إهمال ضعف السمع قد يؤدي إلى الانسحاب من الحياة الاجتماعية
يتسبب إهمال ضعف السمع لفترة طويلة في عواقب لا تحمد عقباها تتجاوز صعوبة التواصل. فيمكن أن يؤدي فقدان السمع أيضا إلى مشاكل جسدية مثل زيادة خطر سقوط المرء، حيث أن السمع وتوازن الجسم مرتبطان ارتباطا مباشرا ببعضهما البعض، كما يسفر عن آثار عاطفية وعقلية سلبية أيضاً.
وبحسب نموذج أعده يركر رونبرج، أستاذ علم النفس السويدي مع التركيز على أبحاث الإعاقة، فإن الإشارات الصوتية الواردة لشخص يعاني من ضعف السمع لم تعد تتوافق مع ما خزنه عقله في ذاكرته طويلة المدى.
وهذا أمر مرهق للغاية، حيث أن الشخص الذي يعاني من ضعف في السمع عليه استهلاك قدراته المعرفية لتكوين جمل معقولة من خلال الأجزاء التي سمعها، وبالتالي صرف الموارد المعرفية عن المهام الأخرى.
وغالبا ما يصبح الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع منسحبين اجتماعيا، مما قد يتسبب في ضرر إضافي لهم.
وتقول الدكتورة كريستيان فولتر، مديرة مركز السمع الشامل في مستشفى بوخوم الكاثوليكي بألمانيا: "إذا اختلط المرء مع الأفراد بقدر أقل وشارك في محادثات أقل، فإنه لن يتلقى نفس القدر من المدخلات المحفزة... ومن الممكن أن يؤثر ذلك سلبا على أداء المرء المعرفي".
وتحذر الدكتورة بيرجيت مازوريك، مديرة مركز الطنين في مستشفى جامعة شاريتي ببرلين، من أن العزلة وقلة النشاط البدني الذي يمكن أن يصاحب ذلك، قد يزيد أيضا من خطر الإصابة بالاكتئاب، حيث تلخص مجموعة المشاكل المتتالية المكونة من أربع نتائج، "السمع، والتنقل، والإدراك، والاكتئاب". لقد توصلت الدراسات إلى وجود علاقة بين فقدان السمع وزيادة خطر الإصابة بالخرف، وكذلك بالاكتئاب.
ومع ذلك، تحذر فولتر من أنه بينما تشير الدراسات إلى وجود صلة، فإنها لم تحدد بعد "كيف يؤثر ضعف السمع والتغيرات المعرفية على بعضهما البعض".
وفي ضوء المخاطر الصحية، يوصي الأخصائيون باللجوء لوسائل المساعدة على السمع في الوقت المناسب، للأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع حتى يظلوا "أكثر إنتاجية من الناحية المعرفية"، بحسب ما تقوله مازوريك.
وتقول مازوريك إن الحصول على وسيلة مساعدة على السمع في وقت مبكر، يعد فكرة جيدة أيضا، لأن ذلك يتيح للمرء التدرب على إدخالها والاعتياد على تثبيتها، مشيرا إلى أن هذا يكون أسهل عندما يكون المرء أصغر سنا وأفضل من حيث اللياقة البدنية.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، يعاني شخص واحد بين كل خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 60 و69 عاما، من ضعف السمع. وترتفع النسبة إلى 42% في الفئة العمرية بين 70 و79 عاما، فيما تصل إلى 71.5% لمن هم فوق سن الثمانين.