تسعى إلى تقديم أكلات بلادها التراثية بصورة عصرية

«الشيف ميرة» تترك العلاقات الدولية وتتبع شغفها بفنون الطهي الإماراتية

صورة

رغم دراستها للعلاقات الدولية والسياسة إضافة إلى الإعلام، فإن الشابة الإماراتية ميرة عيسى النقبي، اختارت الطهي ليكون مجالاً لها، بعد أن التحقت بالعمل في العلاقات الدولية ومن ثم الإذاعة والتلفزيون وريادة الأعمال، فيما وصفته بـ«رحلة طويلة لاكتشاف الذات»، قبل أن تقرر إحياء شغفها بفن الطهي وعالم الأطعمة، بهدف الإسهام في تعريف العالم بثقافة الإمارات، من خلال أكلاتها التراثية التي تقدمها بصورة عصرية.

وأوضحت ميرة لـ«الإمارات اليوم»: «إن عشقها للطهي بدأ منذ الصغر، إذ كانت تقرأ وصفات كثيرة وتحاول تطبيقها وكان معظمها يبوء بالفشل، نظراً إلى عدم معرفتها بفنون هذا الميدان المتشعب»، مضيفة: «إن هذا الشغف بالطهي خفت طوال فترة دراستها ومرحلة عملها في مجال الإعلام والعلاقات الدولية، ثم قررت العودة مرة أخرى إليه من خلال مدوّنة صغيرة على مواقع التواصل الاجتماعي لاقت ترحيباً كبيراً من الجمهور».

وأشارت الشابة الإماراتية إلى أن «نجاح مدوّنتها الخاصة وتنامي عدد متابعيها شجعها على إطلاق مشروعها الخاص، الذي كان يعتمد على توفير وجبات صحية يومية للمشتركين على حسب احتياجاتهم، إلى جانب تقديمها العديد من الوصفات والنصائح حول أنماط الحياة والتغذية الصحية لمتابعيها».

خبرات متعددة

وأضافت ميرة: «بعدها تمت دعوتي من قبل (غلفود 2021) في دبي للمشاركة في مسابقة الطهي، وكنت أول طاهية إماراتية تفوز في المعرض بهذه المسابقة. وأهلني الفوز للحصول على منحة من كلية دبي للسياحة لتعلم فنون الطهي على أيدي طهاة عالميين. بعد ذلك التحقت بسلسلة فنادق عالمية، إذ عملت في سلسلة فنادق ما بين دبي وأبوظبي، وقدمت إفطاراً بنكهات إماراتية طوال شهر رمضان، من هنا بدأت رحلتي في مجال السياحة والفندقة، فذهبت في رحلة تعليمية إلى فندق تابع لهذه السلسلة في كرواتيا للعمل في مطعم حائز (نجمة ميشلان)، وتلقيت تدريباً مكثفاً من طهاة فرنسيين وأوروبيين، واكتسبت خبرة سنوات طويلة خلال رحلتي القصيرة».

وأكملت: «ذهبت أيضاً في رحلة إلى ألبانيا برعاية وزارة الثقافة والشباب بمناسبة (الأسبوع التراثي الإماراتي - الألباني)، وقدمت أصنافاً إماراتية لوزراء وسياسيين إماراتيين وألبان، وعملت جنباً إلى جنب مع صفوة من الطهاة الإماراتيين، منهم الشيف خالد صاحب مطعم (في)، وأصغر شيف إماراتية الشيف عائشة».

ورأت أن «تلك التجارب كانت غنية بالمعرفة والتعلم، وأتاحت لها تعلم ثقافات أخرى في مجال الطهي، وهو ما يثري خبرتها ومعرفتها ويعزز ثقتها بذاتها»، لافتة إلى أن التحاقها فور عودتها من رحلتها بفريق «مسار»، الذي يُعنى بدمج الشباب الإماراتي في قطاع السياحة والفندقة، وضمن طاقم الضيافة في «إرث أبوظبي»، كان بمثابة نقلة جديدة في مشوارها المهني.

لمسة خاصة

وحول ما يميزها في مجال الطهي، قالت ميرة: «منذ البداية أهتم بأن أضيف لمستي الخاصة دائماً، فلا أقدم أي طبق بطريقة معتادة أو مملة، كما أحرص على تقديم الطابع الإماراتي، من خلال استخدام النكهات والبهارات العديدة من مطبخنا بطريقة متجددة وممتعة دون أن تفقد المكونات هويتها وأصولها». وتطمح إلى أن يصبح لديها مطعمها الخاص لتقدم فيه نكهات إماراتية بلمسات فنية عالمية، بهدف إيصال رسالة للعالم عن الحضارة والثقافة الإماراتية العريقة من خلال فن الطهي، مضيفة: «أيضاً أطمح إلى أن أكون قدوة لكل شابة إماراتية تود أن تخوض هذا الدرب، وأن أمضي في طريقي مستكشفة ممسكة بشعلة تنير الطريق لكل من يليني وهو يتبع حلمه في هذا المجال».

ميرة النقبي:

• «أهتم بإضافة لمستي الخاصة دائماً، فلا أقدم أي طبق بطريقة معتادة أو مملة، كما أحرص على تقديم الطابع الإماراتي، من خلال نكهات مطبخنا بطريقة متجدّدة».


صورة مشرفة

أكّدت الشيف ميرة النقبي أن قطاع الضيافة والسياحة في الإمارات من القطاعات التي تشهد نمواً متسارعاً، وهو ما يتطلب مزيداً من مشاركة الكوادر الإماراتية فيه، مشيرة إلى أن هناك كثيرين من الشباب والشابات الطموحين الذين يسعون إلى تقديم صورة مشرّفة لأبناء الإمارات، الذين يتبعون شغفهم ويجعلون منه وظيفة يمارسونها يومياً بكل حُب وسعادة، ويحققون إنجازات سبّاقة في هذا المجال.

لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط

تويتر