أكدت أن كل المكونات المستخدمة في مشروعها محلية
نازك الصباغ.. إماراتية تحفظ تراث «المالح» بلمسة أنيقة
من قلب أسواق السمك التقليدية في دبي، استمدت نازك الصباغ، فكرة مشروعها «مالح غورميه»، الذي يسعى إلى الإسهام في الحفاظ على تراث واستدامة الأكلات الإماراتية التقليدية، وتقديم المالح (السمك المحفوظ المملح ويمثل إحدى الأكلات التقليدية المعروفة في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي) بأسلوب عصري، يجذب الجمهور من مختلف الجنسيات.
وأوضحت نازك لـ«الإمارات اليوم»: «إن مشروعها انطلق في عام 2010، ولكن أعادت تدشينه بهوية جديدة في 2020»، مشيرة إلى أن الفكرة جاءت من زياراتها للسوق لشراء (المالح)، إذ فكرت في أن تقدمه بشكل عصري وجذاب سيسهم في تشجيع الأطفال والأجيال الجديدة على تناوله، لينافس بذلك الوجبات الحديثة التي يتعلق بها الأطفال والمراهقون، وهو ما يصب في مصلحة استدامة هذه الأكلة التقليدية الشهيرة، لتظل محتفظة بحضورها في المجتمع وعلى موائد الأسر الإماراتية، كما يمكن تقديمها للعالم ليتعرف إليها.
أسلوب عصري
وأضافت نازك أن «المشروع يعتمدعلى تقديم المنتجات بأسلوب عصري في عبوات أنيقة مدوّن عليها المكونات والقيمة الغذائية لها وطرق حفظ المنتج، كما تم تسجيل كل المنتجات لتحمل باركود خاص بها»، لافتة إلى أن التغليف الحديث لم يؤثر في الطعم، فالمكونات تحمل الطعم المعتاد نفسه دون تغيير، ولكن طريقة الإعداد تم تطويرها.
وأكملت: «نحرص على استخدام أنواع الأسماك نفسها التي تستخدم في صناعة (المالح) التقليدي، وهي أسماك القباب والكنعد، أما السحناة أو الأنشوجة، فتنظف لتصبح قطع (فيليه) جاهزة للأكل، أو لإضافتها إلى السلطات أو الأكلات العصرية الأخرى كأنواع المعكرونة وغيرها. أيضاً ننتج الجاشع والمهياوة أو (صوص السمك)، علاوة على البزار المستخدم في المجبوس، وغيره من الأكلات ليكون جاهزاً للاستخدام مباشرة، وفي الفترة الأخيرة استحدثنا منتجاً جديداً هو الأجار بنكهتي اللومي والطماط»، مشددة على أن كل المكونات التي تستخدم هي محلية من داخل الإمارات.
تحديات لا صعوبات
وعن الصعوبات التي واجهتها، ترى نازك الصباغ أنها «لا تعدها صعوبات، ولكن تحديات، أولها وأهمها تمثل في كيفية تقديم المنتجات التراثية بجودة عالية وفي الوقت نفسه المحافظة على الجودة واستدامة الطعم الذي عرفت به على مر السنين، أما التحدي الثاني فكان في تحقيق معادلة التوازن بين الجودة والتغليف الأنيق من جهة والسعر المناسب للجمهور من جهة أخرى، إذ إن أسعار المنتجات ثابتة حتى الآن، رغم كل التغيّرات التي تشهدها السوق، وهذا تحد كبير».
واعتبرت صاحبة «مالح غورميه»، أن الفترة التي صاحبت جائحة «كوفيد-19»، كانت إيجابية بالنسبة للمشروع، إذ زاد الطلب على المنتجات عبر «إنستغرام»، ودشنت خدمة التوصيل للمنازل ضمن الشركة، ولم ترغب في الاستعانة بطرف خارجي للتوصيل، لضمان أن تصل المنتجات للزبائن بأفضل حال.
ونوهت بأنها عادت من جديد بعد انقضاء تداعيات الجائحة للمشاركة في الفعاليات الجماهيرية، التي تناسب طبيعة المشروع، مثل مهرجان التراث البحري، الذي نظم على كورنيش أبوظبي، أخيراً، لأنه يتضمن مختلف المنتجات والأنشطة المرتبطة بالبحر والحياة البحرية، وما يرتبط بها من مهن وحِرف تقليدية وتراثية.
من دبي إلى العالم
أعربت مؤسسة «مالح غورميه»، نازك الصباغ، عن أملها في أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من التوسع في المشروع وافتتاح فروع أخرى له في مختلف الإمارات، إلى جانب الفرع الرئيس في دبي، وكذلك التوسع في التصدير الذي يقتصر حالياً على دول مجلس التعاون الخليجي، ليشمل دولاً من مختلف أنحاء العالم. بينما اعتبرت أن إضافة منتجات جديدة تمثل عملية صعبة، إذ تتطلب دراسة جدوى شاملة تتناول كل التفاصيل، لضمان الحفاظ على الجودة وثقة المستهلك.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news