«كن صديقاً – لا تتنمر».. مبادرة للحد من «آفة مجتمعية»
أعلنت «كرتون نتوورك» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالتعاون مع «اليونيسيف» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إطلاق مبادرة «كن صديقاً – لا تتنمر» السنوية، والتي عقدت أمس في مسرح «ثياتر أوف ديجيتال آرت» بدبي، بالتزامن مع «أسبوع مكافحة التنمر»، وذلك بهدف تشجيع الأطفال والطلاب على عقد الصداقات بدلاً من التنمر، وتوعيتهم بالآثار المعنوية المترتبة على هذه السلوكات الضارة، وتزويدهم بالطرق الفعالة لمواجهتها والتغلب عليها. وأجمع متحدثون شاركوا في الحدث، على المسؤولية المجتمعية التي يحملها جميع أفراد المجتمع على عاتقهم، بمن فيهم أولياء الأمور والأطفال والمؤسسات التعليمية، في نشر التوعية عن التنمر والأشكال المختلفة له، والآثار السلبية التي يتأثر بها الطفل المتعرض للتنمر، والتي قد تؤثر سلباً في شخصية الطفل وثقته بنفسه على المدى الطويل، ودور المبادرات في صنع التغيير الإيجابي والإسهام في تخفيف مظاهر التنمر.
وأكد رئيس التسويق الرقمي والاتصالات في شركة «وارنر برذرز ديسكفري»، محمد شيحة، حرص «كرتون نتوورك» على القضاء على ظاهرة التنمر، من خلال تقديم برامج الدعم للأطفال، وزيادة مستويات الوعي حول هذه الآفة المجتمعية، من خلال التعاون مع «اليونيسيف» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشأن المحتوى التعليمي والتوعوي.
وقال محمد شيحة: إننا نضمن تحقيق أكبر تأثير إيجابي في هذا الشأن، حيث تسلط مبادرة الصداقة تحت شعار «كن صديقاً – لا تتنمر»، الضوء على الصعوبات التي يواجهها عدد لا يحصى من الأطفال الصغار في المدارس على صعيد المنطقة. ويهدف استطلاعنا الذي أجريناه، بالتعاون يوغوف إلى تزويد المدارس وأولياء الأمور بالإحصاءات الصحيحة لمعالجة التنمر.
وأضاف لـ«الإمارات اليوم»: بالتأكيد لم يتم حل ظاهرة التنمر في المجتمع، إلا أن المبادرة شهدت أثراً إيجابياً في تخفيف ظاهرة التنمر، من خلال تثقيف أفراد المجتمع، وظهر ذلك خلال الإحصاءات التي تم إجرائّها ومقارنتها بتلك التي تم إجراؤها في السنوات السابقة.
مسؤولية مشتركة
وأكدت أخصائية نفس ومؤسسة «ذا لايت هاوس آرابيا»، الدكتورة صالحة أفريدي - ضرورة تكاتف أفراد المجتمع من أولياء أمور والهيئات التدريسية في الحد من هذه الظاهرة، عن طريق احتواء الطفل والتحلي بالهدوء، في حال تم الإبلاغ عن التنمر، وتثقيف الأطفال عن أنواع التنمر، وتمييزها عن الدعابات التي تحدث بين الطلبة في المدارس.
وأشارت إلى دور الرياضات المختلفة في صقل شخصية الطفل وإكسابه الثقة اللازمة للدفاع عن نفسه، في حال تعرضه للتنمر، حيث إن للمعلم دوراً كبيراً ومسؤولية في اكتشاف ظاهرة التنمر لدى بعض الأطفال، حيث توجد بعض العلامات التي يعبر عنها الطفل الذي يتعرض للتنمر، من خلال رسم رسومات معينة، والتصرف بطرق معينة، كالانعزال عن الزملاء، والتعرض لنوبات هلع، وغيرهما من المؤشرات التي تكشف عن وجود هذه الظاهرة.
نتائج إيجابية
وكشفت نتائج استطلاع رأي أجرته شبكة «كرتون نتوورك»، بالتعاون مع يوغوف، أن حملتها التوعوية السنوية مبادرة الصداقة (كن صديقاً – لا تتنمر)، التي يتم إصدارها بشكل سنوي، بالتعاون مع «اليونيسيف»، أصبحت تشكل محركاً وعاملاً أساسياً نحو التغيير الإيجابي على صعيد مكافحة ظاهرة التنمر.
وأوضحت الدراسة أن ما يقرب من 3 من كل 4 من الآباء في دولة الإمارات لاحظوا زيادة معدلات الثقة بالإجراءات والخطوات التي تتخذها مدارس أطفالهم؛ حيث يبذلون كل ما في وسعهم لمعالجة ظاهرة التنمر والقضاء عليها. وأكد أكثر من نصف أولياء الأمور في المملكة العربية السعودية (54%)، ونصفهم في الإمارات (50%)، أن مبادرة الصداقة من «كرتون نتوورك» كان لها تأثير إيجابي في معالجة القضايا المتعلقة بالتنمر.
ووفقاً للاستطلاع؛ كانت مساعدة الأطفال على معالجة الموقف بأنفسهم، وتقديم شكوى إلى المسؤولين في المدرسة، من بين أكثر الإجراءات المفضلة للآباء، إذا تعرض طفلهم للتنمر. وكان الوصول إلى والدي المتنمر مباشرة يعد نهجاً آخر يفضله المشاركون في الاستطلاع في دولة الإمارات، بينما ذكر الآباء في السعودية أنهم سيبلغون عن ملف تعريف المتنمر على النظام الأساسي عبر الإنترنت، حيث حدث التنمر.