أكدوا أن المدينة توفر بيئة العمل والعيش الأكثر تميزاً

دبي تستقطب طهاة عالميين.. بأشهى وصفات النجاح

صورة

أجمع طهاة عالميون على أن دبي نجحت في ترسيخ مكانتها وجهة رائدة على مستوى العالم في قطاع المأكولات وفنون الطهي، مشيرين إلى توفيرها الدعم والبيئة المناسبة للإبداع وريادة الأعمال والنجاح، إذ استقطبت مجموعة من أصحاب البصمات البارزة في دنيا الطعام ووجهاته الفاخرة، لتقديم أشهى التجارب من ثقافات العالم، التي تعكس احتضان المدينة 200 جنسية.

وعزز دخول دليل ميشلان للمرة الأولى للمنطقة من مكانة دبي وجهة عالمية رائدة في مجال المأكولات، إلى جانب حصولها على العديد من الجوائز الدولية الأخرى، إذ تضمنت قائمة أفضل 50 مطعماً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2022، 16 مطعماً من دبي، وحصل مطعم «3 فلس» على جائزة أفضل مطعم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما اختير مطعمان في دبي ضمن قائمة أفضل 100 مطعم في العالم، في حين حصلت تالا بشيمي، الشيف المقيمة في دبي، على جائزة أفضل طاهية في عام 2022 في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما أسهم وصول دليل «غولت آند ميلو» الشهير للمأكولات الراقية إلى المدينة العام الماضي، في تعزيز مكانة دبي وجهة رائدة في مجال سياحة الطعام وفنون الطهي.

وعن مكانة دبي في عالم الطهي، وقدرتها على تغيير هذه الصناعة، أكد رئيس الطهاة في مطعم أوسيانو في برج العرب، الحاصل على نجمة ميشلان، الشيف جريجوار بيرغر، أن «مشهد الطهي تغيّر خلال السنوات الـ10 التي قضيتها في دبي، إذ تشجع طهاة من أنحاء العالم للقدوم والعمل هنا، فدبي تجمع الكثير من الثقافات، وهذا يساعدنا على تقديم ابتكارات فريدة استثنائية، وأعتقد أن بيئة العمل والعيش التي توفرها ستظل الأكثر تميزاً من أي مكان آخر في العالم».

من برلين إلى هنا

وتجمع دبي أبرز المطابخ العالمية، ووجد العديد من الطهاة في دبي المكان الأمثل للعمل، بعد أن أظهروا مهاراتهم في مدن متفرقة من العالم، كما هي الحال مع الشيف كيت كريستو، الشريك المؤسس لمطعم «لوي»، التي عملت في أوروبا وأستراليا قبل أن تقرر الانتقال إلى دبي. وقالت كريستو، التي حصلت أخيراً على نجمة ميشلان الخضراء: «لطالما أحببت الطهي، وأدرت عملي الخاص في مجال تقديم الطعام، وكانت بداية عملي في المطبخ بعد انتقالي إلى برلين، إذ حصلت على تدريب مهني في مطعم دوس باليلوس، بإشراف الشيف ألبرت روريش الحائز نجمة ميشلان».

وأوضحت: «عملت أثناء التدريب ضمن فريق المطعم الصغير، إذ كنا نتناوب على جميع الأقسام، وبعد برلين انتقلت إلى دبي، إذ أتاح لي قطاع المطاعم المتنامي في دبي المجال للانطلاق بمطعم لوي ليصل إلى مكانته هذه اليوم». ووصفت الطهي بكونه وسيلة لنشر الفرح، مشيرة إلى أنها تحب الآلية التي يحرك بها الطعام مشاعر الأشخاص، فهو يساعد على استرجاع الذكريات، ويمنح مشاعر البهجة.

وحول اهتمامهم بعدم هدر الطعام، أوضحت: «ندرك في مطعمنا حجم بصمتنا البيئية، لذا نبذل قصارى جهدنا للحد من التأثيرات السلبية على البيئة، إذ تتضمن إحدى مبادراتنا إعداد عشاء مكون من ثمانية أطباق، تعتمد على منتجات الطعام المهدور المحتملة».

أفكار جديدة

من جهته، قال الشيف آندي من مطعم هاكاسان، عن تجربته في عالم الطهي بدبي: «أحرص دائماً على تحقيق التفرّد، فلطالما اعتقدت أنه لا يوجد شيء يضاهي أهمية تقديم تجربة فريدة لكل عميل».

ويواصل آندي، منذ بداية حياته المهنية، جمع وتحليل أفضل ممارسات السوق من أجل تطبيق أفكار جديدة ومبتكرة، تساعد على تحديث قوائم المأكولات، كما يحاول تسليط الضوء على أهمية المثابرة والتحسين المستمر، معتبراً أنه ليس من المهم تقديم تجربة مميزة فحسب، بل الأهم هو أن يعمل المرء على أن نكون الأفضل في كل مرة، مع التحلي بالمثابرة والشغف، والتميز باستخدام أساليب تقليدية تمنح نتائج معاصرة.

يذكر أن جائزة ميشلان الشهيرة في مجال المطاعم، قدمت للمرة الأولى في دبي خلال الصيف الماضي، وتم إدراج 69 مؤسسة طهي من جميع أنحاء دبي في دليل ميشلان دبي الأول، إضافة إلى توزيع جوائز فردية لأفضل خبير مشروبات، وأفضل شيف شاب، وأفضل خدمة وترحيب، وتمثل الجوائز تكريماً مستحقاً لقطاع الطعام الفاخر الحيوي والمزدهر في دبي.

الشيف كريستو:

«قطاع المطاعم المتنامي في دبي فتح لي المجال للانطلاق لأصل إلى ما وصلت إليه اليوم».

الشيف بيرغر:

«دبي تجمع الكثير من الثقافات، وهذا يساعدنا على تقديم ابتكارات فريدة استثنائية».


مرتبة أولى

كشف تقرير حديث صادر عن دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي أن 55% من الأشخاص صنفوا دبي في المرتبة الأولى كمركز عالمي لفنون الطهي، تليها لندن، ثم نيويورك، فيما أشاد 62% بتنوع المطاعم فيها، وهو دليل على سعي دبي الدائم للتنوع والابتكار.

كما حلت دبي في المركز الثامن ضمن الوجهات الأكثر تنوعاً في المأكولات في العالم، وفق تصنيف مؤسسة «بوت آند كو»، متفوقة على العديد من العواصم والمدن متعددة الثقافات، مثل لوس أنجلوس، وسان فرانسيسكو، ومونتريال، وطوكيو، وتصدرت القائمة العالمية لجائزة اختيار المسافرين على موقع «تريب أدفايزر» عن فئة أفضل وجهة عالمية، وشغلت المركز الرابع كأفضل وجهة لمحبي الطعام خلال عام 2022.

صنع في دبي

شهدت دبي في الآونة الأخيرة ظهور جيل جديد من العلامات التجارية ووجهات المأكولات والطهاة المحليين، إذ تحتفي «صنع في دبي» بقادة ورواد الأعمال المبتكرين، ممن يديرون عدداً من أنجح المطاعم المحلية في دبي، التي تجمع بين تقديم المأكولات الشهية، والأجواء العائلية المميزة.

ومن بين هذه الشخصيات الرائدة مؤسسة مطعم «ذا بوتيك كيتشن» نهلة والي، التي تركت عملها في مجال الشؤون المالية، بعد رحلة امتدت 17 عاماً، لتتبع حلمها في دمج الطعام الشرق أوسطي مع تقنيات الطبخ الإيطالية. وإلى جانب تجربة نهلة، تعد تجربة سامر حمادة، رائد الأعمال وصاحب فكرة مطعم أكيبا دوري، المستوحى من الأنيمي، تجربة ملهمة لعشاق فنون الطهي.

 

تويتر