هل وصل الفراعنة إلى "المريخ " وبنوا أهرامات هناك ؟ خبير مصري يوضح الحقيقة
نفى خبير الآثار المصري المعروف والوزير السابق، زاهي حواس ما نسب اليه مؤخرا من أقاويل حول وصول قدماء المصريين أو وصول الفراعنة إلى المريخ وأنهم "بنوا أهرامات" هناك.
وقال حواس لخدمة تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس "هذا كذب لا أساس له" متهما مروجي هذه الأخبار بالسعي "لتحقيق نسب مشاهدة عالية على حساب العلم والحقيقة".
وأضاف حسب قناة "الحرة" "لم أقل يوما إن قدماء المصريين وصلوا إلى المريخ" و"لم تقل وكالة الفضاء الأميركية إنها عثرت على آثار فرعونية هناك.. هذه خرافات لشغل الناس بخزعبلات لا أساس لها".
تصريحات حواس جاءت إثر تداول مواقع التواصل الاجتماعي تقريرا مصورا يتحدث عن وصول الفراعنة إلى المريخ.
ويظهر في الفيديو تقرير مرفق ببعض المشاهد، وجاء فيه أن علماء وخبراء قالوا إن المركبات غير المأهولة التي هبطت على سطح المريخ عثرت على تماثيل تثبت وجود حياة على الكوكب الأحمر.
واستشهد التقرير بهواة معروفين بأفكارهم الغريبة، أما الخبير الحقيقي الوحيد الذي ورد اسمه في التقرير فهو عالم الآثار المصري، زاهي حواس، الذي سبق أن شغل منصب وزير الآثار في بلده.
لكن التقرير الذي حصد عشرات آلاف المشاهدات والتفاعلات على صفحات مواقع التواصل، مليء بالأخطاء والمغالطات والخلط بين المسائل، وفق "فرانس برس".
ويتحدث التقرير عن "كوريوسيتي"، وهو مسبار أميركي أطلق باتجاه المريخ وحط على سطحه فعلا في صيف العام 2012، وكان الهدف من رحلته البحث عن آثار حياة سابقة على سطح المريخ.
وقد عثر المسبار على "مؤشرات عن إمكانية وجود حياة سابقة على المريخ"، وعثر فعلا على قطع صخرية تكاد توحي للناظر إليها أنها تشبه وجه إنسان أو أداة أو هرما أو غير ذلك، لكن هذه ظاهرة علمية معروفة، وهي أن يشبه العقل البشري الموجودات التي يراها بموجودات يعرفها ولا سيما حين تكون الصور غير نقية، ولا يعني ذلك إطلاقا أن المسبار عثر على تماثيل فرعونية مثلما يوحي التقرير.
وينسب التقرير بعد ذلك إلى الصحفي البريطاني، جو وايت قوله "إن ما نجده دليل دامغ على وجود حياة عاقلة عرفها المريخ في ماضيه البعيد"، وذلك بعد "تحليل" مقاطع مصورة بثتها وكالة الفضاء الأميركية.
لكن جو وايت ليس صحفيا خبيرا بعلوم الفضاء مثلما يوحي التقرير، بل هو "هاو لعلم الفلك" مقيم في بريطانيا يؤمن بوجود مخلوقات حية خارج الأرض ويبث على موقع يوتيوب مقاطع مصورة لهذه الغاية.
وتتواصل الدراسات والأبحاث على الكوكب الأحمر من أجل الكشف عن حقيقة وجود حياة على المريخ من عدمه. وكان باحثون في جامعة "روتجرز" الأميركية توصلوا إلى اكتشاف مثير يتعلق بفرص الحياة على كوكب المريخ.
ووفق البحث، الذي نشرت نتائجه في مجلة "ساينس أدفانسز"، فقد توصل العلماء إلى أن الحياة على المريخ ازدهرت يوما ما، ولكن على بعد أميال تحت سطح الكوكب الأحمر، حيث كانت الحرارة الجوفية قادرة على إذابة الصفائح الجليدية السميكة.
وباستخدام أسلوب المحاكاة لحساب احتمال نشوء حياة على المريخ، والمكان الذي قد يكون قد شهد تلك الحياة لأول مرة، أشار العلماء إلى أنه قبل 4 مليارات عام كان الكوكب يتمتع بنشاط حراري أرضي مرتفع، أدى إلى ذوبان الصفائح الجليدية، وربما سمح للحياة بالازدهار.
ووفق فريق البحث الأمريكي، فقد كانت الشمس قبل أربعة مليارات سنة، أقل سطوعا بنسبة 25 في المئة مما هي عليه اليوم، مما يعني أن مناخ المريخ آنذاك كان يجب أن يكون متجمدا، إلا أن علامات المعادن والكيماويات وقيعان الأنهار القديمة تشير إلى أنه خلال تلك الفترة كان الماء يتدفق في الكوكب.
وتتطلب النتيجة التي توصل إليها العلماء مزيدا من الأبحاث أملا في العثور على علامات للحياة الميكروبية على عمق أميال تحت سطح المريخ من خلال الرحلات الاستكشافية المستقبلية للكوكب.
وكان باحثون بجامعة أريزونا الأميركية كشفوا في أواخر 2020، في دراسة نشرت نتائجها بمجلة "ساينس" العلمية، أن المريخ لم يكن ميتا كما هو الآن، مشيرين إلى الأسباب التي قادته لوضعه الراهن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news