فاطمة الحوسني ترتقي بأدوار الأم في رمضان
تجارب إطلالات درامية متنوّعة تسجلها النجمة الإماراتية، فاطمة الحوسني، في رمضان هذا العام، تجسّد من خلالها ثلاث شخصيات مختلفة تتنوّع بين الإمارتية التراثية والخليجية المعاصرة، من دون الوقوع في مطبات التشابه والتكرار، الذي يعتبر في كثير من الأحيان الخطأ الفادح الذي يقع فيه الكثير من نجوم الدراما الخليجية والعربية، إذ نجحت النجمة الإماراتية باقتدار هذا العام في تسجيل حضور متألق وأداء متقن يتناسب مع تجربتها الطويلة في الدراما المحلية والخليجية، وتنقلها طوال هذا المشوار بحِرفية، بين تجارب أعمال متنوّعة استطاعت من خلالها بناء مسيرتها وتحقيق النجاح الجماهيري المستحق.
أجواء اجتماعية
من بوابة الأعمال التراثية الاجتماعية، تقدم فاطمة الحوسني، في مسلسل «بيت القصيد»، شخصية «لطيفة» الشاعرة الهادئة التي تتصف بالتسامح وطيبة القلب، رغم كل ما تعانيه من صراعات مستمرة نتيجة رفضها الظلم الذي يمارسه زوجها «سيف بن ضاحي» على أفراد عائلته ومن حوله، واستيلائه على أراضي المتعثرين عن تسديد ديونهم وممارسته من ثم، أقسى درجات الظلم والاستبداد، ومحاولتها أكثر من مرة، الدفاع عن ابنها الذي لم يسلم من استبداد الأب، مستمدة من شجاعتها وقدرتها على الوقوف إلى جانب الحق، قوة مضاعفة، مزجتها بموجة من المشاعر والعواطف الإنسانية المرهفة التي استطاعت النجمة الإماراتية تقديمها باقتدار على الشاشة، بالاستناد إلى نص درامي مشدود الأواصر، وحبكة درامية متينة صاغها الكاتب والممثل الإماراتي القدير عبدالله صالح، في أولى تجاربه المتكاملة في عالم الدراما الإماراتية، التي نقل أجواءها المخرج باسم شعبو، ليسلمها لنجوم العمل: علي جمال، مرعي الحليان، هدى الغانم، جاسم الخراز، إبراهيم سالم، منصور الفيلي، ونخبة من الوجوه الإماراتية الشابة.
أدوار متعددة
لم تبتعد فاطمة الحوسني، في مسلسل «منزل 12» عن أدوار الأم، لكنها تقدم في هذا العمل الجديد نموذجاً مشرفاً من النساء المكافحات والكادحات من خلال شخصية «ضياء»، الأم الفقيرة التي تواجه تحديات الحياة وتضحي من أجل ابنتها، رغم موجة المشكلات والتحديات اللامتناهية التي تعترض مسيرة حياتها، في عمل درامي كويتي يتصدى لبطولته الممثل القدير سعد الفرج، الذي التقت به الحوسني رمضان الماضي في مسلسل «الزقوم» للكاتب الإماراتي إسماعيل عبدالله والمخرج أحمد يعقوب المقلة، في الوقت الذي تلتقي مجدداً مع المخرج مناف العبدال، مخرج مسلسل «منزل 12» بعد مسلسل «محمد علي رود» رمضان 2020، مجددة تعاملها مرة أخرى مع الكاتب محمد النشمي، الذي تعاونت معه سابقاً في مسلسل «بنات الثانوية» رمضان 2011.
بالتوازي مع تجربتين جديدتين، تستكمل الحوسني ثلاثيتها الرمضانية الناجحة هذا العام بمشاركة أخرى في مسلسل «النون وما يعلمون» للكاتب عبدالرحمن أشكناني، والمخرج حمد البدري، لتقدم شخصية «سوسن» التي تتميز بعلاقتها المتوترة للغاية مع ابنتها «ليالي»، ضمن سلسلة من الأحداث الدرامية المشوقة التي تروي حكاية «فجر» المرأة المجروحة التي تتجاذبها مشاعر الحب والكراهية والرغبة في الانتقام، بسبب ما تعرّضت له في طفولتها من معاناة بسبب فقدان الأم وجحود الوالد وضياع حقوقها، ما يدفعها نحو قرار الثأر ممن حولها.
إيجابية
فاطمة الحوسني، ممثلة إماراتية، بدأت العمل الفني من خلال المسرح منذ أواخر الثمانينات، ثم اشتهرت من خلال مشاركتها في المسلسل التلفزيوني «الوريث» عام 1992، للتوالى بعدها أعمالها، خصوصاً في مجال الدراما التلفزيوينة، التي من أبرزها «مرمر زماني»، و«ساهر الليل»، و«بيت تسكنه سمرة»، قدمت خلال مشوارها الفني أدواراً عديدة تنوّعت ما بين الفتاة المراهقة والأم والمرأة الشريرة. حصلت خلال مسيرتها على العديد من الجوائز والتكريم، وشاركت في أعمال درامية كثيرة انطبعت في ذاكرة الجمهور في الخليج العربي.
• نجحت النجمة الإماراتية باقتدار هذا العام، في تسجيل حضور متألق.
• شخصية المرأة المجروحة التي تتجاذبها مشاعر الحب والانتقام في «النون وما يعلمون».