مهرجان الشيخ زايد.. تراث الإمارات بأبهى صورة

إلى جانب اهتمامه بحضارات وثقافات الشعوب من مختلف أنحاء العالم، يولي مهرجان الشيخ زايد - الذي تستمر فعالياته في منطقة الوثبة بأبوظبي تحت شعار «الإمارات ملتقى الحضارات» حتى 18 مارس المقبل - اهتماماً كبيراً بالموروث الفكري والثقافي الإماراتي، وكشف ما يتمتع به من ثراء القيم والتقاليد المتوارثة في المجتمع، ومدى تنوعها، وتعريف الزوّار من المواطنين والمقيمين والسياح من دول العالم بها، من خلال أجنحة مختلفة تقع في قلب المهرجان، وتقوم على إظهار هذا التراث في أبهى صورة تحت عنوان: «أجنحة حضارة الإمارات».

ومن أبرز الأجنحة القرية التراثية التي تتوسط موقع المهرجان، وتأخذ الزائر في رحلة بين مفردات التراث الإماراتي، للتعريف بها، إذ تمثل «القرية» معرضاً فنياً فريداً من نوعه وتستعرض حكاية الإمارات عبر بيئات متنوعة تشمل البيئات البرية والجبلية والبحرية والزراعية، فتضم مجموعة من المحال التي يختص كل منها بعرض واحدة من الحرف اليدوية التي تجسّد عبق التاريخ والتراث العريق للدولة، مثل صناعة الفخار وسعف النخيل والتلي والسدو والخياطة ورسم الحناء وغيرها من الحِرف.

كما تعرض المحال المنتجات التقليدية التراثية القديمة، وتعمل بها مجموعة من الحرفيين والحرفيات الذين يمارسون مهناً مختلفة ويقدمون معلومات كافية عنها للزوار من مختلف الأعمار والجنسيات؛ كما تنظم ورش عمل للتعريف بهذه الحرف ونقلها للأجيال الجديدة.

فعاليات مختلفة

ولا تقتصر فعاليات القرية التراثية على التعريف بالحرف اليدوية والصناعات التقليدية المرتبطة بالموروث المحلي، إذ تشهد العديد من الفعاليات التي تجسد جوانب من العادات والتقاليد التي طالما تميز بها مجتمع الإمارات، من أبرزها العرس الجماعي الذي ضم 51 شاباً إماراتياً، بتنظيم من وزارة تنمية المجتمع وبدعم من مصرف أبوظبي الإسلامي، بهدف إحياء نهج الآباء والأجداد والقيم والتقاليد المتوارثة في مجتمع دولة الإمارات.

أيضاً تشهد القرية التراثية تنظيم عدد من المسابقات التراثية المستمدة من حرف الماضي، وكذلك من الألعاب الشعبية التي اعتاد الأطفال والكبار ممارستها قديماً؛ مثل مسابقات: «طرح القعود»، و«شد الحبل»، و«الكرابي»، و«طرح القعود»، و«المطارحة» و«البراميل» وغيرها.

عناصر

ويحتفي جناح دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في مهرجان الشيخ زايد، والذي صمم على الطراز المعماري التراثي الذي يحاكي القلاع والحصون في الماضي التي بنيت في الدولة عموماً، ومدينة العين خصوصاً، بجوانب عدة من تراث الإمارات، إذ يركز على إبراز عناصر الأصالة التي اعتمدتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ضمن القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للبشرية، مثل: فن العيالة والصقارة وفن العازي والنخلة والقهوة العربية والسدو وسباقات الهجن والتغرودة وفن الرزفة، إلى جانب الخط العربي، إذ يتولى القائمون على الجناح تعريف الزوار من الكبار والصغار على كل عنصر من هذه العناصر.

كما يستضيف الجناح فرق فنون شعبية تؤدي عشرات العروض الحية من العيالة والحربية والربابة والشلات طوال فترة المهرجان.

ورش عمل

ولا يقتصر احتفاء جناح الدائرة بالتراث الإماراتي على التعريف بالعناصر المدرجة على قائمة «اليونسكو»، إذ يضم كذلك مجموعة من الورش التي يتعرف من خلالها الزوار إلى الحرف اليدوية التقليدية، بهدف الحفاظ على هذه الحرف وتعريف ضيوف المهرجان بها، وربط الأجيال الجديدة بتراثهم وتكريسه في نفوسهم وتشجيعهم على ممارسته، إلى جانب ركن الصقارة الذي يعرفهم على كيفية التعامل مع الصقر ويقدم لهم معلومات كافية عن الصيد بالصقور كرياضة توارثها الآباء عن الأجداد.

كما يضم الجناح ركن القهوة لتعريف الجمهور بالقهوة العربية وقيم الكرم والضيافة وحسن استقبال الضيف والسنع التي ترتبط بطقوس الضيافة.

بينما يجمع الحي التراثي مجموعة كبيرة من المحال التجارية التي صممت بطابع تراثي، ويعرض خلالها عدد كبير من الأسر المنتجة وأصحاب الحرف والمشاريع الصغيرة منتجاتهم مثل الملابس والعطور والدخون وأدوات المنزل والمصنوعات اليدوية والإكسسوارات وغيرها.

• 18 مارس المقبل، موعد اختتام المهرجان الذي انطلق في 18 نوفمبر الماضي.

• لا تقتصر فعاليات القرية التراثية على التعريف بالحرف اليدوية، إذ تشهد فعاليات تجسد جوانب من التقاليد التي طالما تميز بها مجتمع الإمارات.

رسالة

يقدم مهرجان الشيخ زايد في دورته الحالية، لزوّاره ما يزيد على 4000 فعالية، إضافة إلى نحو 750 عرضاً جماهيرياً على مدار 120 يوماً من التشويق، إذ يختتم المهرجان الذي انطلق في 18 نوفمبر الماضي، في 18 مارس المقبل.

وتهدف الفعاليات إلى التركيز على تقديم رسالة المهرجان الرئيسة المتمثلة في الحفاظ على التراث الوطني، وتأكيد عمق الحضارة الإماراتية، ونقلها للأجيال المقبلة، فضلاً عن دوره في تعزيز مكانة أبوظبي وجهة سياحية وثقافية رائدة على مستوى المنطقة والعالم.

الأكثر مشاركة