موسيقى طاهر مامللي تصدح في دبي أوبرا
أمسية عابقة بذكريات الزمن الجميل، قدمها الموسيقار طاهر مامللي، أول من أمس، على خشبة دبي أوبرا، تحت عنوان «نوستالجيا». وحمل الحفل المطرز بكل أشكال الحنين، الحضور إلى ذكرياتهم التي نسجت مع العديد من الأعمال الدرامية السورية المميزة، والتي ألف مامللي موسيقاها وأغنياتها، وقدم مامللي الذي بدأ أمسيته مع موسيقى مسلسل «العاصوف»، مزيجاً خاصاً من الإيقاع الكلاسيكي المدموج بأصالة النغم الشرقي.
ومن خلال سحر لغة الموسيقى، وعلى الرغم من الإيقاع الحزين الذي يلمس القلوب في موسيقى مامللي، إلا أن الموسيقار السوري نجح في إعادة ذكريات جميلة محفورة في وجدان الحضور، عبر الأنغام التي ترمم الروح.
بدأ الحفل الذي نظمته شركة «باليديوم»، وحضره عدد من نجوم الدراما السورية، منهم بسام كوسا، وسيف الدين السبيعي، ونظلي الرواس، وليليا الأطرش وغيرهم، بكلمة للممثل السوري باسم ياخور، قدمها على المسرح، واستعاد من خلالها البدايات الأولى لطاهر مامللي مع التأليف الموسيقي التصويري. وقال ياخور في كلمته: «هذا الحفل عزيز جداً على قلبي، فخصوصية هذه الأمسية كبيرة، فطاهر شريك وصديق، وكنا زملاء دراسة في معهدين متجاورين، معهد الموسيقى ومعهد الفنون المسرحية، وتشاركنا الكثير من اللحظات، ولاسيما مشاريع تخرج طلاب المسرح وطلاب معهد الموسيقى». وأضاف: «في عام 1997 بدأنا بعمل (الثريا) مع المخرج هيثم حقي، وعرضت وقتذاك على المخرج دعوة طاهر لتقديم موسيقى المسلسل، التي عمل عليها وقدمها خلال 48 ساعة، وكانت الانطلاقة لتقديم كثير من المشاريع والأعمال المتميزة والناجحة على امتداد السنين».
أما مامللي، فتحدث إلى جمهوره في الحفل، قائلاً: «أشكر كل القائمين على العمل، وكل من أسهم في إنجاح الحفل، وأتخيل أن (الحنين) وهو عنوان الأمسية، يمثل الروح التي حين يلتقي مع الجسد، تتجسد من خلال لغة الموسيقى مع أعضاء الفرقة الموسيقية والأصوات الرائعة المشاركة في الحفل». ولفت إلى أن العمل الأول الذي تحدث عنه ياخور وهو «الثريا»، كان «الورطة الأولى» التي قدمها له ياخور، وقد تابع في عمله حتى الورطة الأخيرة أو العمل الذي أنهاه أخيراً، وهو مسلسل «مال القبان» الذي سيعرض قريباً، ومن إخراج سيف الدين السبيعي، موضحاً أن السبيعي من أكثر المخرجين المتعبين في العمل، كونه يستمع جيداً إلى الموسيقى، مع الإشارة إلى أن هذا التعب هو التعب الجميل، خصوصاً أن العمل سيكون من بطولة بسام كوسا.
واختار مامللي في الحفل تقديم ألمع تترات المسلسلات التي ألفها خلال مسيرته الموسيقية، فبدأ مع مسلسل «العاصوف»، وانتقل منه إلى حياكة أجمل اللحظات مع «ذكريات الزمن القادم»، ليعود بنا إلى موسيقى «مع وقف التنفيذ»، و«أحلام كبيرة»، و«ياسمين عتيق»، فيما الشارة التي تحمل الكثير من الشجن لمسلسل «أهل الغرام».
لكن الحزن الخفي في أعمال مامللي، امتزج مع العنفوان في تتر مسلسل «التغريبة الفلسطينية» الذي أخرجه الراحل حاتم علي، وانتقل منه مامللي إلى التترات التي كان لها النصيب الأكبر من الحب والجماهيرية، ومنها «الزير سالم»، و«الفصول الأربعة»، و«فنجان الدم»، و«بقعة ضوء»، و«أمل ما في».
مجموعة من الأصوات المميزة كانت متألقة في الحفل، أبرزها ليندا بيطار، التي يطلق عليها مامللي صاحبة الصوت الماسي، إلى جانب الفنان سعود أبوسلطان، الذي قدم تتر مسلسل «فنجان الدم»، بالإضافة إلى تقديمه أغنية مشتركة مع الفنانة الإسبانية إليسيا موراليس، بعنوان«من الأندلس إلى الشام»، والتي أهداها مامللي لدبي. وتألق المغني سعود أبوسلطان في هذه الثنائية التي حملت الدمج بين الإيقاع الغربي الإسباني على الغيتار، إلى جانب أصالة الشرق. كما تألقت خلال الحفل العديد من الأصوات، ومن بينهم أليسار سعيد، لبنة نفاع، حلا طراد، علي الشيخ، عبدالله لطفي، وإبراهيم بيطار.
• «من الأندلس إلى الشام» أغنية مشتركة مع إليسيا موراليس أهداها مامللي لدبي.
إلى حاتم علي
موسيقى تتر مسلسل «الزير سالم»، الذي أخرجه الراحل حاتم علي، عام 2000، رافقها عرض لرسام دخل إلى المسرح، وعمل على تقديم لوحة بتقنية الرسم بطريقة معكوسة، حيث انتهى من الرسم مع انتهاء المعزوفة، ليقلب اللوحة، وتكون عبارة عن بورتريه المخرج الراحل، كتحية له خلال الحفل. وترافقت التحية التي قدمت من مامللي للمخرج الذي عمل معه في العديد من المسلسلات الناجحة، مع التصفيق الحار من جمهور الأوبرا، نظراً لرسوخ هذه الأعمال في وجدان الجمهور.