عبدالرحمن اليماني.. السعودي الصاعد على سلم النجومية العربية

من بوابة مسلسل «سفر برلك»، المشروع الدرامي الذي بدأ بالتخطيط له المخرج السوري الراحل حاتم علي، وأكمله صديقه الليث حجو، يمضي الممثل السعودي عبدالرحمن اليماني، في تكريس خطواته الواثقة في عالم الفن والصعود على سلم النجومية العربية، بعد أن استطاع جذب الأنظار نحو تجربته في المسلسل الرمضاني، وحصد الإعجاب عن أدائه المتزن لشخصية البطل عبدالرحمن المدايني، أحد الشبان الأربعة الذين يعايشون فترة تاريخية عصيبة ومرحلية في تاريخ البلاد العربية من الحجاز إلى بلاد الشام، على إثر صدور «فرمان» الخدمة العسكرية الإلزامية التي فرضها السلطان العثماني آنذاك لكل من هم في عمر الخدمة وفي كامل المناطق التي تقع تحت سيطرة الأتراك آنذاك.

قصة فريدة

تنطلق أحداث المسلسل الملحمي من المدينة المنورة، مكان إقامة وعيش عبدالرحمن حياة هادئة مع عائلته المنتمية إلى أعيان التجار، إلا أن تجارب الصدمات المتلاحقة التي تعرض لها، وأبرزها إجبار عائلته له على الزواج بابنة عمه والتخلي عن حب حياته «هند» وهروبه من ثم إلى إسطنبول لاستكمال دراسته، يقلب مجرى حياته بالكامل. تتوطد علاقة البطل بزملاء الدراسة اللبناني «فريد» والسوري «يحيى» إلى أن تقع حادثة «سفر برلك» فيزج الطلبة العرب في التجنيد بناء على وشاية صديقهم القديم «فايز» الذي انحاز لمصالحه الشخصية، لتبدأ مع هذه المرحلة، سلسلة من الأحداث التي تسهم في تحول شخصية عبدالرحمن وقناعاته الراسخة عن فكرة الدين والدولة والوطن، لتتوازى مساراتها الجديدة، دون اختيار، مع مسارات شقيقه الأصغر «رضوان» المحارب الذي يدفعه حبه للانتقام من العثمانيين، لاتخاذ خطوات جريئة في مقارعة الاستبداد، دافعاً حياته ثمناً للحرية التي سعى إليها العرب للخلاص من ظلم المحتل.

ملحمة تاريخية

من وجهة نظر فنية، نجح صُنّاع العمل في اختيار إطلالة الشخصية وتفاصيلها وقوالبها الخارجية التي توافقت مع متطلبات الدور، في الوقت الذي وفق الممثل السعودي من جانبه، في ضبط إيقاع الشخصية المتفاوت وتردداتها المختلفة، خصوصاً في بداية الحلقات.

بينما تُعدّ فكرة العمل الذي يندرج ضمن قصص الملاحم التاريخية تجربة فريدة في اختياراتها التي انحازت لإضاءة جانب مهم من الذاكرة العربية المعاصرة التي يجهلها كثيرون. أما الميزة الأبرز للعمل، فتكمن في «المخاضات الإنسانية» التي يطرحها المسلسل على خلفية التاريخ ومسارات شخصياته التراجيدية التي تعكس أزمات المكان وصراعات أطرافه على البقاء.

ولعل أهم تجارب هذه الصراعات وارتداداتها النفسية على مصائر الشخصيات، تجربة تحولات البطل عبدالرحمن الجذرية من شاب متعلم غير آبه بـ«القضايا الكبرى»، إلى جندي فار من الجيش العثماني ومندفع للمشاركة في الثورة العربية، وذلك بالتوازي، مع نجاح صُنّاع العمل في توصيف الحياة الاجتماعية ومآسي التهجير الجماعي الذي تعرّضت له المدينة المنورة آنذاك، والذي انعكس على أحوال الناس المتردية في بلاد الشام في فترة حكم جمال باشا الملقب بـ«السفاح»، الذي تولى منصب قيادة الجيش الرابع في فترة الحرب العالمية الأولى، وتقلد منذ عام 1915 مسؤولية الحكم المطلق في منطقة بلاد الشام، وهي الفترة التي اعتبرت الأكثر دموية بالنسبة للعرب، بعد مجازره المتتالية التي طالت المثقفين العرب في بيروت ودمشق.

• جذب الأنظار نحو تجربته في العمل، وحصد الإعجاب عن أدائه المتزن لشخصية البطل.

• تنطلق أحداث المسلسل الملحمي من المدينة المنورة، مكان إقامة وعيش عبدالرحمن.

محطات مهمة

تحفل السيرة الفنية للممثل عبدالرحمن اليماني، بالعديد من المحطات المهمة، بداية من تقديمه عدداً من الأعمال الكوميدية الناقدة على موقع «يوتيوب»، ومشاركته اللافتة في تجربة «مسرح السعودية» بعدد من العروض الاجتماعية الكوميدية، التي أخرجها الممثل المصري أشرف عبدالباقي، وصولاً إلى إطلالاته المتميزة في أعمال درامية إذاعية. كما برز الفنان السعودي في أعمال تلفزيونية، خصوصاً في مسلسل «حارة الشيخ» للمخرج المثنى صبح في عام 2016، لتتاح له فرصة المشاركة في مسلسل «وادي الجن» بجزئيه الأول والثاني مع المخرج حسام الجوهري خلال العامين الماضيين.

الأكثر مشاركة