أكدت أن نصيحة غالية قادتها إلى عالم الضيافة والقهوة
«الباريستا» الإماراتية سارة الشحي: تغلبت على خجل البدايات بـ «رمز الكرم»
رغم أنه ميدان عمل ليس شائعاً خصوصاً بين الفتيات الإماراتيات، إلا أن الشابة سارة الشحي قررت دخول مجال صناعة القهوة (الباريستا)، واستطاعت أن تتميز فيه، معتبرة أن القهوة هي رمز الكرم وحسن الضيافة، وجزء مهم من الموروث الثقافي والإنساني في الإمارات والعالم العربي بشكل عام، ومن الطبيعي أن يتميز أبناء الإمارات في هذا المجال.
وكشفت سارة، خريجة إدارة سياحة في كليات التقنية العليا بمعدل جيد جداً، لـ«الإمارات اليوم»، عن قصة سبقت اختيارها للدراسة في هذا المجال، إذ التقت وزيرة الثقافة والشباب نورة الكعبي في إحدى الفعاليات الشبابية بأبوظبي، وسألتها عن رأيها في دراسة السياحة، فشجعتها ونصحتها بأن تلتحق بهذا المجال، حتى لو لم تكن هناك طالبات في القسم سوى واحدة أو اثنتين، مشيرة إلى أن دراستها شملت كل مجالات الضيافة والطهي والتعامل مع الجمهور في هذا السياق.
دخلت الشابة الإماراتية مجال إعداد القهوة منذ أربع سنوات، واستغلت فترة جائحة «كوفيد-19»، للتدرب واكتساب الخبرة فيه، مضيفة: «قررت استغلال فترة جائحة كورونا للتعمق في مجال إعداد القهوة، وبدأت التدريب على ماكينة قهوة صغيرة وبسيطة، ومع الوقت تطورت، واتجهت لاستخدام الماكينات الاحترافية، كما التحقت بورش عمل كانت في البداية بسيطة للهواة، ثم تدرجت للالتحاق بورش عمل للمحترفين، تنوعت بين تذوق القهوة ومعرفة أنواعها وطرق إعدادها، بعد ذلك واصلت صقل موهبتي، فكنت اقرأ وأحضر معارض القهوة، وعندما أذهب إلى مقهى متخصص أحرص على الحديث مع (الباريستات) المحترفين لاكتسب خبرة منهم، والآن أصبحت عندما أشرب القهوة في أي مكان أعرف نوعها بمجرد تذوقها».
تحديات
مثل غيرها من المهن غير المعتادة، لم تكن ممارسة مهنة الباريستا خالية من الصعوبات، خصوصاً في البداية، وفق سارة، وأبرز تلك التحديات كان الخجل، ليس فقط من جانبها، بل أيضاً من جانب الجمهور. وأوضحت: «كان خجلي من التعامل مع الجمهور هو أبرز الصعوبات التي واجهتها في بداية عملي، ولكن مع الوقت تغلبت عليه، واستطعت أن أتعامل مع الجمهور ببساطة». وتابعت «أيضاً لاحظت أن رواد المكان كانوا يصابون بالدهشة والارتباك عندما يشاهدونني في واجهة ركن إعداد القهوة، وغالباً ما كانوا يترددون في طلب القهوة مني، لأنهم لم يعتادوا رؤية فتاة إماراتية تعمل في هذا المجال، ويطلبونها من (الباريستات) الآخرين حولي، ولكن مع الوقت اعتدت أن أرحب بهم وأتحدث إليهم لكسر هذا الحاجز النفسي، والآن أصبح كثير منهم يحرص على أن أعد لهم قهوتهم، وأسهمت ردود الأفعال الإيجابية التي تلقيتها ومازلت أتلقاها من رواد المكان في منحي ثقة أكبر بنفسي وبإمكاناتي، كما تدفعني إلى تطوير نفسي في العمل بشكل مستمر».
مهارات أخرى
وعن موقف العائلة من عملها، ذكرت أنها لم تواجه صعوبة كبيرة في إقناع أسرتها بعملها في مجال الضيافة، رغم دهشتهم من اختيارها لهذا التخصص في البداية، وزاد اقتناعهم بعدما التحقت بالعمل في «إرث أبوظبي»، واستطاعت أن تحقق خطوات جيدة فيه، ولمسوا ردود الأفعال الإيجابية عن مهارتها في العمل، وهو ما أقنعهم بأنها اختارت المسار الذي يناسبها ويناسب ميولها واهتماماتها، وبالتالي نجحت فيه.
وكشفت سارة عن أنها بجانب مهارتها في إعداد القهوة، تحب الطهي، لاسيما الحلويات والمخبوزات، وسبق وشاركت في مسابقة «جلفوود»، وفازت بالمركز الثاني، ولكن عندما بدأت في العمل الميداني في «إرث أبوظبي» وجدت أنها تميل إلى إعداد القهوة أكثر من العمل في الطهي، لافتة إلى أن هناك معايير عدة للتميز في عمل «الباريستا»، مثل اختيار نوع القهوة، وطريقة مزج البن مع الحليب، وغيرها من التفاصيل المماثلة.
فكرة للمستقبل
تأمل الإماراتية سارة الشحي في المستقبل أن يكون لديها مقهى خاص للمخبوزات والقهوة، مشيرة إلى أنها افتتحت مشروعاً مماثلاً لفترة ثم توقفت لظروف خاصة، ولكن تظل فكرة إطلاق مشروعها الخاص من الأفكار التي تسعى لتحقيقها، بعد دراسة متأنية لضمان نجاحها. سارة الشحي:
«رواد للمكان كانوا يصابون بالدهشة عندما يشاهدونني في ركن إعداد القهوة، وكانوا يترددون في طلبها مني، لأنهم لم يعتادوا رؤية إماراتية تعمل بهذا المجال». «لم أواجه صعوبة كبيرة في إقناع أسرتي بعملي في مجال الضيافة، رغم دهشتهم باختياري لهذا التخصص في البداية.. والتشجيع يدفعني إلى تطوير نفسي باستمرار». 4 أعوام، هي الفترة التي قضتها سارة مع عالم القهوة التي وصلت إلى مرحلة الاحتراف فيها.
لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news