طالبوا باستثمار الانطلاقة الجديدة للدراما والبناء عليها بعد فترة الركود

فنانون يقيّمون المسلسلات الإماراتية في رمضان: زخم لم يسلم من المطبات

صورة

بين ازدياد الأعمال المتنافسة على صدارة مشهد الدراما المحلية في الموسم الرمضاني الماضي، والفرص التي أتاحتها لمعظم نجومها هذا العام، ومطبات الإنتاج التي لاتزال تعيق انتشارها، تفاوتت تقييمات عدد من فناني الإماراتيين للموسم الدرامي الرمضاني، لتتنوع بين الحماسة والتفاؤل بالزخم الذي شهدته الساحة المحلية ما بين الأعمال الكوميدية، المعاصرة والتراثية، واستقطابها بعد فترة من الركود، ليس فقط لعدد من ممثلي وفناني الإمارات، بل ولعدد واسع من المواهب الشابة، على أمل أن يتسع صدى هذه «النهضة» ومداها في المستقبل، مؤكدين أن المسؤولية تقع على عاتق المؤسسات الإعلامية والجهات الإنتاجية المتخصصة في هذا المجال.

جماهيرية

وقال الفنان والكاتب الإماراتي عبدالله صالح، الذي أتيحت له فرصة تقديم «بيت القصيد»، المسلسل التراثي المتكامل الذي نجح في تحقيق متابعة واسعة «أتمنى أن يستمر الاحتفاء بالفنان الإماراتي بعد فترة الركود التي عاشها الجميع خلال جائحة كورونا، وأن يستمر فتح الأبواب التي كانت مغلقة في السنوات الماضية، وألا تستمر سياسة القنوات التلفزيونية التي تفرض على المنتج الإماراتي نوعية خاصة من الأعمال الدرامية التي تفضل عرضها على شاشاتها في رمضان».

وأضاف «أتمنى أن يأخذ الجميع حقه من الشهرة والأضواء التي يستحقها، وألا نبقى بعيدين عن دائرة النجومية، مقارنة بالزملاء والفنانين في بقية دول الخليج العربي»، واصفاً الأعمال الدرامية المقدمة هذا العام بالمقبولة على صعيد الشكل والمضمون، وإن كانت تحتاج في السنوات المقبلة إلى المزيد من المجهودات والمتابعة لتحقق النجاح والانتشار المطلوبين.

نار هادئة

بينما عبّرت الممثلة الإماراتية فاطمة الحوسني، عن سعادتها بالمشاركة في رمضان الماضي، بثلاثة أعمال درامية، أولها مسلسل «بيت القصيد» مع نخبة من نجوم الدراما الإماراتية، وعملين آخرين في الكويت، إذ تابعها الجمهور في مسلسل «منزل 12» الذي تصدى لبطولته الممثل القدير سعد الفرج، ومسلسل «النون وما يعلمون» للمخرج حمد البدري.

وأضافت «أتيحت لي فرصة اختيار النصوص الجيدة التي تم إنتاجها واستكمال كل مراحلها على (نار هادئة)، مثل (منزل 12) الذي انتهيت من تصوير مشاهدي فيه قبل أشهر من انطلاق موسم رمضان، ما أتاح لي الفرصة لدراسة الأدوار والشخصيات الأخرى التي قدمتها للجمهور».

احتفال فني

من جانبها، استغلت الفنانة الإماراتية صوغه، فرصة لقائها «الإمارات اليوم» لتهنئ الإعلام المحلي الذي نجح هذا العام في تقديم الدراما وصناعها بطريقة متجددة، قائلة «أؤكد لكم أن فناني الإمارات احتفلوا بالعيد قبل الجميع، خصوصاً وقد أتيحت لمعظمهم فرصة المشاركة في أكثر من عمل واحد، مستشهدة بتجربة إطلالاتها المتنوعة هذا العام في الدراما، وكذلك في الأوبريت الغنائي الرمضاني (هل هلاله) على قناة سما دبي، وهذا أمر يسعد الجميع، كما يسعد المواهب الفنية الشابة التي وجدت فرصة ذهبية للظهور على الشاشة الرمضانية، على أمل أن تتاح لهم مساحات أكبر مستقبلاً لتقديم أدوار أكثر أهمية».

وأضافت «أعتقد أن كل من تابع المسلسلات الإماراتية من (أهل الدار) و(بوحظين) و(بيت القصيد) و(طوق الحرير) سيلاحظ الحضور الواضح للمواهب الإماراتية الشابة، التي كانت لها مشاركات فريدة ومميزة في تجارب دراما رمضان هذا العام».

معالجات هزيلة

من جهته، أكد الفنان الإماراتي منصور الفيلي، الذي شارك في مسلسلي «بيت القصيد» و«النكران»، أن الأعمال الإماراتية مازالت تعاني مشكلة النصوص الدرامية، التي وصفها بالهزيلة هذا العام، مضيفة «لا يوجد لدينا كتّاب لأننا أصبحنا للأسف لا نقرأ، ومن لا يقرأ لا يستطيع أن يكتب، لهذا السبب، مازلنا نراوح بين عدد من المعالجات البسيطة والقضايا الاجتماعية المحدودة، كالزواج والطلاق ومشكلات الميراث والمال».

ورأى أن «الدراما الإماراتية لاتزال تعاني ضيق المدى، وانخفاض سقف الحرية في طرح مختلف القضايا الذي يضاف اليوم لمزاجية القائمين على القنوات التلفزيونية، وما يرغبون في تقديمه من قضايا ومعالجات (ساذجة) للأسف، ما يجعلنا نتابع إلى اليوم في موسم رمضان مسلسلات تنتقص للمنطق الدرامي، سواء على صعيد تسلسل الأحداث أو تقطيع المشاهد أو حتى القضايا التي تتناولها، وهذا أمر موجود بكثرة في مسلسلات هذا العام».

وحول المساحة التي أفردت هذا العام للمواهب الإماراتية، طالب الفيلي بتعميم هذه التجربة، ومنحهم المزيد من فرص البروز بعد سنوات طويلة من الاجتهاد على خشبة المسرح، والتجاهل التلفزيوني، مشدداً على ضرورة إنشاء ورش كتابة جماعية تقدم نصوصاً درامية ناضجة تعكس مضامين واقتراحات بناءة وجدية تقوم بها القنوات التلفزيونية بشكل ممنهج. وأكمل «من المحزن جداً أن نرى كاتباً إماراتياً مرموقاً مثل جمال سالم، يعاني الأمرّين في تعامله مع قنواتنا المحلية، فيما يلقى الاحتفاء والتقدير والعمل مع كبار نجوم الخليج العربي، مثلما حدث في تعامله الأخير مع النجمة الكويتية سعاد عبدالله، التي قدم معها هذا العام مسلسله الناجح مجاريح، بعد تجارب ناجحة عدة في الدراما الإماراتية».

تفاوت

وفي معرض حديثها عن مستوى الأعمال المحلية التي تابعها الجمهور في الموسم الرمضاني، قالت الفنانة الإماراتية سلامة المزروعي، إن «الدراما الإماراتية لم تقدم أي جديد هذا العام، لأنها مازالت تدور في فلك المأساة والتراث والكوميديا، إضافة إلى عدم انفتاحها على تجارب أقلام وكتّاب جدد»، مضيفة «لاشك أن المتابع المحلي ذكي، ومحتاج باستمرار للاستمتاع بتجارب أفكار وموضوعات جديدة على الشاشة الفضية، إلا أن هذا الأمر ليس دائماً سهل التحقق، على الرغم من وجود فئة واسعة من المهتمين بالأعمال التراثية، وفئات أخرى مهتمة بالأعمال المعاصرة، سواء العربية أو المحلية».

وأضافت «للأسف، لاحظنا تفاوتاً في أداء الممثلين الجدد هذا العام، ففي الوقت الذي قدم كثيرون منهم أداء مقنعاً، كان آخرون أقل مستوى، وإن كنت على ثقة تامة بأن الجميع بحاجة إلى فرص متعددة أخرى في المستقبل تسهم في صقل مواهبهم، والنهوض بواقع الدراما المحلية التي تحتاج إلى المزيد من الاهتمام».


أعمال قادرة على المنافسة

على صعيد الأعمال الدرامية التي لفتت انتباهها في الموسم الرمضاني الماضي، توقفت الفنانة فاطمة الحوسني عند مسلسل «مجاريح»، للكاتب الإماراتي جمال سالم، والنجمة الكويتية سعاد عبدالله، مشيرة إلى أن الفنان الإماراتي نال حقه من الظهور والمتابعة الدرامية على المستوى المحلي هذا العام، لكن مازال صناع الدراما الإماراتية يعانون عدم قدرتهم على عرض أعمال عبر الشاشات الخليجية، معتبرة أن «هذا الأمر لا يعتبر عيباً أو انتقاصاً من قدرة الممثل أو المخرج الإماراتي على تقديم أعمال قادرة على المنافسة خليجياً وعربياً، لكن الأمر متعلق بالمؤسسات الإعلامية والجهات الإنتاجية، وقدرتها على إيصال هذه الأعمال إلى أوسع نطاق، وتقديم جهود صناع الدراما الإماراتية بالطريقة التي يستحقونها».

تويتر