الشتاء في اليابان.. مغامرة مكسوّة بسحر اللون الأبيض
يشكل فصل الشتاء في اليابان فرصة لخوض مغامرة ساحرة لا تُنسى، إذ يمكن للسياح الاستمتاع بالبحار الجليدية ومهرجانات الثلج والتزلج وغير ذلك الكثير.. ولتجربة سحر هذا المكان الخيالي المنظر، يمكن للسياح الصعود على متن سفينة تكسير الجليد للاستمتاع برحلة لا مثيل لها. ففي أواخر يناير ينجرف الجليد، الذي يغطي سطح المياه هنا من نهر آمور في روسيا ليصل إلى المياه الساحلية لهوكايدو، ثم يتراجع مرة أخرى نهاية شهر مارس، في أكثر مناطقها دراماتيكية حول مدينة أباشيري، ويمكن بسهولة العثور على كاسحة الجليد، (هي سفينة مصممة للتنقل من خلال المياه المغطاة بالجليد)، ستأخذ الزائر في جولة إلى الخارج لاستكشاف هذه الظاهرة الطبيعية، إذ تعد السفينة «أورورا» الخيار الشائع والمريح لمثل هذه التجربة.
ويمكن للسياح الاستمتاع بالمنظر من داخل السفينة الدافئة، ولكن المغامرة الحقيقية، هي حين يعتلون السطح، إذ يتمكنون من رؤية السفينة وهي تشق طريقها عبر الجليد المتكسر، إذ تمر السفينة بجانب الفقمات الموجودة على الجليد وتحوم نسور البحر من حولها لتنتشل الأسماك من المياه المتجمدة. وفي يوم صافٍ، يكون المنظر ساحراً حين يتوافق اللون الأبيض للجليد الطافي مع القمم الثلجية للجبال، وسماء الشتاء الزرقاء الصافية مع بعضهم بعضاً.
مهرجان «سابورو»
أطلق مهرجان «سابورو للثلج» في عام 1950 من قبل مجموعة من طلبة المدارس الثانوية، الذين صنعوا منحوتات ثلجية في الحديقة، وتطور المهرجان ليكون أحد المهرجانات الشتوية الأطول والأكثر شهرة في اليابان مع أكثر من 400 تمثال للثلج والجليد، وإضاءات ليلية مدهشة وموسيقى حية ومسابقات سابورو تيني للتزلج والقفز على الجليد.
وسيشهد العام الجاري الدورة الـ73، التي يقام فيها المهرجان، ويستمر لمدة أسبوع كامل من الرابع إلى 11 فبراير المقبل. حتى لو وصل السياح قبل انطلاق المهرجان، فسيتمكنون من رؤية العمل قيد التنفيذ، ومشاهدة العملية الرائعة للبناء، إذ تتضمن المنحوتات الإبداعية نماذج كبيرة الحجم للقلاع والقصور، إضافة إلى شخصيات مانغا وحيوانات ومخلوقات أسطورية.
وأفضل مكان لبدء الرحلة خلال المهرجان هو متنزه «أودوري» المركزي، الذي يستضيف العديد من المنحوتات الكبيرة، فضلاً عن الكثير من المنحوتات الأخرى المتنوّعة. وفي الجانب الغربي من المتنزه توجد مسابقة التماثيل الثلجية الرئيسة، إذ تتنافس الفرق من أنحاء العالم. وهناك أيضاً إضاءات في أنحاء المدينة، والكثير من الأماكن المريحة، التي يمكن للسياح التوجه إليها لتناول وجبة ساخنة من المعكرونة أو مشروب دافئ.
منتجع جوزانكي
من جهة أخرى، ليست بأقل إثارة من مغامرات الجليد البحرية، تنظم اليابان مهرجان الشموع في ضريح جوزانكي في هوكايدو، الذي يُعرف باسم منتجع جوزانكي أونسن، أو طريقة شمعة الثلج، وهناك سحر خاص لهذا المهرجان الهادئ، إذ تضيء 1000 شمعة في الفوانيس المصنوعة من الجليد الأراضي المغطاة بالثلوج، التي تحيط بالضريح. ويستمر مهرجان الشتاء من 28 يناير إلى الرابع من فبراير.
ويمكن للسياح الانضمام إلى الزائرين للمشاركة بما يُعرف بـ«نيغاي نو أكاري»، وهي تمني أمنية في الوقت، الذي يحمل فيه الزائر شمعة إلى برج الثلج المركزي.
وتتمتع بلدة جوزانكي بأجواء سحرية في الشتاء، وتم افتتاح أول حمام ساخن منذ أكثر من 150 عاماً، ويشتهر بينابيع ساخنة، ويقع في وادٍ مغطى بالأشجار، ومحاط بالمناظر الطبيعية الرائعة بشكل استثنائي في الشتاء حين تكون مغطاة بالثلج. كما يمكن للسياح تجربة النقع في حمام روتينبورو في الهواء الطلق ومشاهدة البخار يتصاعد من سطح المياه بينما تتساقط رقاقات الثلج حول الزوار على الأرض. ويمكن أيضاً تجربة ذلك في العديد من نزل ريوكان التقليدية الراقية الموجودة في جميع أنحاء المدينة.
وأحد الخيارات الجيدة لتجربة هذا هو نوكوموري نو يادو فوروكاوا، إذ يقدم ترحيباً حاراً للزوار في أجواء تقليدية مريحة مع حمامات الينابيع الحارة الجميلة. كما يمكن للسياح الغطس في حمام الخشب الخاص أو حجز إحدى غرف الضيوف مع حمام المياه الحارة الخاص بها، حتى يتمكنوا من الانتقال مباشرة من حوض الاستحمام إلى السرير من أجل نومٍ عميق.
أفضل التجارب
وتعد جبال هوكايدو أسطورية لجودة الثلوج فيها، لذا يأتي المتزلجون من حول العالم كل شتاء للاستمتاع ببعض أفضل التجارب. وسيتم افتتاح فندق جديد مناسب للعائلات خلال هذا الموسم، ما يعطي الزوار مزيداً من الخيارات لاستكشاف القمم الثلجية.
ويوفر المنتجع دروس التزلج الجماعي والتزلج على الجليد، ما يعطي للعائلات فرصاً للتعلم أو ممارسة مهاراتهم أو المغامرة على الجبال المغطاة بالثلوج.
وهناك أيضاً فرصة للتعرف إلى ثقافة آينو، من خلال الحِرف اليدوية والنحت والموسيقى، وهم المستوطنون الأوائل في هوكايدو.
• 4 فبراير المقبل، ينطلق مهرجان «سابورو للثلج»، الذي بدأ في عام 1950.
بعد يوم مليء بالمغامرات، يمكن للسياح التوجه إلى مياه الينابيع الحارة بالمنتجع أو الساونا والجاكوزي، حيث خيارات تناول الطعام الواسعة في جميع أنحاء الفنادق، مع البوفيهات الغربية والآسيوية في المطعم الرئيس في أوتارو، والأطباق الآسيوية المتخصصة، بما في ذلك المأكولات البحرية المحلية واللحوم والخضراوات، وأطعمة الشواء الشهية في مطعم «ياكينيكو كاين»، كل هذ وأكثر مضمون لتزويد السياح بالطاقة الكافية ليوم لا يُنسى في قمة الجبل.