روّادها يبيعون ويشترون ويقرأون عن مقتنياتهم الثمينة

«كاليبر».. مقهى بتوقيت الساعات الفاخرة

صورة

يمثل مقهى «كاليبر» في أبوظبي، الملتقى الأول من نوعه لأصحاب الساعات الفاخرة، حيث يتيح لروّاده الالتقاء وتبادل الأحاديث حول الساعات، أو القيام بعمليات بيع وشراء وصيانة ساعاتهم الفاخرة وهم يتناولون قهوتهم.

وأوضح مؤسس ومالك المقهى، المهندس الوليد مجذوب، لـ«الإمارات اليوم»، أن «قرار افتتاح المكان جاء بعد عمل لمدة سنوات في مجال تجارة الساعات عبر الإنترنت، وكانت الفكرة في بداية افتتاح محل لبيع الساعات، ولكن بمنظور جديد وفريد، فوجد أن أكثر ما يمكن ربطه بالساعات الفاخرة هو القهوة المتخصصة، ومن هنا جاءت فكرة (كاليبر)». وتم التعاون مع سارة خوري، أول إماراتية لديها شهادة معتمدة في مجال القهوة والتحكيم الدولي لبطولات القهوة، لتكون مسؤولة كلياً عن توفير البن والتحميص والمعايير والمواصفات.

روّاد من كل الجنسيات

وأشارمجذوب إلى أن المكان يمثل ملتقى لهواة جمع الساعات الفاخرة، ويجمع عدداً من الخدمات المرتبطة بهذا المجال، حيث يتم فيه عرض ساعات قيمة ونادرة، سواء للبيع أو للمشاهدة، كما يضم ورشة لتصليح وصيانة وتوفير قطع الغيار وأدوات الحماية والإكسسوارات الخاصة بالساعات، إلى جانب مكتبة متخصصة في مجال الساعات، مبيناً أن روّاد المكان من مختلف أنحاء الإمارات ومن كل الجنسيات، كما يستقبل زبائن من دول الخليج أيضاً، وكثير من الزبائن يترددون على المكان بشكل يومي. أما أكبر مقتني الساعات بين روّاد «كاليبر» الدائمين فيُدعى (أبوأحمد)، ويمتلك ما يزيد على 2000 ساعة، تراوح أسعارها بين 100 درهم ومليوني درهم.

وأضاف: «في البداية توقعنا أن يكون معظم الزبائن من الرجال، ولكن مع الوقت وجدنا أن الإقبال متساو من الرجال والنساء، وأحياناً يأتي أطفال في عمر 15 سنة أو أكثر يسألون عن الساعات ومواصفاتها»، لافتاً إلى أن المكان مجهز بأماكن لعرض 40 ساعة، ويتم تغييرها أسبوعياً، وبعضها للبيع والبعض الآخر للعرض فقط، مشيراً إلى أن بعض روّاد المكان قد يعرض ساعات من مجموعاتهم الخاصة، لأنها نادرة وتستحق أن يشاهدها محبو الساعات.

وعن مجموعته الخاصة، ذكر مجذوب أنها «تضم 80 ساعة جمعها على مدى 15 سنة، وتراوح أسعارها بين 30 ألفاً ومليون درهم، وبدأ الأمر كهواية بعد أن اشترى ساعة بـ5000 درهم، ثم وجد أن سعرها يرتفع مع الوقت، ومن هنا بدأ يتجه للاستثمار في الساعات».

الاستثمار في الساعات

وأعتبر مجذوب أن الساعات أثبتت أنها استثمار جيد في السنوات الأخيرة، ولكنها مثل أي استثمار لابد أن يحمل قدراً من المخاطرة، مبيناً أن أكثر من استفادوا من الاستثمار في هذا المجال هم الذين بدأوا قبل خمس سنوات وأكثر، لأن معظم الساعات المطلوبة في السوق، تضاعف سعرها في السنوات الخمس الأخيرة، وهناك أيضاً ساعات انخفض سعرها.

وتطرّق مجذوب إلى معايير اختيار الساعة كاستثمار، حيث من أبرزها نوع الساعة وتاريخها، فيجب أن تصدر عن علامة لها عمر وتاريخ وأداء قوي في السوق، كذلك يعتبر توافر موديل الساعة في السوق عاملاً مهماً، فكلما كانت متوافرة بكثرة ومازال المصنع يطرح منها إنتاجاً جديداً، كان الاستثمار فيها أضعف، لأن هناك ساعات عندما يتوقف إنتاجها يتضاعف سعرها بشكل كبير. ويذكر مجذوب قصة وقعت له تكشف التغيّرات السريعة في سوق الساعات، حيث اشترى ساعة منذ سنة بمبلغ 200 ألف درهم، وكانت قيمتها في السوق قبل ثلاث سنوات 70 ألف درهم، وبعد يومين باعها بـ210 آلاف درهم، وبعد ثلاثة أيام اشترى الساعة نفسها بـ230 ألف درهم، وبعدها بيومين قام ببيعها بـ260 ألف درهم، وخلال شهر وصل سعرها إلى 350 ألفاً.

معايير المقتني

في المقابل، لا يعتبر الشخص من مقتني الساعات الفاخرة بناء على عدد القطع التي يمتلكها، وفق ما أشار الوليد مجذوب، موضحاً أن «الشخص قد يمتلك 50 ساعة، ولكن لا يعتبر مقتنياً للساعات، لأن ما يملكه يدخل تحت بند الموضة والزينة، وليست لها قيمة كاستثمار، فلا تتميز بدقة الصناعة أو بتاريخ وسُمعة في السوق، ويمكن أن يمتلك شخص آخر ساعتين فقط، ولكنهما من القطع النادرة التي يتطلع الجميع لاقتنائهما، فالمقتني يجب أن يمتلك عدداً من المهارات، منها أن يكون عنده معلومات عن هذا المجال وعن تاريخ الساعات التي يملكها وقصة كل واحدة منها وتفاصيلها التقنية، حتى لا يقع ضحية لشراء ساعات مقلدة، مثل العديد من القصص التي يشهدها المجال، وتصل إلى المحاكم في النهاية».

• «الملتقى يجمع عدداً من الخدمات كعرض ساعات قيمة للبيع أو للمشاهدة، وورشة للتصليح ومكتبة متخصصة».

• 40 ساعة يتم تغييرها أسبوعياً، والبعض يعرض ساعاته الخاصة.


قصص ومواقف

قال مؤسس ومالك المقهى، المهندس الوليد مجذوب، إن «هناك كثيراً من القصص التي صادفها خلال عمله»، ويضيف: «حضر إليّ شخص منذ ثلاثة أيام لتركيب غلاف حماية لساعته الفاخرة، وعندما فحصتها أخبرته بأنها تقليد، فانزعج بشدة»، موضحاً أنه «اشتراها من بائع على الإنترنت بسعر يقل عن سعرها في السوق بما يقرب من 20 ألف درهم، وعندما حاول التواصل مع البائع رفض الرد عليه»، مشيراً إلى أنه «لتفادي مثل هذه المواقف يجب يتم الشراء من التوكيلات الكبرى التي تتمتع بالثقة، أو استشارة متخصص في هذا المجال لتقييم الساعة قبل الشراء».

من جانبه، أشار عبدالله مجذوب، شقيق الوليد وشريكه، إلى أنه «انتقل من محبي السيارات إلى مقتني الساعات بفضل شقيقه، حيث أنضم إليه في تجارة الساعات الفاخرة ثم في افتتاح المقهى»، لافتاً إلى أن «مجموعته الخاصة من الساعات تضم 10 ساعات، وتراوح أسعارها بين 25 و150 ألف درهم».

تويتر