنه ووفاته".
واستهلت النيابة التحقيقات بالانتقال لمسكن المتوفى ومعاينته والتحفظ عليه، وناظرت جثمان المتوفى وما به من إصابات، وسألت عددا من الشهود هم شقيقة المتوفى ووالدته وزوجته الثانية واثنين من جيرانه وحارس العقار محل سكنه، وخلصت روايتهم مجتمعة إلى وجود خلافات بين المتوفى وزوجته الأولى انتهت بزواجه من أخرى، ثم يوم الواقعة أرسل المجني عليه إلى شقيقته وزوجته الثانية يستنجد بهما لحضور أشخاص إلى مسكنه من طرف زوجته الأولى لإكراهه على تطليقها وتطليق زوجته الثانية.
ونقلت شقيقة المجني عليه استغاثته لوالدته التي طلبت من حارس العقار محل سكنه إغاثته، فاصطحب الأخير أحد الجيران وصعدا لاستطلاع الأمر، فعلما بوجود خلافات أسرية بين المجني عليه وأقارب زوجته الأولى يسعون لإنهائها، ثم فوجئا عقب انصرافهما بسقوط المتوفى من شرفة مسكنه صريعا، واطلعت النيابة العامة على رسائل الاستغاثة التي أرسلها المجني عليه لشقيقته وزوجته الثانية من هاتفيهما.
• سألت النيابة العامة ابن المتوفى (5 سنوات) فقرر سقوط والده من شرفة المسكن من دون أن يشهد المشادة مع المتهمين، كما لم يشهد أي منهم دفعه لإسقاطه من الشرفة، وقررت النيابة العامة تسليم الطفل لجدته لأبيه بناء على توصية خبير المجلس القومي للأمومة والطفولة.
ومن جهة أخرى، كشفت تحريات الشرطة حول الحادث عن إلقاء المجني عليه نفسه من شرفة مسكنه "إثر الضغط النفسي والإكراه الذي تعرض له من المتهمين يوم الواقعة، بعد نشوب مشادة بينهم للخلافات القائمة بين المجني عليه وزوجته الأولى، التي تطورت إلى تشابك بالأيدي وإحكام السيطرة على المتوفى وإجباره على تطليق زوجته الثانية هاتفيا".
وباستجواب النيابة العامة المتهمين، اجتمعت روايتهم على "تفاجئهم بسماع صوت ارتطام المتوفى عقب سقوطه من شرفة المسكن إثر المشادة التي دارت بينهم، حيث طلبوا من المجني عليه خلالها تطليق زوجته الثانية، فانصاع لطلبهم، بينما انفرد أحد المتهمين برؤيته إصابة بالمجني عليه قبل وفاته وتألمه من تعد وقع عليه، في حين كان أحد المتهمين ممسكا بعصا حينها".
وعثرت النيابة العامة بهاتف الزوجة المتهمة على رسالة تلقتها من والدتها تطلب الأخيرة منها تصوير المتوفى أثناء التعدي عليه وإهانته، كما عثرت بالهاتف المحمول الخاص بأحد المتهمين على محادثة بينه وبين متهم آخر يطلب منه الاستعداد لإعانته إذا ما نشب شجار مع المتوفى بمسكنه.
وفي سبيل تحقق النيابة العامة من كيفية وفاة المتهم وبيان حقيقة الشبهة المثارة حول قتله، ندبت مصلحة الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية على جثمانه لبيان سبب الوفاة وكيفية حدوثها، كما ندبت الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية لمعاينة مسكن المجني عليه، لبيان ما إذا كان هناك "عنف جنائي" قد وقع.
وكان مصدر أمني كشف في وقت سابق لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه "تبين من الاستجوابات الأمنية أن الصيدلي يعمل في السعودية، وقبل سفره إليها كان على خلاف مع زوجته، وهناك تزوج من امرأة ثانية".
وأضاف: "حينما علمت زوجته الأولى في مصر تركت منزل الزوجية وذهبت لمنزل أهلها. وحين كان الصيدلي في إجازة في مصر وحينما علم والد زوجته الأولى وشقيقها ذهبوا إليه في منزله بحلوان ومعهم بعض أقاربهم بدعوى حل المشاكل".
وتابع: "خلال ذلك نشبت مشادة وطالبه أهل الزوجة بتطليق زوجته الثانية، والتوقيع على أوراق تضمن حقوق ابنتهم، ثم تطور الأمر لسقوطه من أعلى ووفاته".
وحسب المصدر، فإن أهل زوجة الصيدلي يؤكدون أنه هو من قفز، بينما أقارب المجني عليه يتهمون عائلة زوجته بقتله.
و"لذلك فإن النيابة العامة تولت التحقيق في القضية، وأمرت بتشريح جثمان الشاب لبيان سبب وفاته، وطلبت تحريات الشرطة عن الواقعة" وفق المصدر.