رحلة من الزمن تمتد منذ 5000 عام

مصفوت.. مدينة ساحرة وسط الجبال الشاهقة

صورة

تعدّ مدينة «مصفوت» من بين الوجهات السياحية اللافتة في إمارة عجمان، التي وضعت لها حكومة عجمان خططاً شاملة لتطويرها، خصوصاً قطاع البنية التحتية، وأهم تلك الخطط والاستراتيجيات التطويرية «رؤية مصفوت 2030».

وتعود تسمية مدينة مصفوت إلى طبيعة موقعها الجغرافي بين الجبال الشاهقة، وكأنها مصفوتة أي مضغوطة ومحاطة بالمرتفعات، وهذه الجبال فرضت طوقاً من الحماية الطبيعية ضد الغزاة لمنعهم من الوصول إليها بسهولة، ما أدى إلى وجود تجمعات سكنية تعود إلى ما قبل الميلاد، حسبما تشير الآثار حول البلدة، خصوصاً في مناطق السيهيان وغلفا والخنفرية.

ومن أهم جبال مصفوت جبل دفتا وجبل اليشن والجبل الأبيض، وفي فصل الشتاء تكون منطقة مصفوت أكثر برودة بسبب طبيعة تضاريسها المرتفعة التي تستقطب عشاق الطبيعة.

وتبلغ مساحة مصفوت - القريبة من حتا، والتي تبعد عن مدينة عجمان ما يقارب الـ120 كلم - نحو 86.62 كيلومتراً مربعاً وتشتهر بأراضيها الزراعية الخصبة ورخامها ذي الجودة العالية ومنحدراتها الصخرية وجبالها الشاهقة، ما يجعلها ملاذاً رائعاً للاسترخاء ومكاناً منعشاً للهروب من صخب المدن، إضافة إلى مكانتها التاريخية المميزة.

وتوفر مصفوت لزوّارها تجربة ممتعة لا تُنسى عبر مجموعة من المعالم السياحية المتميزة ومن بينها:

بوابة مصفوت

تُعد أحد أهم المعالم المحلية المعروفة بترحيبها بزوار المدينة وتقع في جبال الحجر، وتعد البوابة الرئيسة للدخول إلى منطقة مصفوت، حيث تم بناؤها بأمر من المغفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي عام 1961، وتتكوّن من عمودين حجريين تصل بينهما لافتة تتضمن عبارات ترحيب بالزوّار القادمين إلى المدينة وعبارات التوديع عند مغادرتهم لها.

متحف

يحكي المتحف الذي افتتح في ديسمبر من عام 2021 قصة مدينة مصفوت عبر رحلة من الزمن تمتد منذ 5000 عام إلى مصفوت الحديثة حين بدأت خطط تطويرها منذ عهد المغفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي، مروراً بتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة لتبدأ حقبة جديدة مع تولي صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، الحكم في الإمارة واهتمام سموه بتطوير كل القطاعات في المدينة.

كما يعرض المتحف المقتنيات التراثية والوثائق والمخطوطات التاريخية والصور التي تعكس أصالة حياة الآباء والأجداد، ويضم صوراً لتأسيس إمارة عجمان والأسرة الحاكمة والتعليم والمهن والحياة الاجتماعية والزراعة وغيرها.

أقيم المتحف حول ساحة مربعة مفتوحة، ويحتوي على 12 غرفة تُشكل كل واحدة منها معرضاً خاصاً مقسماً حسب الموضوع وتتيح للزائر الفرصة للتعرف إلى تاريخ الإمارة وعائلتها الحاكمة وتقاليد الأجداد والحرف والأسلحة عبر ممر معاكس لعقارب الساعة يسرد الأحداث الرئيسة في تاريخ مصفوت، إضافة إلى برجين ومتجر للهدايا التذكارية.

قلعة مصفوت

يسميها أهالي المنطقة بـ«قلعة البومة» وتقع على قمة جبل ويعود تاريخها إلى القرن الـ19، حيث كانت تعد في وقت ما خط الدفاع الأول ضد قطاع الطرق المتجهين نحو المناطق المجاورة. بنيت القلعة من الحجارة والطين والخشب المحلي، وهي مكونة من حجرتين وبوابة واحدة، ويعود أصل تسميتها بالبومة كون طائر البوم لا ينام ليلاً، وكذلك الحراس الذين في برج المراقبة كانوا لا ينامون في الليل ولذا أطلق عليها «قلعة البومة».

مسجد بن سلطان

بني مسجد بن سلطان عام 1815 وهو تحفة معمارية تاريخية، مبني كغيره من المباني الإماراتية التقليدية من الصلصال والجص مع مظلة من أوراق سعف النخيل المتراصة مع بعضها بعضاً لتشكل سقف المسجد، وقد خضع أخيراً لعمليات ترميم حافظت على شكله الأساسي وبنيته الأصلية، وذلك ضمن خطة «مصفوت 2030».

 الأفلاج والوديان

كانت مصفوت تعتمد في الماضي اعتماداً كلياً على الوديان التي تتدفق من رؤوس الجبال لتصل المياه إلى المزارع والنخيل، فانتشرت السدود على أطراف الوديان مثل سد خليبان والسيهيان واليزير ومصفوت الكبير، وهذه السدود تتجمع فيها المياه من الشعاب والسهول، فتروي الأراضي وتغذي الآبار والأفلاج التي تعتمد عليها المدينة لري مزارعها، وكان الأهالي سابقاً يجلبون منها المياه للشرب والغسيل، لذلك كثرت الأفلاج في مصفوت وتصنَّف حسب استمرار جريانها فالأفلاج التي تجري طوال العام تسمى «داودية»، بينما الأفلاج التي تعتمد على جريان الوديان تسمى «غيلية». وتضم مدينة مصفوت تسعة أفلاج منها الرئيسة التي تمتد لتسقي المزارع طوال العام وتصل مساحة الفلج إلى ثلاثة كيلومترات ومنها فلج مصفوت والورعة ووضفدع، ومن الأفلاج الثانوية التي تعتمد على جريان الوديان فلج المصيف الذي لاتزال آثاره واضحة والشرية والمصيف والسلمي. ومن الأفلاج التي اندثرت كون المزارع التي كانت تسقيها تحول اعتمادها على الآبار الارتوازية فلج النقاع، وأخرى لم تعد تُستخدم كفلج مزيرع لتغير جغرافية المنطقة، كما شيد في المنطقة مصنع غلفا للمياه المعدنية على مجرى وادي غلفا الذي ينحدر من أعالي الجبال ناحية «أم النسور»، وهي أعلى قمة في سلسلة جبال المنطقة.

تويتر