سجان نفذ 90 عملية إعدام يروي تجربته
كشف سجان سابق مختص بعمليات الإعدام في سجن هانتسفيل في تكساس (الولايات المتحدة) عن مشاعره اتجاه عمله السابق والذي كانت محصلته في النهاية إعدام ما يقارب تسعين شخصا.
وقال جيم ويليت أن إعطاءه إشارة للجلاد لإعطاء الحقنة المميتة كان "أسوأ جزء من وظيفته"، وتحدث الرجل لصحيفة "نيويورك تايمز" بعد أن أنهى عمله وانتقل للعمل في متحف يضم مقتنيات السجون قائلا أنه ظل محتارا بالرغم من كونه مؤمنا إن كان ما يفعله صحيحا أم لا؟
وتقدم جيم بطلب للحصول على أول وظيفة له في السجن عندما كان عمره 21 عامًا ، وحصل على وظيفة حارس يدير أحد أبراج المراقبة.
وقال: "لقد كنت أنا ومسدسي وبندقيتي، وكنت أصلي أن لا يحاول أي سجين الهروب". وبعدها تدرج في عمله متنقلا بين سجون الولاية على مدى سنوات
وفي عام 1998، بحثت إدارة السجن عمن يمكنه تأدية وظيفة منصب كبير الحراس في هانتسفيل، أي "مسؤول بيت الموت" كما يسمى أيضا، وعرض المنصب على جيم الذي قال " أنه كان (يعني) المزيد من المال" لكنه لم يكن متأكدًا من قبوله.
وقال لصحيفة تكساس تريبيون: لم أكن أرغب في التعامل مع عمليات الإعدام. لكنه في النهاية ، قرر قبول الوظيفة.
وأوضح أنه "كان على شخص ما التعامل مع هؤلاء السجناء، وشعرت أن هؤلاء السجناء لا يمكن أن يكون لديهم أي شخص أفضل مني للتعامل معهم.
ورغم ذلك كان دور جيم في الإعدام بسيطًا إذ يتم نقل السجين إلى غرفة الموت ذات اللون الفيروزي ، ويتم تقييده على الكرسي بثمانية أحزمة جلدية بلون الخردل. ويوجد ميكروفون فوق الحمالة لتسجيل الكلمات الأخيرة للرجل المدان.
وفي كثير من الأحيان، يقوم الجلاد بحقن قطرتين في الوريد، وأخرى في المعصم، قبل أن يُسمح للشهود بالحضور إلى غرفة مجاورة لمشاهدة اللحظات الأخيرة للرجل من خلال النافذة.
وكان على جيم فقط أن يرفع نظارته، فيفهم الجلاد أن هذه إشارة الضغط على المكبس الذي يسمح بتدفق أدوية قاتلة في عروق الرجل المدان.
وقال جيم أن معظم المدانين، الذين ربما قضوا سنوات بانتظار عقوبة الإعدام، يصبحون فلسفيون في لحظاتهم الأخيرة، لكن بعضهم يكافح حتى النهاية.
ومنهم جاري جراهام ، 39 عامًا الذي أدين بسطو عام 1981 وقتل رجل يدعى بوبي لامبرت في هيوستن تكساس، وعلى الرغم من اعتراف المدان بسجله الإجرامي الطويل، إلا أنه أكد دائمًا أنه لم يقتل لامبرت.
وكان تم إعدامه في يونيو 2000 ، بعد أن أصدرت المحكمة العليا الأمريكية وقفاً مؤقتاً لتنفيذ حكم الإعدام، الأمر الذي منحه ساعات قليلة من الأمل. وعندما حان الوقت لأخذه إلى غرفة الموت ، رفض غراهام مغادرة زنزانته.
ولذا كان على أحد الحراس ارتداء ملابس مكافحة الشغب مع رجاله لإخراج الرجل المدان بالقوة.
ويقول جيم أنه بحلول نهاية الفترة التي قضاها في سجن هانتسفيل، كان قد أشرف شخصيًا على 89 عملية إعدام: "لقد أصبح الأمر أسهل ، لكنه لم يصل أبدًا إلى النقطة التي يمكن أن أسمي عملي) سهلا" ، كما قال.
ويعمل جيم الآن في متحف السجن، على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من هانتسفيل ويقول: (هنا) لا داعي للقلق بشأن طعن الناس (السجناء) لبعضهم البعض. وأنا بالتأكيد لست مضطرًا للقلق بشأن (محاولة) هروبهم.