«الكاياك» في الإمارات.. متعة صاخبة وسط المياه الهادئة
تجمع رياضة التجديف (الكاياك) في الإمارات، والتي باتت تشهد إقبالاً متزايداً، بين المغامرة والاستجمام في ربوع الطبيعة، حيث تتجاوز فوائدها الجانب البدني إلى منح الزوار من داخل الدولة والسياح من الخارج استراحة للتأمل والاستمتاع بجولة ترفيهية وثقافية متنوعة يتعرف خلالها إلى التنوع البيئي في مياه تنمو وتعيش فيها كائنات معظمها نادر.
وتحلو ممارسة رياضة التجديف، التي لا تحتاج إلى خبرات مسبقة ويمكن ممارستها بشكل جماعي، في الأوقات التي تشهد طقساً شتوياً معتدلاً، حيث الحرارة الدافئة والهواء العليل، وهو ما يتحقق خلال هذه الفترة من العام التي تشهد حملة «أجمل شتاء في العالم»، إذ يحتاج هذا النوع من رياضات التجديف إلى مياه هادئة بلا أمواج، لذلك تتركز زوارق «التجديف» دوماً عند المسطحات التي تشبه البحيرات والتي تحيط بها في الغالب أشجار القرم «المانغروف»، وهو ما يمنح هذه المغامرة نكهة خاصة نتيجة تكاثر الأسماك النادرة والطحالب، وتجمع الطيور المهاجرة في هذه المناطق.
وتحفل الإمارات بالكثير من الوجهات التي يمكن ممارسة رياضة التجديف فيها أو تلك التي تقدم خدمة تأجير الزوارق والأدوات مع توفير مرشد أو مدرب، ومن هذه الوجهات:
سد حتا في دبي
لا تتوقف فوائد ممارسة رياضة التجديف عند سد حتا على النشاط البدني، لكنها تتخطى ذلك إلى النشاط التأملي، حيث يجد الزائر نفسه أمام تحفة طبيعية وقودها المياه والخضرة والمناظر الخلابة، إذ ترسم المياه العذبة لوحة طبيعية تسر الناظرين.
ويعتبر سد حتا المكان الأنسب لإشباع شغف محبي هواية رياضة التجديف، حيث تتوافر القوارب التي تتيح فرصة التجديف بين الجبال، وتساعد على ذلك المياه الهادئة وراء السد، وهو ما يتيح لجميع أفراد العائلة القيام بنزهة رياضية بالقوارب والاستمتاع بالطقس الجميل، الذي تشتهر به مدينة حتا في أشهر الشتاء.
متنزه القرم الوطني
يعدّ متنزه القرم الوطني في أبوظبي من أجمل الوجهات الطبيعية، ويشكل نحو 75% من إجمالي مساحة غابات القرم في الإمارات، ما يجعله مقصداً مثالياً لمحبي الطبيعة والرياضات البحرية والمغامرات في الهواء الطلق لممارسة العديد من الأنشطة الترفيهية مثل التجديف.
ويوفر المتنزه خيارات عديدة لقضاء يومٍ ممتع في رحلات التجديف وقوفاً أو التجديف بالكاياك أو الانطلاق في جولة خاصة تحت إشراف منظمي رحلات معتمدين، مثل سي هوك للرياضات المائية والنوخذة والمحارة للغوص.
ويستطيع الزوار التجديف بين غابات القرم الطبيعية في رحلة تستمر ما بين ساعة ونصف الساعة إلى ساعتين، ويُفضل مع ارتفاع المد، أو القيام بجولة عند اكتمال القمر، ثم الحصول على قدر من الراحة في «فندق ومنتجع القرم الشرقي». كما تتوافر جولات لمدّة نصف يوم لاستكشاف الجزر، وبعدها يمكن اختيار إقامة حفل شواء على شاطئ الجزيرة أو قضاء الليل في مخيم خاص.
ويحتضن متنزه القرم الوطني العديد من الأحياء البحرية والطيور الموسمية وأنواع الحياة الفطرية التي ترسم لوحة تنبض بالألوان المبهرة، إذ يعد موطناً للسلاحف ومالك الحزين وطيور النحام والأسماك التي تعيش جنباً إلى جنب مع الثعالب وأبقار البحر والدلافين.
سد الرفيصة
تشكل زيارة سد الرفيصة في مدينة خورفكان، على الساحل الشرقي للشارقة، فرصة مثالية للزوار للاستمتاع بباقة متميزة من الأنشطة الترفيهية، فالقوارب المنتشرة هناك متنوعة الأشكال والأحجام، أولها قارب التجديف أحادي المقعد الذي يتسع لشخص واحد، وقارب التجديف المزدوج الذي يتسع لشخصين، والقارب الدائري الشكل (دونت) للمجموعات والعائلات. ولا تتوقف المتعة هنا على النشاط البدني، بل تتجاوزه إلى الاستمتاع بمشاهدة كائنات حية تتخذ من البحيرة ملجأً لها.
ويشهد سد الرفيصة، تنظيم بطولات للتنافس بالتجديف بزوارق التجديف، مثل بطولة تحدي التجديف، التي تتضمن التنافس في سباق التجديف، للفئتين رجال ونساء؛ حيث يتوجب على المتسابقين التجديف في مياه بحيرة سد الرفيصة لمسافة 1000 متر، ويكون الفائز هو الفريق الذي سيستغرق وقتاً أقل في كل الانطلاقات.
محمية الزوراء
تعتبر محمية الزوراء واحدة من أجمل المساحات الطبيعية في دولة الإمارات، وتتيح فرصة رائعة لاستكشاف أشجار القرم أثناء جولات التجديف (الكاياك) بين غابات القرم والخلجان الضيقة والممرات المحاطة بالأشجار في بيئة تتميز بالاخضرار طوال السنة.
وتلقى رحلات التجديف في المحمية إقبالاً من الزوار، إذ تمنحهم فرصة رائعة للاسترخاء والتمتع بمشاهدة أكثر من 100 فصيلة من الطيور المحلية والمهاجرة.
شاطئ القرم
يُعدّ شاطئ القرم في أم القيوين واحداً من أهم المناطق الجاذبة لمحبي رياضة التجديف في دولة الإمارات، حيث تمنح غابات المانغروف المزدهرة بالنباتات الطبيعية الزوار مساحة للتأمل والتخلص من كل أعباء الحياة، الأمر الذي يجعله مكاناً مفضلاً للباحثين عن الاستجمام، وفرصة لمشاهدة وتصوير شتى أنواع الطيور، أبرزها «الفلامنغو»، مع الاستمتاع بهدوء الطبيعة وسط أشجار المانغروف.
شواطئ رأس الخيمة
وتعتبر شواطئ رأس الخيمة مكاناً مثالياً للراغبين في الاسترخاء أو الاستمتاع بمجموعة واسعة من الرياضات المائية، إذ توفر تجربة استثنائية بين مساحات هائلة من الرمال البيضاء للسواحل النقية، حيث يمكن الاستمتاع برحلة على متن زورق تجديف، ليحصل الزائر على تمرين رائع في الهواء الطلق.
■ متحف اللوفر أبوظبي يُتيح استكشاف أسرار هندسته المعمارية عبر جولة بحرية بقوارب «التجديف».
■ جزيرة سنوبي.. بيئة شاطئية مثالية لمعظم الرياضات البحرية.
■ شاطئ القرم.. فرصة لمشاهدة وتصوير الطيور والاستمتاع بهدوء الطبيعة.
■ سد حتا.. المكان الأنسب لإشباع هواية محبّي رياضة التجديف.
على ضفاف اللوفر
تأخذ رحلات التجديف في المياه المحيطة بمتحف اللوفر - أبوظبي، الأيقونة المذهلة التي صمّمها المعماري الفرنسي جان نوفيل، الزوار إلى عوالم الخيال والإلهام والإبداع، حيث يتعرفون عن قرب إلى تصميم المتحف الفريد الذي يمزج بين فنون العمارة العربية والتقاليد الإماراتية أثناء جولة خاصة لمدة 60 دقيقة على متن قارب تجديف. ولا تتطلب هذه التجربة الرائعة خبرة مسبقة، إذ سيرافقهم مدربون متخصصون.
ويتيح المتحف لزواره استكشاف تفاصيل الجمال الكامن في هندسته المعمارية والمشهد المحيط به، والتمتع بمشاهدة الطيور التي تحلق بالقرب من المتحف، عبر جولة بحرية بقوارب «التجديف» تنطلق مع موعد الشروق والغروب، لتتهادى فوق سطح المياه المحيطة به.
وتوفر هذه الجولات تجربة استثنائية لجميع أفراد العائلة، بما في ذلك الأطفال بين ست سنوات و12 سنة، الذين يمكنهم المشاركة بها رفقة أحد الوالدين أو ولي الأمر.
جزيرة سنوبي
تتكامل المتعة التي تمنحها رياضة التجديف داخل جزيرة سنوبي في إمارة الفجيرة، مع المنظر الفريد الذي يشكل صورة طبيعية من إبداع الخالق، الأمر الذي يمنح الهدوء والسكينة للباحثين عن استجمام من نوع خاص.
وتعتبر الجزيرة المقصد الأول لمحبي الأنشطة البحرية، لاسيما ركوب زوارق التجديف واستكشاف الطبيعة، حيث توفر هذه الجزيرة بيئة شاطئية مثالية لمعظم الرياضات البحرية، حيث لا يوجد شعور يضاهي متعة الإبحار وسط المناظر الطبيعية، وأهمها جبال الفجيرة الساحرة.