يرى أن مراكمة التجارب والبحث المستمر شرطان لاحتراف الأمن السيبراني
سعود بن أحمد.. شغف الطفولة قاده إلى «حرب القراصنة»
لا تبدو تجربة الإماراتي سعود بن أحمد، الخبير الدولي في أمن المعلومات والأمن السيبراني، منحصرة في مجال التحصيل العلمي والشهادات الأكاديمية المتنوعة التي حصل عليها إلى حد اليوم، وإنما في التجارب والخبرات العديدة التي نجح في مراكمتها على امتداد السنوات، منطلقاً من شغفه الطفولي بعوالم الحواسيب ومحاربة قراصنة المعلومات، وصولاً إلى تحقيق أحلامه الكبيرة بالتميز في مجاله، ومن ثم مواكبة تطلعات الإمارات الطموحة بإعداد جيل من الخبرات العالمية المتميزة في مجالات أمن المعلومات.
شغف
وأشار سعود بن أحمد إلى شغفه القديم بالحواسيب واندفاعه في سن الـ13 إلى تفكيكها وإعادة تركيب قطعها، مستفيداً من الأخطاء الكثيرة التي كان يرتكبها، وقال لـ«الإمارات اليوم»: «كنت هاوياً وعاشقاً مولعاً بالأجهزة الإلكترونية وبتقنيات المعلومات، وبفضل إبحاري الدائم في تفاصيلها، تعرفت مع مرور الوقت والانفتاح إلى تجارب عالمية في مجال تقنية المعلومات، إلى عوالم القرصنة، وذلك، قبل تفعيل قوانين الجرائم الإلكترونية في الإمارات، وقد أسهم تخصصي في أمن المعلومات في الجامعة الأمريكية بالشارقة لاحقاً، في الغوص أكثر في هذا المجال الواسع، المتشابك التفاصيل.
واعتبر سعود أن احتراف هذا المجال الصعب، متوقف دوماً على قدرة الشخص على الاستمرارية في مواكبة جميع تطوراته وتجربة تفاصيله، والبحث الدائم عن خباياه، التي رآها سعود أهم المراحل الأساسية في تشكيل تجربة الاحتراف في هذا الميدان المتشعب.
خدمات وريادة
بعد مراكمة التجارب والخبرات، قرر سعود الانطلاق مباشرة في تشكيل المعالم الأولية لتجربته المهنية في الميدان، منحازاً في ذلك إلى مجال الأعمال، الذي دخله في عام 2018 ليؤسس فيه شركته المتخصصة في الدعم الفني وتأمين المواقع والحسابات الإلكترونية، مشيراً إلى هذه الخطوة بالقول: «لقد كانت شركتنا، الأولى المرخصة في مجالها في الإمارات، التي تقدم باقة من الخدمات المتنوعة، أبرزها تأمين الحسابات واسترجاعها والتسويق على الفضاءات الاجتماعية وخدمات التعامل مع «الحسابات اللاأخلاقية» المستحدثة لأول مرة قانونياً آنذاك، باعتبار لجوء الكثيرين وقتها، إلى معالجة الاختراقات وتأمين حساباتهم، إلى أشخاص وليس إلى مؤسسات مرخصة، وبطرق عشوائية غير مؤطرة قانونياً، ما يعرض الكثير منهم إلى مخاطر الابتزاز وبعض أشكال الاستغلال.
تميز وإنجاز
في سياق حديثه عن أهم الإنجازات التي حققها في المجال منذ تسع سنوات، أكد سعود: «قبل خوض تجربة ريادة الأعمال، كنت أنشط على الساحة المحلية لمساعدة الناس، وأتذكر مساهمتي في عام 2002 في مساعدة أشخاص على سد ثغرات مفتوحة في آلاف الكمبيوترات في الإمارات، بشكل مجاني تماماً».
أما الإنجازات التي تحققت له في إطار الشركة، فأكد الخبير الدولي «سعيدون بتقديم خدماتنا اليوم إلى جميع فئات المجتمع، بما في ذلك المشاهير والشخصيات المهمة وعدد من الدوائر الخاصة والحكومية في الدولة، مشيراً إلى فخره بتجربة استرجاع مجموعة كبيرة من الخوادم المخترقة لكبرى شركات صيانة الطيران في الدولة، الذي اعتبره سعود أكبر إنجازات شركته»، مضيفاً «متحمسون بالإقبال والصدى الذي لاقيناه اليوم ليس فقط محلياً وإنما إقليمياً وعالمياً، وبالثقة التي بات يضعها أشخاص، مشاهير ومؤسسات، في خدماتنا المتنوعة».
الأمن السيبراني أولاً
وحول تزايد الاهتمام الدولي أخيراً بالأمن السيبراني، أكد سعود «يعد الأمن السيبراني اليوم، أحد أهم أعمدة الأمن القومي للدول وأمن منشآتها الحيوية ومؤسساتها الكبرى، وبالتالي بنيتها التحتية، من هنا ينطلق الاهتمام به، باعتبار قدرته على أن يكبد دولاً خسائر جسيمة تقدر بمليارات الدولارات، وذلك بسبب الهجمات العشوائية والاختراقات التي تقوم بها منظمات تخريبية معروفة باسم «ديدوس أتاك».
مضيفاً «وفي الوقت الذي يتزايد الاعتماد على الإنترنت والشبكات الرقمية، بات من الضروري حماية المعلومات وتأمينها من الثغرات والأخطار، ولحسن الحظ، تفخر الإمارات، حالياً، بما تحقق لها في هذا المجال وبالقوانين والتشريعات المستحدثة في مجال أمن المعلومات، كما تستثمر دولتنا اليوم في تكوين شبابها في هذا الميدان، من خلال تأطيرهم ودفعهم نحو التعمق في دراسته، سواء عبر التخصصات الأكاديمية والمناهج المطروحة في معاهدها وجامعاتها أو عبر البعثات الخارجية الرامية إلى تحصيل شهادات متخصصة، مثل شهادة «الهاكر الأخلاقي» المعتمد، وعدد من الشهادات الاحترافية في الشبكات.
شهادات
شهادات كثيرة وتجارب بالجملة، ضمّها سعود بن أحمد إلى تجربته في مجال الأمن السيبراني، معوّلاً على الممارسة اليومية والبحث، حيث نجح سعود في تحصيل ما يقارب 40 شهادة دولية في أمن وتقنية المعلومات ومجال الأعمال، وعدد من مجالات البرمجيات المتخصصة من مؤسسات ومعاهد محلية وعالمية.
مراكز بحوث
من منطلق انفتاحه على تجارب مؤسسات جامعية عالمية، طالب سعود بن أحمد باستحداث مراكز بحث خاصة في جامعات الدولة، مؤكداً أن «الكثير من المعاهد والجامعات الأجنبية مزودة، بشكل ملاحظ، بمراكز بحوث متخصصة في مجال أمن المعلومات، وهو الأمر الذي يعد أساسياً بالنسبة للطلاب لتنفيذ تجاربهم وممارسة المجال تطبيقياً، ومن ثم اكتساب المزيد من الخبرة العلمية والعملية وليس فقط المعرفة النظرية، وهو الأمر الذي نتمنى أن ينسحب على جامعاتنا في الإمارات».
سعود بن أحمد:
احتراف هذا المجال الصعب، متوقف دوماً على قدرة الشخص على الاستمرارية في مواكبة جميع تطوراته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news