عبد الجبار.. الحياة بطول 225 سنتمتراً ليست بهذه السهولة
بسعادة واعتزاز، يوضح عبدالجبار فضل محمد، أنه أطول شخص في دولة الإمارات، والثالث على مستوى العالم، حيث يصل طوله إلى 225 سم، في حين تم تصنيف التركي سلطان كوسين كأطول رجل في العالم بطول 251 سم. ويؤكد عبدالجبار أنه ينظر إلى طوله باعتباره منحة من الله، ولو كان هذا الطول يسبب له صعوبات مختلفة تمنعه من ممارسة حياته اليومية مثل غيره من الناس. كما أشار إلى سعادته بالوجود في دولة الإمارات، حيث يتعامل معه الناس بتقدير واحترام.
وأوضح عبدالجبار، الذي يعمل في فندق قصر الإمارات ماندارين أورينتال في أبوظبي، ويبلغ 50 عاماً، أنه قدم من بلده باكستان إلى الإمارات في عام 1994، حيث عمل في فندق خمسة نجوم في دبي لمدة 10 سنوات، ثم قرر العودة إلى بلده، والاستقرار مع أسرته، وافتتاح مشروع خاص، ولكنه عاد مرة أخرى إلى دبي، وعمل في فندق آخر حتى عام 2015، قبل أن يعود إلى بلده ويبدأ مشروعاً خاصاً جديداً، ولكن تعرض للخسارة بسبب جائحة «كوفيد- 19»، فعاد مرة أخرى إلى الإمارات، وتحديداً أبوظبي، منذ عام، والتحق بالعمل في «قصر الإمارات». معرباً عن سعادته بالوجود في الإمارات، حيث يتعامل معه الناس باحترام، كما تعتبر الحياة فيها أسهل بالنسبة له. وأشار إلى أن طوله الزائد بدأ وهو في عمر 20 عاماً، وقبل ذلك خلال طفولته ودراسته في المدرسة كان طفلاً طبيعياً مثل بقية أقرانه، واستمرت الزيادة حتى عمر 38 عاماً، وأشار الأطباء إلى أنها نتيجة لاضطراب في الهرمونات.
صعوبات متعددة
وعن الصعوبات التي يواجهها بسبب طوله، أوضح أن هناك الكثير من الصعوبات، من أهمها عدم قدرته على استخدام وسائل المواصلات والتنقل بشكل طبيعي، فلا يمكن أن يستقل سيارة تاكسي، أو قيادة سيارة، لأنها لا تتسع له، ولذلك يعتمد في تنقلاته من العمل إلى المنزل على حافلة العمل، حيث يجلس على أريكة بمفرده، ولا يجلس أحد بجانبه. لافتاً أن زملاءه متعاونون معه ومقدرون لحالته، وذلك لا يبدي أحد منهم ضيقه من هذا الأمر. أما المشكلة الأكبر فتلك التي يواجهها أثناء السفر بالطيران، فهو لا يستطيع الجلوس في الدرجة السياحية، لأن المقاعد فيها صغيرة جداً بالنسبة له، أما درجة رجال الأعمال فمرتفعة السعر، حيث يزيد سعر التذكرة إلى بلده على 7000 درهم. مضيفاً: «في معظم الأحيان يتعامل موظفو شركات الطيران الإماراتية بلطف واحترام كبيرين، فيقومون بترقية التذكرة مراعاة لحالتي. أما وسيلة التنقل الوحيدة التي أستطيع قيادتها فهي الجرار الزراعي، الذي كنا نستخدمه قديماً عندما كنت أساعد والدي في أعمال الزراعة، لأنه كبير ومفتوح، على عكس السيارات الأخرى».
اختيار الملابس كذلك يمثل صعوبة بالنسبة لعبدالجبار، حيث يضطر إلى تفصيل ثيابه، أما الأحذية فيحتاج إلى تصنيعها في شركة بكرواتيا، ولها مكتب في الإمارات، حيث يقومون بأخذ المقاسات ثم تصنيع الحذاء، وهو ما يستغرق فترة تصل إلى ثلاثة أشهر.
أيضاً واجه عبدالجبار صعوبة في العثور على زوجة، لأن الفتيات يبحثن عن رجل وسيم وطبيعي، حسب قوله، وبعد بحث استمر خمس سنوات، تزوج وعاش في سعادة مع زوجته، وأنجبا فتى وفتاة، إلى أن توفيت زوجته منذ عامين، وحالياً تزوج مرة أخرى في بلده. لافتاً أن ابنه أيضاً يتميز بالطول غير الطبيعي، ولكنه أقصر من والده قليلاً، أما الفتاة فطولها طبيعي.
سعيد رغم الصعوبات
رغم هذه الصعوبات، يؤكد عبدالجبار فضل أنه سعيد بطوله الذي يعتبره منحة من الله، خصوصاً أنه لا يعاني أية أمراض أو مشكلات صحية بسبب هذا الطول. مشيراً إلى حرصه على تناول طعام صحي للحفظ على صحته، فيعتمد على زيت الزيتون النقي، ويركز على الفواكه والخضراوات، أما اللحوم فلا يتناولها إلا قليلاً، خوفاً من الكوليسترول الضار والدهون، خصوصاً اللحوم المجمدة.
وعن نظرة الناس له، وتعليقاتهم على طوله، وكيف يستقبلها، فقال: «هناك اختلاف كبير بين الأشخاص، فالبعض عندما يراني يسخر أو يطلق تعليقات يعتبرها مضحكة، وعندما يحدث هذا الأمر أقول لنفسي دعه يضحك وأصمت، لكن معظم الناس الذين أقابلهم خلال عملي أو في الشارع يتعاملون بلطف واحترام، ويطلبون التقاط الصور معي، وأنا أرحب بذلك، وأستجيب لهم، وأضحك معهم، لكن البعض يتمادى في التقاط الصور خلال وجودي في محل البقالة أو في العمل، ما قد يسبب لي بعض الضيق».
«لا أستطيع استخدام وسائل المواصلات العامة أو قيادة سيارة خاصة».
«أتناول الطعام الصحي مثل زيت الزيتون النقي والفواكه وأتجنب اللحوم».