الإماراتي إيهاب درويش: بالموسيقى أعبر عن المحبة والتسامح في بلادي

مع النغم الراقي بدأت رحلة المؤلف الموسيقي الإماراتي إيهاب درويش منذ الطفولة؛ إذ تعلم العزف على آلة البيانو من والدته، ولكنه تتبع شغفه وطور المعرفة السمعية لديه، حتى افتتح أول أستوديو خاص بالموسيقى في المنزل، ليقدم مجموعة من المقطوعات والسيمفونيات التي تدمج بين الإيقاعين الشرقي والغربي، وحمل من خلال مؤلفاته رسالة المحبة والتسامح، وخصوصاً في عمل «السيمفونية الثلاثية» التي قدمت في مهرجان أبوظبي مؤخراً.

ومن البدايات، استهل درويش حواره مع «الإمارات اليوم» قائلاً: «بدأت رحلتي مع الموسيقى من خلال أمي، وكانت مقطوعة العرّاب أول معزوفة موسيقية تعلمتها منها، وبعدها بدأت أتعلم بشكل ذاتي، واكتشفت مع مرور الوقت امتلاكي لموهبة التأليف، فرحت أكتب المقطوعات الخاصة بي وأتركها جانباً إلى أن أسست أول أستوديو لي في المنزل عام 2016».

وأضاف: «أسست الاستوديو الأول معتمداً على الأجهزة المتطورة، إلى جانب الأصوات الافتراضية للأوركسترا التي اشتريتها من (هوليوود)، وبعدها بدأت العمل على التأليف الذاتي والتوزيع بطريقة سيمفونية، ومن خلال هذه التجربة سافرت إلى بولندا وسجلت أول ثلاث مقطوعات من ألحاني، وقدمت المعزوفة الأولى من فرقة أوركسترا مؤلفة من 160 عازفاً»، موضحاً أنه أنتج العمل بالتعاون مع أكاديمية بيتهوفن، واستوديوهات ألبيرني، وقدمه لمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون التي تؤمن بالمواهب وتحتضنها، إذ استضافت الأوركسترا التي سجلت معه في بولندا وعزفت مقطوعة «أمواج حياتي» في أبوظبي.

«حكايات»

تلك البداية استكملها إيهاب درويش خلال جائحة كورونا، إذ عمل على مقطوعة «حكايات» التي عزفت على مسرح افتراضي، كما قدم العزف «أونلاين»، وسجل العمل من 20 دولة حول العالم وتم جمع أصوات الآلات، وأطلقت المقطوعة ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي، مثنياً على ردود الفعل تجاه العمل، لاسيما أنه يسعى إلى تقريب المسافات وجمع الثقافات.

كما قدم المؤلف الموسيقي الإماراتي أعمالاً خاصة بعام التسامح، إلى جانب أخرى أنتجت بالشراكة مع أكثر من جهة، ومنها عمله مع فرانكو دراغون على إنتاج موسيقى في «لا بيرل» وكذلك عمل موسيقي لنافورة نخلة جميرا.

أما العمل الأخير وهو «السيمفونية الثلاثية» فقدمه إيهاب درويش في أبوظبي، وكان الإلهام الأساسي في هذا العمل البيت الإبراهيمي الذي أسس في جزيرة السعديات، والذي يجمع الديانات الثلاث وهي الإسلام واليهودية والمسيحية، ويترجم القيم الإنسانية التي تحتضنها الإمارات وهي السلام والحب والتسامح. وتابع عن تلك السيمفونية تحديداً: «إن مدتها تصل إلى 80 دقيقة، وهي مؤلفة من أربع حركات، وقمت بتأليف الحركتين الأولى والرابعة واللتين تحملان عناوين الأرض والتسامح، أما الحركة الثانية فهي من تأليف الموسيقار العالمي ديفيد شاير، والحركة الثالثة للموسيقار جون ديبني، وعزفت السيمفونية من قبل 350 موسيقياً حول العالم، وجمعت 250 مغنياً من ست جوقات، و12 عازف سولو منفرداً وسبعة مغنّين عالميين، كما تم إنتاجه بتكليف وإنتاج حصري لمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون وقدم ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي». ولفت إلى أن تحدي تقديم عمل مشترك مع مؤلفين عالميين، يكمن في الإبداع ضمن فريق يحمل كل واحد منهم أسلوبه الخاص في الموسيقى والتأليف.

هوية خاصة

وحول الدمج بين الموسيقى الشرقية والغربية، والهوية الخاصة التي أوجدها لنفسه، رأى إيهاب درويش أن الفضل يعود إلى الإمارات في الهوية الموسيقية التي كونها، بسبب تواجد العديد من الجنسيات فيها، والموسيقيين من مختلف الثقافات، إلى جانب السفر للخارج والتعرف إلى حضارات بلدان أخرى.

وبخصوص تحديات الإنتاج الموسيقي في العالم العربي، اعتبر أن إنتاج العمل الموسيقي مع فرقة أوركسترا عالمية يتطلب ميزانية ضخمة، ولكن التكنولوجيا اختصرت من الميزانية والوقت؛ إذ بات من الممكن تأليف الموسيقى وإنتاجها عن طريق الأصوات الافتراضية المسجلة مسبقاً. وأوضح أن جميع أصوات الآلات تسجل وتحول إلى ملفات افتراضية، ما يجعل المؤلف يتخيل المقطوعة عبر طبقات ويدمجها، مشدداً على أن هذه التقنيات الحديثة لا تغني عن الحس الإنساني، فالمعزوفات حين تقدم من قبل البشر تحمل المزيد من الأحاسيس.

ويطمح إيهاب درويش إلى استكمال مسيرته سفيراً لنقل رسائل إيجابية عن الإمارات ونقل الثقافة المحلية بأسلوب عالمي. ومن الأهداف الكبيرة التي يعمل عليها المضي في تأليف الموسيقى التصويرية للأفلام، لأن إيصال الرسالة يحتاج إلى موسيقى تعبيرية تجسد الصوت مع الصورة، مع الإشارة إلى أنه يميل إلى تقديم موسيقى الأفلام التاريخية والدراما.

• 2016 العام الذي أسس فيه إيهاب درويش أول استوديو خاص به.. وكان في منزله.

• رحلة إيهاب درويش مع النغم الراقي بدأت منذ الطفولة؛ إذ تعلم العزف على آلة البيانو من والدته.

إيهاب درويش:

• «أطمح إلى استكمال مسيرتي سفيراً لنقل رسائل إيجابية عن الإمارات ونقل الثقافة المحلية بأسلوب عالمي».

• «التقنيات الحديثة لا تغني عن الحس الإنساني، فالمعزوفات حين تقدم من قبل البشر تحمل المزيد من الأحاسيس».

مشاريع

عمل المؤلف الموسيقي إيهاب درويش على العديد من المشاريع، ومنها نافورة نخلة جميرا، وهي أعلى نافورة في العالم. وقال إن طبيعة هذا النوع من المشاريع يتم من خلال طلب الجهة المعنية لطبيعة الموسيقى، وحين عرض عليه ذلك المشروع طلب منه تأليف موسيقى تجمع بين الآلات الشرقية والغربية وتقدم الثقافتين.

وأكد أن الموسيقى التي قدمها للنافورة تحمل ثيمة خاصة وتتنقل بين الدراما والرومانسية والصخب، وكتبها بالكامل ثم صممت الرقصة الخاصة بالنافورة على النغمات، معتبراً أن وجود منهجية مسبقة للعمل ووجود الكثير من المرونة لا يفقد التأليف الموسيقي عفويته أو التلقائية في العمل، كما أن حضور الموسيقى في مكان عام يتفاعل معه الجمهور يُشعر المؤلف بالرضا.

الأكثر مشاركة