أكد أن السلسلة باتت من أساسيات المائدة الرمضانية الإماراتية
حيدر محمد: «شعبية الكرتون» حجزت مكانها في قلوب الجمهور
كالعادة نجحت السلسلة الإماراتية الشهيرة «شعبية الكرتون» في حجز مكان لها في قلوب وعقول المشاهدين خلال الموسم الرمضاني في نسختها الـ17 على قناة «سما دبي»، مواصلة رسم الابتسامة الذي بدأته منذ مواسم طويلة خلال شهر رمضان، نظراً للموضوعات التي تناولتها حلقاتها بطريقة كوميدية وصفها مخرجها حيدر محمد بـ«الورطة الجميلة»، التي قدم من خلالها فريق العمل عشرات القضايا التي استقطبت اهتمام ومتابعة الجمهور.
ويرى المبدع الإماراتي أن «الشعبية» باتت من أساسيات المائدة الرمضانية الإماراتية، لخصوصية موضوعات السلسلة وانتمائها إلى نوعية «الكاري كرتون»، التي تجمع بين تقنيات الرسم الكاريكاتوري وفن الكرتون، ما أوجد مساحة واسعة لتناول العديد من القضايا، وتقبل الجمهور لتجربة طرح مشاغل مختلف الثقافات والجنسيات المتعددة في المجتمع الإماراتي، وذلك منذ الانطلاقة الأولى لهذه السلسلة عبر الهواتف القديمة منذ نحو 19 عاماً.
وأضاف مخرج السلسلة لـ«الإمارات اليوم»: «لاشك أن (شعبية الكرتون) هي تعبير حقيقي عن خصوصية مجتمعنا الذي لطالما كان حاضناً للتنوع الإنساني والثقافي الثري، وهو ما قدم لنا بالمقابل مادة غنية يمكن الاعتماد عليها لابتكار شخصيات وأفكار جديدة باستمرار»، مشيراً إلى أنه «بدءاً من الموسم السادس، اقتصرت (شعبية الكرتون) على 15 حلقة لكل موسم، وذلك بعد تطور السلسلة سواء من ناحية الشخصيات أو الأحداث».
واعتبر أن نجاح المواسم المتعددة يعود إلى الفكرة التي وصفها بـ«سيدة الموقف»، والتي عمل على صياغتها مجموعة من الكتّاب الشباب من خلال ورشة عمل نشطة ومحفزة اعتمدت أسلوب «العصف الذهني»، واستعانت بمبدعين جدد يتمتعون برؤية مختلفة تتجاوز الأفكار المألوفة لتخوض في سياق التجديد، قائلاً بنبرة أقرب إلى المزاح: «من يرد أن ينضم إلى فريق كتّاب (الشعبية)، فيجب أن يكون في رأسه سلك واحد فقط».
مبدعون جدد
وتوقف مخرج السلسلة الرمضانية الأشهر في الإمارات عند انضمام صانع المحتوى العماني «أبوسالم» لكتابة ثلاث حلقات من الشعبية، على أمل أن يتطور التعاون معه في الموسم المقبل لتقديم المزيد، كما انضم إلى فريق الكتاب هذا العام الكاتب خالد بسام إلى جانب اليمنية ندى شعلان التي تسجل أول تعاون لها مع الفريق الإبداعي للمسلسل.
وعن العمليات الفنية وورشة الرسوم المتحركة التي كانت تقام في الهند، قال حيدر إنه مع تطور التقنيات وتوسّع المجال، تم توزيع العديد من المهام ما بين هنغاريا وكندا، مع إبقاء الجزء الأكبر من الإنتاج في الهند، مشيراً إلى إمكانية تنفيذ الكثير من مراحل تحريك الشخصيات، إذ باتت اليوم في ظل تطور التقنيات الحديثة متاحة عن بُعد.
صعوبات
وحول الصعوبات التي تعترض تنفيذ السلسلة كل عام، أشار حيدر محمد إلى زيادة عدد الشخصيات الكرتونية، والمواقع التي يتم من خلالها سرد الأحداث، موضحاً أنه «في بدايات السلسلة كانت لدينا سبع شخصيات فقط، مقارنة بما يزيد على 40 شخصية حالياً، في الوقت الذي ارتفع عدد المواقع من 12 إلى ما يزيد على 70 موقعاً داخل الشعبية وخارجها، وهذا ما فرض علينا مزيداً من الجهد والعمل على تنفيذ وتحريك هذه الشخصيات والمواقع».
وتوقف عند تجارب الأعمال الفنية التي قدمها للجمهور بالتوازي مع سلسلة «الشعبية»، أبرزها «زون زيرو» و«مياو» و«منصور»، وغيرها من الأعمال التي حققت نجاحاً جماهيرياً، لكن لم يكتب لها الاستمرار، لافتاً إلى أن «شعبية الكرتون» اكتسحت الفضاءات وحجزت مكاناً لا يمكن استبداله في قلوب وعقول الجمهور، و«نحن سعداء للغاية بأن تبقى سلسلة شعبية الكرتون أشبه بالطفل المدلل الذي يصر دائماً على أن يبقى وحيد والديه».
أفكار مبتكرة
أكد حيدر محمد، أن الموسم الـ17 من «شعبية الكرتون» يتضمن العديد من الأفكار والموضوعات المبتكرة التي تتمحور بالدرجة الأولى حول قضايا «السوشيال ميديا» التي اعتبرها المبدع الإماراتي محببة إلى قلبه، نظراً لإمكانية معالجتها بطرق مختلفة. وقال «مازال العديد من الموضوعات التي تناولتها السلسلة مادة يمكن تناولها بطرق مغايرة، هذا بالإضافة إلى قضايا ومشاغل حياتية أخرى سيكتشفها الجمهور تباعاً خلال هذا الموسم».
بأمر الجمهور.. عُدنا
قال حيدر محمد عن أبرز المعوقات التي واجهت مسيرة «شعبية الكرتون» في الأعوام الماضية، إن «حيز الوقت كان التحدي الأكبر لفريق العمل، وذلك في ظل الاتفاق على تنفيذ موسم جديد في وقت يعتبر متأخراً نوعاً ما، مضيفاً: «لهذا السبب أعلنا ثلاث مرات عبر (الإمارات اليوم) في مواسم سابقة أن السلسلة ستتوقف، لكننا نعود مجدداً في كل مرة، بناء على مطالب الجمهور».
ونوه بأنه أتيح هذا العام للفريق إنجاز كل الحلقات قبل بداية شهر رمضان «وهذا مطلب أتمنى أن يتوافر لنا في الأعوام المقبلة حتى يتسنى تنفيذ الأفكار المرغوبة واستحداث أنماط جديدة من الموضوعات وتلافي ضغوط الوقت».
«العمل تعبير حقيقي عن خصوصية مجتمعنا الإماراتي الذي لطالما كان حاضناً للتنوع الإنساني والثقافي الثري»
• 40
شخصية أصبحت تضمها «الشعبية» التي بدأت بسبع فقط.
• «شعبية الكرتون» استعانت بمبدعين جدد يتمتعون برؤية مختلفة تتجاوز الأفكار المألوفة في الموسم المقبل على قناة «سما دبي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news