8000 طالب يشاركون في برنامج «مشروع العلم»

دبي ترسخ الاستدامة لدى الجيل الجديد بأسلوب فني مبتكر

صورة
1/4

تحت عنوان «مشروع العلم».. تتواصل النسخة الثالثة من برنامج الأطفال التابع لمجموعة «أ.ر.م القابضة»، الذي ينظم بالشراكة مع معرض «آرت دبي»، تحت إشراف الفنان السويدي، جاكوب دالغرين، الذي اختار العمل على الأعلام بطريقة تجريدية، ليطلق العنان لأفكار طلبة المدارس في تقديم رؤى متباينة لأعلام بلادهم.

ويهدف البرنامج، الذي سيختتم في 15 يونيو المقبل، إلى تثقيف الأطفال في مجال الفنون، إذ توسعت أعداد الطلبة المنتسبين إليه من 1800 طالب في عام 2021، إلى 8000 طالب في 90 مدرسة من جميع أنحاء الدولة.

وطوّر دالغرين مفهوم البرنامج المصمم للأطفال الذين تراوح أعمارهم بين خمسة و17 عاماً كامتداد لمشروعه المستمر: «علامات الفن التجريدي»، الذي يهدف إلى إلهام المشاركين لتأمل البيئة وموضوعاتها من زوايا إبداعية وتجريدية، وتشجيع العمل الجماعي في الوقت ذاته، وترسيخ أهمية الاستدامة في نفوسهم.

وحول إدارة الورش مع الأطفال، قال دالغرين، لـ«الإمارات اليوم»: «سنعمل على استخدام مواد يومية ومخلفات أقمشة، وسيتعاون الطلبة معاً، مطلقين العنان لمخيلتهم، من أجل تصميم أعمال كولاج ستجمع سوياً، ومن ثم تحول إلى أعلام ونسيج ملوّن».

وأوضح أن «المشروع يدور في فلك التجريد، وبالتالي فالطريقة التي يتم التعاطي فيها مع التفاصيل المختلفة يرتبط بهذه المدرسة الفنية»، لافتاً إلى أن التجريد في البدء قد يبدو معقداً وغير واضح، خصوصاً للأطفال، ولكن مع شرح المعنى يصبح الموضوع أكثر سهولة في التطبيق.

وأضاف دالغرين أنه «بطبيعته كفنان يمزج بين المدرسة التجريدية والثقافة الاجتماعية، إذ يحوّل الأشياء المستخدمة في الحياة اليومية، ومنها علاقات المعاطف وأكواب القهوة، إلى أعمال فنية تنبض بالحياة، منوّهاً بأنه عمل على مدى العقود الثلاثة الماضية، على جمع أكثر من 200 ألف صورة تجسّد تفاصيل تجريدية من حياته اليومية، ويشمل أحد أطول مشروعاته الفنية تعهّده بارتداء قميص مُخطط يومياً لأكثر من 20 عاماً».

أقمشة محددة

وأكمل الفنان السويدي: «إنه سيتعين على الأطفال التعاطي مع أحجام محددة خلال ورش العمل، وكذلك مع أقمشة محددة لتنفيذ الأعمال، ما يغرس في نفوسهم أيضاً مفهوم الاستدامة، وإعادة منح الأشياء حياة». ونوّه بأن ما يسعى إليه من خلال الورش، هو إيجاد الثقة بالعمل بالدرجة الأولى، وكذلك الاستمتاع بالفن.

ولفت إلى أن التنقل بين أماكن مختلفة ومدارس متعددة، وسط الثقافات الكثيرة في الإمارات، سيتيح العمل على أعلام من كل مكان، وبالتالي ستكون للورش خصوصية تشبه الحياة في بلدان عدة، إذ سيحول كل طفل ما يقدمه من معلومات، وسينفذه في مشروعه الخاص.

ورأى أن العمل التجريدي، الذي قد يبدو صعباً، ليس بالضرورة بحاجة إلى فهم، بقدر ما يجب أن يستمتع به المرء ويحبه، إذ إن هناك مستويات للتعاطي مع العمل الفني، معتبراً أن أهمية هذه الورش تكمن في أنها لا تقتصر على الذين يمتلكون قدرات فنية، فهي تعزّز التفكير على نحو جدي والابتكار، لذا ليس بالضرورة أن يشارك فيها الطلبة الموهوبون فقط.

تعزيز المشهد

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «أ.ر.م. القابضة»، محمد سعيد الشحي، لـ«الإمارات اليوم»: «نعمل على تعزيز نمو المشهد الفني في الإمارات من خلال هذا البرنامج، إذ نزود الجيل الجديد بالأدوات التي تهيئهم للتفكير بأسلوب مبتكر وحل المشكلات، كما نقدم لهم مهارات حياتية من شأنها أن تمكنهم من الوصول إلى قمم أعلى وآفاق أبعد، ما يسهم في إنشاء مجتمعات أقوى وأكثر شمولاً».

وأشار إلى أنهم، من خلال الشراكة مع «آرت دبي»، يعملون على تعزيز مفهوم تبادل الثقافات، وتشجيع الابتكار والتغيير الإيجابي في التعليم والثقافة والفنون، ما يدعم بدوره استراتيجية الاقتصاد الإبداعي التي تنتهجها دولة الإمارات.

مرحلتان

من جهتها، أكدت المديرة التنفيذية لمعرض «آرت دبي»، بينيديتا غيون، على أنهم يسهمون في تنفيذ هذا البرنامج الثقافي الطموح في أنحاء الإمارات، من خلال تقديم المحتوى الثقافي عن طريق ورش العمل المصممة، والجمع بين الفنانين والمصممين الذين يتعاونون بشكل وثيق مع المدارس المحلية.

وأضافت أن «البرنامج منذ انطلاقه أصبح جزءاً من البرنامج التعليمي، الذي يقدمه (آرت دبي) على مدار العام، وينفذ على مرحلتين: الأولى عن طريق ورش العمل المنظمة خلال المعرض، والثانية الأنشطة التي تطبق داخل الصفوف في المدارس على مستوى دولة الإمارات».

• 15 يونيو المقبل، موعد اختتام البرنامج، الذي يهدف إلى تثقيف الأطفال في مجال الفنون.


تطور

أطلقت «أ.ر.م. القابضة» برنامج الأطفال لتعليم الفنون، بالشراكة مع «آرت دبي» في عام 2021، للاستثمار في شراكات تهدف إلى تعزيز مكانة دبي عاصمة عالمية للثقافة والابتكار. كما تهدف المبادرة إلى تمكين الجيل المقبل من تنمية وتطوير اهتمامه وفهمه للفنون وممارساته المختلفة. وتحمل كل نسخة من البرنامج موضوعاً مختلفاً، كتصميم بيئة بديلة للعيش على نسخة خيالية من القمر أو صُنع أعمال فنية مستدامة.

محمد الشحي:

«من خلال الشراكة مع (آرت دبي)، نعمل على تعزيز مفهوم تبادل الثقافات، وتشجيع الابتكار والتغيير الإيجابي في التعليم والثقافة والفنون».

جاكوب دالغرين:

«نعمل على منح الأشياء المستعملة حياة جديدة.. وأحد أطول مشاريعي الفنية تعهّدي بارتداء قميص مُخطط يومياً لأكثر من 20 عاماً».

بينيديتا غيون:

«نسهم في تنفيذ البرنامج الثقافي الطموح في أنحاء الإمارات، من خلال تقديم المحتوى الفني وورش العمل المصممة خصوصاً للأطفال».

تويتر
log/pix