ماذا تعرف عن أكبر مستودع للأدمغة البشرية في العام

بثت شبكة "سي ان ان" الأمريكية تقريرا طويلا عن أحد أكبر مستودعات الأدمغة في العالم، والذي ظل لوقت طويل سريا، بسبب قيام الأطباء بالاستحواذ على أدمغة مرضى نفسيين ومتخلفين عقليين لأغراض البحث العلمي، حتى وصل رقم الأدمغة المحفوظ في أقبية المعهد إلى عشرة آلاف.
بدأت القصة حين تم تشخيص إحدى المريضات وتدعى كيرستن أبيلتروب، المولودة في عام 1927 ، بالفصام في نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث تم قبولها في منشأة أنشأت حديثا لمعالجة هذا النوع من الأمراض، بسبب العدد المتزايد من حالات الصحة العقلية بعد الحرب، لكن المريضة توفيت بعد قبولها، مما دفع الأطباء لاحتفاظ بدماغها دون موافقتها أو موافقة عائلتها لأغراض البحث العلمي.

ففي ذلك الوقت كما يذكر التقرير، كان هناك فهم محدود للصحة العقلية، لذلك ابتكر طبيبان جديدان، إريك سترومغرين ولاروس إينارسون ، خطة لأخذ أدمغة المرضى أثناء تشريح جثتهم وتخزينها.

وقدر توماس إرسليف، مؤرخ العلوم الطبية واستشاري الأبحاث بجامعة آرهوس، أن حوالي نصف المرضى النفسيين الذين ماتوا في الدنمارك بين عامي 1945 و 1982 ساهموا بأدمغتهم وإن كان هذا أيضًا بدون إذن من المرضى أو العائلات.

ونما القسم وأصبح معروفًا باسم معهد أمراض الدماغ ، المرتبط بمستشفى ريسكوف للطب النفسي في آرهوس ، الدنمارك.

وبلغ المجموع النهائي للأدمغة المخزنة في المنشأة هو 9376 آلاف، ويُعتقد أنها أكبر مجموعة في العالم. وفي عام 2018، تم نقل مجموعة الأدمغة إلى جامعة أخرى في البلاد بسبب نقص التمويل. أشرف عالم الأمراض الدكتور مارتن ويرينفيلدت نيلسن على هذه الخطوة والتقنيات.

وتم نقل كل دماغ فردي إلى دلو أبيض جديد وحفظه في محلول طبي، وقاموا بعدها  بإعطاء كل عقول رقمًا فرديًا بقلم أسود لتمييزها.

وقال التقرير أن ثمة "أدمغة" لم يكن بالإمكان  تحديد مكانها، بما في ذلك الدماغ رقم واحد، وثم تم نقل الأدمغة إلى قاعدتها الجديدة حيث بلغ تعدادها الآن ما يقرب من 10  آلاف في الغرفة. وقال التقرير أن هناك ما يقرب من 5500 دماغ مصابا بالخرف، و1400 دماغا مصاب بالفصام، و400 دماغ ثنائي القطب، و300 دماغا مصاب بالاكتئاب وأكثر من ذلك.

وأثارت المجموعة أيضًا واحدة من أكبر النقاشات الأخلاقية مؤخرا، حيث طالب الناس بإراحة العقول ودفع تعويضات للعائلات.
 
وقال كنود كريستنسن ، مدير الجمعية الدنماركية للصحة العقلية: "كان هناك نقاش متبادل، وكان أحد المواقف هو أنه يجب علينا تدمير المجموعة - إما دفن الأدمغة أو التخلص منها بأي طريقة أخلاقية أخرى". أما الموقف الآخر فقال ، حسنًا ، لقد تسببنا في الأذى مرة واحدة بالفعل. لذا فإن أقل ما يمكننا فعله لهؤلاء المرضى وأقاربهم هو التأكد من استخدام عقولهم في البحث ".

 

 

 

تويتر
log/pix