يطل في رمضان مع «أهل الدار» على «سما دبي»
مرعي الحليان: أزمة الدراما الإماراتية عدم وجود كاتب محترف 100%
«أعتقد أن الدراما المحلية مازالت بحاجة إلى نصوص محلية، تستطيع الغوص في الواقع، وتصل إلى أوتار تمس الإنسان على أرض الإمارات».. بهذه العبارة، استهل الفنان مرعي الحليان حواره مع «الإمارات اليوم»، مشيراً إلى الشفافية التي تتمتع بها الدراما في التقاط تفاصيل الحياة اليومية، ودورها الريادي في هذا الصدد، وتسليطها الضوء على تفاصيل المجتمع بأطيافه المتعددة.
وأكد عدم وجود كاتب درامي محترف 100%، خصوصاً في ما يتعلق بالدراما التلفزيونية الإماراتية، وإنما هي محاولات كتّاب في المجال، مضيفاً «أعتقد أن هذه هي أزمتنا الحقيقية، لأن أغلب عناصر نجاح العمل الدرامي تعود إلى السيناريو التلفزيوني الجيد، وقدرته على شد انتباه الجمهور، واهتمامه برسائل العمل من خلال تقديم الأحداث بأسلوب ذكي».
وحول خصوصية الكتابة الدرامية الإماراتية، رأى الحليان أن كاتب السيناريو العربي لا يستطيع الوصول إلى أدق التفاصيل الصغيرة التي يتمتع بها المجتمع الإماراتي، معتبراً أن هذا ليس عيباً يتعلق بالمبدعين العرب القادرين على التعبير عن خصوصية المجتمعات التي ينتمون إليها، هذا، في الوقت الذي تعاني فيه الدراما المحلية والخليجية مشكلات أخرى تتعلق بالحركة والفعل الدرامي والغرق في السردية، بسبب مسألة الميزانيات المالية المحدودة.
وشدد على ضرورة أن يفكر المنتجون بمستوى أعلى من الناحية المادية، خصوصاً نحن نعيش عصر السينما العالمية والمنصات الرقمية المفتوحة، وجمهور جيل الشباب المنفتح على هذه التجارب عالية المستوى والتقنيات. وأكمل: «لا يمكنني في هذا الصدد، وبأي حال من الأحوال، أن أقنع جمهور الشبان اليوم بمتابعة مشهد سردي لرجلين جالسين على البحر يبوحان باختلاجاتهما، في الوقت الذي تقدم المنصات الرقمية ضروب نتاجات درامية احترافية مليئة بالصور المبهرة والتشويق، وبمستويات تقنية تنافسية، سواء على صعيد الشكل أو المضمون، يعجز المنتج المحلي والخليجي عن تقديمها بحجة الميزانية المالية المحدودة».
الآباء والأبناء
وتوقف مرعي الحليان عند تفاصيل مشاركته في المسلسل الرمضاني الذي سيعرض على قناة سما دبي «أهل الدار»، تحت إدارة المخرج عمر إبراهيم، كاشفاً عن أن المنتج والفنان أحمد الجسمي عرض عليه فكرة العمل الدرامي الجديد قبل نحو عامين، فاجتذبته تجربة فكرة العلاقة بين الآباء والأبناء، وصولاً إلى يأس الآباء من أبنائهم، وقرارهم الانزواء في دار منفصلة. وأوضح: «في الحقيقة، دارت بيننا نقاشات لنحو عام حول هذه الجزئية، خصوصاً أن الفنان أحمد الجسمي كان ميالاً إلى فكرة تقديم العمل بطريقة (ست كوم كوميدي)، إلى أن قرر أخيراً العمل على تنفيذه، بعد أن تم إنتاجه من قبل قناة سما دبي، وانضمت إليه كاتبة إماراتية شابة، استطاعت أن تضيف الكثير من الحيوية والحداثة إلى النص الدرامي».
تفاصيل الشخصية
وحول تجربة تقديم شخصية الرجل «الشايب» التي أتقن مرعى الحليان تقديمها مرات عدة في أكثر من عمل تلفزيوني وسينمائي أخيراً، نوه الفنان الإماراتي الذي يطل كذلك في رمضان عبر مسلسل «بيت القصيد»، بتفاصيل شخصيته الجديدة في «أهل الدار»، التي تختلف كلياً عن بقية الشخصيات السابقة «والمفارقة الجميلة في الشخصية الجديدة، هو أن شاهين رجل مزواج، ارتبط بثلاث نساء، ويفكر في الرابعة، وذلك، على الرغم من ضعف شخصيته، وردود أفعاله اللامبالية في الكثير من الأحيان». ولفت إلى انطواء العمل على توليفة مبتكرة وموفقة من الشخصيات المتباينة، خصوصاً ما تعلق منها بالأدوار بالرئيسة، ما سيضفي مسحة من التجديد الواضح والاختلاف الذي رآه الحليان محركاً رئيساً للكثير من الأحداث والتفاصيل الدرامية الجاذبة في العمل.
وقدم مرعى الحليان من قبل شخصية الرجل «الشايب» في مسلسل «لو أعرف خاتمتي»، وفيلم «شباب شياب»، ومسلسل «الزقوم» كما رشح لشخصية الشايب أيضاً في أحد أعمال الدرامية المقبلة للمخرج أحمد المقلة. وأضاف «في عام 2003 شاركت في مسرحية (باب البراحة)، وكانت تتناول حكاية أربعة رجال مسنين، من بطولة أحمد الأنصاري وإبراهيم سالم وعبدالله صالح، وفازت هذه المسرحية بجائزة مهرجان المسرح الخليجي. ويبدو أن الجميع أعجب بأدائي لشخصية الشايب، التي لا أخشى تكرارها، ولا أعتبرها فخاً درامياً، لأنني أحاول دوماً الاشتغال على تفاصيل كل شخصية على حدة، عبر الغوص في تجارب النص، ومتابعة ردود أفعالها وعلاقاتها بالآخرين، وحتى طرق تعبيرها وتواصلها مع من حولها، وصولاً إلى سبر أغوارها، وأدق تفاصيلها لتجسيدها بشكل يفي بحقها على الشاشة».
قضايا معاصرة
أكد الفنان مرعي الحليان، أن مسلسل «أهل الدار»، الذي سيبث على قناة سما دبي، في شهر رمضان المبارك، سيتناول مجموعة من القضايا التي تهم المجتمع الإماراتي، ومنها تجارب الناس مع فضاءات التواصل الاجتماعي، وسلبيات وإيجابيات هذه الروابط الجديدة، إلى جانب العديد من القضايا الأخرى التي تتمحور حول مفهوم الأسرة والانفتاح غير المسؤول، وأهمية المحافظة على التراث، وغيرها من الموضوعات لكوكبة من نجوم الدراما الإماراتية والعربية.
مرعى الحليان:
■ «على منتجينا التفكير بمستوى أعلى، ونحن نعيش عصر المنصات المفتوحة، وجيل الشباب المنفتح على التجارب عالمية المستوى».
■ «لا أخشى تكرار شخصية (الشايب)، ولا أعتبرها فخاً درامياً، لأنني أحاول دوماً الاشتغال على تفاصيل كل شخصية على حدة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news