مريم البلوشي في رحلة «تنفّس» بالأدب والصورة
بعد رحلة دامت ست سنوات بين الأدب والصورة، أطلقت الكاتبة الإماراتية مريم البلوشي، كتابها «تنفّس» باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك بالتعاون مع دار «ملهمون» للنشر والتوزيع، وجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي.
عملت الكاتبة خلال هذه الرحلة على رواية قصص أدبية للصور التي فازت وشاركت بجائزة حمدان الدولية للتصوير، ووضعت بين ضفتي الكتاب روايات لـ40 صورة، لـ37 مصوراً من 19 دولة، في مجالات تطال الحياة والذات والطبيعة وغيرها.
6 دورات
يشمل كتاب «تنفّس»، الذي أطلقته الكاتبة أول من أمس، في مكتبة محمد بن راشد، 40 صورة لمصورين شاركوا في الجائزة في ست دورات رئيسة من دورات الجائزة وهي: «حُبّ الأرض»، «جَمَال الضوء»، «صنع المستقبل»، «الحياة ألوان»، «السعادة»، «التحدي»، وقد وضعت المقالات الـ40 ضمن أربعة محاور هي: «مع الله»، «مع ذاتك»، «مع الأسرة»، و«مع الحياة».
رحلة طويلة
وقالت البلوشي لـ«الإمارات اليوم»: «استمر مشروع الكتاب ما يقارب ست سنوات، وهو رحلة عمل طويلة لفريق متكامل، وحين بدأت بالمشروع كنت أبحث عن فرصة لتدريب عقلي من أجل الكتابة على نحو يومي وبدون توقف، ولهذا بحثت عن طريقة استفز بها نفسي من أجل الكتابة».
وأضافت: «كانت كتب جائزة حمدان للتصوير، دائماً أمامي في المرسم، وكانت تجذبني الصور، وقررت أن أختار الصور التي تجذبني وأكتب عنها، وبدأ المشروع واستمر إلى أن وصل عدد المقالات الخاصة بالصور إلى 60 مقالاً».
إجراءات
تحدثت البلوشي عن كتابها قائلة: «اخترت الصور التي كانت تجذبني، دون أن أحدد اختياري ضمن أطر معينة سواء الجنسية أو المصور أو المكان وطبيعة الصورة، وقد استغرق التحضير للكتاب ما يزيد على ست سنوات بسبب الكثير من الإجراءات التي تتعدى مسألة الكتابة، وتصل إلى الترجمة والتصميم والحصول على الموافقات لنشر الصور وغيرها».
ولفتت البلوشي إلى أنها كانت تتابع الجائزة وصور الفائزين على مدى دورات عدة، وكانت تجذبها الصور وما تحمله من معانٍ، ولهذا أرادت تقديمها في كتاب يروي هذه الصور بطريقة جديدة ومختلفة، وبعيدة عن القصص الحقيقية التي تحملها. ونوهت بأنها لم تكن طريقة عملها على الكتاب ممنهجة بشكل محدد، ولكن بعد المراجعات قسم الكتاب بشكل مختلف شمل مواضيع عدة، ومنها الذات والحياة والأسرة.
طرح مختلف
وحول الأدوات الخاصة بالكتابة والتي ميزت هذا الكتاب، أشارت البلوشي إلى أن شغفها بالقراءة يجعلها تبحث دائماً عن الكتب التخصصية وكذلك المترجمة الجديدة، ولهذا اعتمدت على الطرح المختلف في الكتاب، ولم تحمل الكتاب الكثير من التخصص، بقدر اعتمادها على الطابع القصصي. واعتبرت أن الكتاب يشكل نقلة حقيقية بالنسبة لها على مستوى كتابة المقالة القصصية الأدبية، موضحة بأنها واجهت الكثير من التحديات في الترجمة لنقل المشاعر الحقيقية من المقالات، واصفة الكتاب بكونه يمنح القارئ حالة من الهدوء.
تحديات
تعاونت البلوشي مع جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، مشيرة إلى أنها منذ أن طرحت الفكرة على أمين عام الجائزة علي خليفة بن ثالث، حصلت على الموافقة بعد ساعتين، معبرة عن سعادتها بتلقيها مباركة خاصة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بعد إصدار الكتاب.
وشددت على أنها واجهت الكثير من التحديات في رحلة إنتاج الكتاب، فالمشوار كان طويلاً وقد أصدرت كتابين في الفترة التي كانت تحضر له، فقد حمل الكثير من الصعاب خلال مرحلة الإنتاج سواء مع دار النشر والتصميم وكذلك للحصول على الموافقات لنشر الصور.
تجارب مخبأة
وعن الكتابة في مجال الرواية والقصة، نوهت البلوشي، أن تجربتها طويلة في عالم القصص، ولم تعمل على نشر رواية إلى اليوم، موضحة أن لديها بعض التجارب المخبأة وقد تنشرها في يوم ما. أما الهموم التي تؤرقها ككتابة، فلفتت بأنها دائماً تبحث في أسئلة معينة، ومنها هل فعلاً هي تقدم ما يستحق؟ وما الإضافة والمادة التي تقدمها؟، معتبرة أنها تبحث عن الأثر في الكتابة، وليس الاستفادة المادية، خصوصاً أن هذا النوع من الكتب يعتبر مكلفاً على دار النشر.
دعم المواهب
وقال الأمين العام لجائزة حمدان بن محمد بن راشد الدولية للتصوير، علي خليفة بن ثالث: «الوقوف عند المواهب المشتعلة حماساً وابتكاراً، كحالة مريم، من صميم الرؤية الجوهرية للجائزة، والتي صاغها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي راعي الجائزة، وإن مشروع مريم في تناول الفوتوغرافيا كان مثيراً للاهتمام منذ البداية، ثم إصرارها الكبير والمهنية جعلنا واثقين من دعمنا لمشروعها ولفكرها الراقي». وأضاف: «أبارك لمريم هذه الروح التوّاقة للتفوّق والإتقان، وأقدّمها نموذجاً يُحتذى للفنانين الطامحين لترك بصماتٍ خالدة ورائدة في عالم الثقافة والفنون، فالمشاريع الصعبة والمُضنية هي اختباراتٌ حقيقية لثقة الفنان بفكره ورؤيته وقدراته الإبداعية».
تشجيع الكُتّاب
وأكد عضو مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، الدكتور محمد سالم المزروعي، على أن استضافة المكتبة لفعالية إطلاق الكتاب تعكس الإيمان بأهمية دعم المشاريع المتفردة ذات البعد العالمي، وتأتي انطلاقاً من استراتيجيتنا الرائدة في تشجيع الكُتّاب والباحثين والأدباء والمبدعين الواعدين على تعزيز الإنتاج الفكري باللغة العربية والمُتَرجَم. وشدد على دعم المكتبة للكاتب الإماراتي ليتخذ خطوات جريئة في عالم الكتابة والنشر، ويسهم بدوره في الارتقاء بالمشهد والحراك الثقافي وتعزيز ثقافة القراءة والاطلاع والوجود في المجتمع ودعم أطرافه لضمان استدامة هذا القطاع المعرفي المهم.
• 40 صورة في مجالات متنوعة من الحياة.
علي بن ثالث:
• «أبارك لمريم هذه الروح التوّاقة للتفوّق والإتقان، وأقدّمها نموذجاً يُحتذى للفنانين الطامحين».
سالم المزروعي:
• «نؤمن بأهمية دعم المشاريع المتفردة وتشجيع الكُتّاب والأدباء والمبدعين الواعدين».
فيديو توثيقي
عرض خلال حفل إطلاق الكتاب الذي حضره، وزير دولة للتجارة الخارجية، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم محمد أحمد المر، والأمين العام لجائزة حمدان بن محمد بن راشد الدولية للتصوير الضوئي علي خليفة بن ثالث، فيديو تصل مدته إلى ما يقارب 45 دقيقة، يروي الرحلة الخاصة بإنجاز الكتاب والتي استغرقت ست سنوات، وما تخلل هذه الرحلة من صعاب، سواء على مستوى النشر أو التصميم أو حتى الحصول على الموافقات.