أسامة بالشالات.. يختبر زراعة القهوة في الإمارات
من عالم الهندسة الإلكترونية انتقل المهندس الإماراتي أسامة بالشالات إلى عالم القهوة، حيث افتتح المقهى الخاص به، لينطلق منه الى تجربة زراعة حبوب القهوة في الإمارات، والتي عمل فيها على مواجهة تحديات المناخ وتوفير البيئة التي تحتاجها حبوب البن، متأملاً أن يتوصل في الختام الى مذاق مميز وخاص لينتج القهوة الخاصة به. خاض بالشالات التجربة من خلال زراعة ما يقارب 100 شتلة، نجحت ست من بينها في أن تثمر بعد ست سنوات من الاهتمام والرعاية، على الرغم من أن الإمارات ليست موطناً لزراعة القهوة.
عن بداية مشروع القهوة تحدث بالشالات لـ«الإمارات اليوم»، وقال: «درست الهندسة الإلكترونية وعملت كمهندس مصفاة في شركة بترول لمدة تصل الى ثماني سنوات، ولكن شغفي بالقهوة هو الذي دفعني الى تأسيس مشروع صناعة كوب مميز من القهوة المحمصة والمطحونة بشكل طازج من خلال مشروعي (ذا كوفي لاب)». وأضاف: «القهوة التي استخدمها في المقهى نستوردها من خارج الإمارات، وتحديداً بريطانيا وأميركا، وهي من أفضل أنواع القهوة، ومن هنا تبلورت لدي فكرة إنتاج قهوة عالية الجودة توازي جودة البن المستورد».
بدأت حكاية بالشالات مع إمكانية زراعة القهوة في الإمارات، كمستهلك في البدء، إذ إن شغفه بالقهوة كان يدفعه الى اقتناء كل أدوات القهوة، حتى أحضر أول شتلة قهوة من اليابان عام 2016، ثم زرعها، ولكنها لم تثمر الا خلال هذا العام، مستغرقة في نموها ما يقارب ست سنوات بدلاً من ثلاث الى أربع سنوات. وأشار بالشالات الى أنه زرع ما يقارب 100 شتلة، وماتت غالبيتها، ولكن أثمرت ست شتلات بحبوب البن، موضحاً أنه خلال السنوات التي عمل فيها على زراعة البن، واجه الكثير من التحديات، أبرزها توفير المناخ المناسب لزراعة القهوة. وتفصيلاً وبالحديث عن التحديات، قال بالشالات: «تزرع القهوة في بلدان معينة يطلق عليها اسم حزام القهوة، ويبدأ الحزام من جنوب السعودية، مروراً باليمن، ويصل الى إندونيسيا وأميركا اللاتينية وغيرها من البلدان، وهي بلدان تتسم بالجو الجاف والمرتفعات، بينما في الإمارات الأرض غير مرتفعة، ولهذا نموها يتطلب الكثير من الإجراءات». ونوه بأنه عمل على زراعة القهوة في بيت أخضر في بداية الأمر، ولكن جميع الشتلات ماتت بسبب تعرضها للحرارة المباشرة، ووصل البيت الأخضر الى مرحلة لم يتمكن فيها من توفير المناخ المناسب للشتلات، فعمل بعدها على اختبار الزراعة المائية التي كانت أفضل من البيت الأخضر، ثم لجأ الى نقل الشتلات لغرفة مكيفة بدرجة حرارة تصل الى 22 درجة، ولكنها مواجهة للشمس، وهذا الذي أدى بها الى أن تثمر. وأكد المهندس الإماراتي بأنه يعمل حالياً على معالجة حبوب القهوة طبيعياً، اذ تخضع القهوة للمعالجة بعد القطف وقبل التحميص حتى تجف تماماً.
وحول كمية الإنتاج لفت بالشالات الى أن إنتاج المزرعة الواحدة في البلدان التي تنتج القهوة يكون قليلاً جداً، فإنتاج البن يتطلب مساحات شاسعة وآلاف الشتلات للحصول على كميات تجارية، ولكنها كانت تجربة ومحاولة إثبات نجاح في هذا المضمار، ولكن بالطبع إنتاج كميات كبيرة سيكون غير مكلف.
أما إمكانية الإنتاج في الإمارات، فأشار بالشالات الى أن إمكانية الإنتاج المحلي يتطلب إمكانات مادية عالية، إذ تحتاج الشتلات الى عناية كبيرة حتى تثمر بالحبوب، وهناك طرق في الزراعة يمكنها أن تسرع من عملية النمو، بحيث تصبح العملية وكأنها استنساخ لتكاثر الشجرة والأغصان، وبالتالي تصبح أكبر.
• «أحضرتُ أول شتلة قهوة من اليابان عام 2016، ولكنها لم تُثمر إلا خلال هذا العام».
• 100 شتلة، نجحت من بينها ست شتلات بعد ست سنوات من الاهتمام والرعاية.
شعور بالفخر
أكد المهندس أسامة بالشالات أن نجاح ثمرة القهوة، عزز لديه الشعور الداخلي بالفخر، ولكن هذا وضعه أمام العديد من التساؤلات حول إمكانية نجاح زراعة القهوة على مستوى أكبر، أو أن تصلح للإنتاج. ولفت الى أن نوع الثمرة يؤدي الى اختلافات في مذاق القهوة، وهناك أنواع بحسب البلدان، فالمناخ والتربة واختلاف نوع الشجر يصنع فرقاً، وهو متحمس جداً لتذوق إنتاج الثمرة التي سيطحنها.