بابتسامة لا تفارق وجوههم.. ينخرطون في التدريب طموحاً للعمل

أصحاب همم يبدعون في الضيافة بدبي: نعم نحن نستطيع

صورة

من مكتب الاستقبال، مروراً بالنادي الرياضي، وصولاً إلى غرف غسيل الملابس، وغيرها من المهام، ينخرط أصحاب همم، بابتسامة لا تفارق وجوههم البريئة، في قطاع الضيافة، وفي العديد من الميادين، رافعين شعار نعم نحن نستطيع، عبر برنامج تدريبي يعمل على تنمية مهاراتهم، وتمكينهم في سوق العمل، يقدمه مركز منزل بالتعاون مع فندق «جميرا كريك سايد» في دبي، وغيره من الوجهات والمؤسسات.

وعن تجربتها في عالم الضيافة، أوضحت الفتاة تحسين نواه (23 عاماً)، لـ«الإمارات اليوم» أنها بدأت بالتدريب في مغسلة الملابس، إذ تتدرب على طي المناشف وأغطية الأسرة وغيرها، مشيرة إلى أنها كذلك تتدرب في النادي الرياضي وتستقبل الضيوف.

وعبرت تحسين عن سعادتها بالانضمام إلى البرنامج وتعلم المهارات التي تمكنها من العمل في المستقبل، لأنها تطمح للحصول على وظيفة وجني المال من أجل الاستقلالية المالية.

ويحرص البرنامج التدريبي على تقديم المهارات اللازمة التي يحتاج إليها المنتمون إليه، للتعلم وكسب الخبرات في شتى المجالات؛ وذلك تبعاً لقدراتهم الفكرية والبدنية.

عائلة واحدة

من ناحيته، قال المدير العام لفندق جميرا كريك سايد، آندي كوثبيرت، لـ«الإمارات اليوم»: «لقد بدأنا بالتعاون مع (منزل) بهذه المبادرة منذ سنوات، ولدينا اليوم موظف بدوام ثابت يعمل ضمن فريق عملنا، فالبرنامج ليس عبارة عن مجرد تعبئة للخانات بأننا قمنا بالتدريب، بل يمثل عملنا كعائلة، وهناك الكثير من الميزات في الفندق للعمل كأسرة واحدة؛ ما يساعد الملتحقين بالبرنامج على الاستمرار معنا».

ورأى كوثبيرت أن التحديات قد تكون كثيرة، ولكن مع التطور الكبير في دولة الإمارات في مختلف المجالات، يتم التعاطي بشكل مختلف مع أصحاب الهمم، من التعليم إلى البرامج التدريبية، إلى العمل وتوفير كل التسهيلات التي تؤمن لهم الاندماج في المجتمع.

وشدّد على أن عدم تقبل هذه الفئة في مجالات العمل، يصعب عملية اندماجهم في المجتمع، ويمكن من خلال التعليم تحقيق هذه الغاية بشكل أساسي.

وحول الفرص المتاحة لهم في الفندق، أفاد كوثبيرت بأنها متنوّعة، إذ تبدأ من المكتب الأمامي (الاستقبال)، وتصل إلى الأعمال التي تتطلب عملية التكرار في تنفيذها، موضحاً أن انخراطهم في العمل لا يعني أنه لا ينبغي توكيل المهام كاملة إليهم، فالانخراط يعني العمل الجاد والحقيقي، سواء كانوا في أعمال تتطلب الاحتكاك مع الضيوف أو في الخدمات التي لا يوجد فيها أي نوع من التواصل مع العملاء.

أصحاب القدرات المتنوّعة

من جهتها، قالت نائب مدير «منزل» سمر عداسي، عن برامج التدريب: «حين انطلق المركز كان متخصصاً بأصحاب الهمم، ولكننا اليوم نتطلع إلى التدريب المهني، والذي ينظر في ثلاثة عوامل، وهي التنوع، والعدالة، والمشاركة، ويهدف إلى توفير التدريب المهني القائم على المهارات، للفئة الناشئة التي لم تتمكن من إكمال التعليم، أو التي وصلت إلى مستوى أكاديمي معين، فنحن ندرب (أصحاب القدرات المتنوعة)، وليس شرطاً أن يكونوا من أصحاب الهمم».

وأضافت: «نمنح من خلال التدريب الفرصة لجميع الملتحقين، لاكتساب المهارات والمعرفة للحصول على فرص العمل المستدامة، وهذا لا يقتصر على قطاع الضيافة، بل ندربهم أيضاً في مجالات عدة، ومنها البيع والتجزئة وذلك بالاتفاق مع الشركات الكبيرة، وكذلك في مجال الإدارة والأعمال المكتبية، فضلاً عن مجموعة من الذين تدربوا وعملوا في مجال (الغرافيك ديزاين)».

وحول كيفية وضع الطلبة أصحاب الهمم في الأماكن المناسبة لهم، أكدت سمر عداسي، أنه يتم اختبار المهارات الخاصة بالملتحقين ببرنامج التأهيل، وطبيعة مستواهم، بدءاً من المكتسبات العلمية أو حتى المهارات، مشيرة إلى وجود أكثر من مستوى في التدريب، وبعدها يتم توظيف من أكمل تدريبه، وتمكّن من المهارات التي تدرب عليها.

واعتبرت أن التدريب ليس مجرد تعبئة استمارات، بل فرصة للشخص الذي يحصل عليه، بأن يعمل في مكان يناسبه، لأن الوظيفة التي تمنح له، تقوم على التناسب بين الإمكانات والوصف الوظيفي، وبعدها يتم العمل على تعديل البيئة المناسبة للشخص الذي سيتسلم العمل في حال تطلب ذلك.

وشددت نائب مدير «منزل» على أن الهدف من التدريب، وضع الشخص في نطاق التدريب العملي والمكان الذي يمكنه من اكتساب الخبرة والانخراط في العمل بشكل انسيابي، ليتمكن من الحفاظ على الوظيفة، فبعض أنواع الإعاقات تمكن أصحابها من العمل في أماكن تتطلب التركيز، موضحة أن كل الأعمال التي تتطلب التكرار والتي تُعد بسيطة بالنسبة لهم، تأتي في مجال الضيافة، وتعتبر من الأعمال التي يعتادون القيام بها مع الوقت.

أما أولياء الأمور، فبحسب سمر عداسي، هم في سعي دائم إلى تقديم الأفضل لأبنائهم، ولذا غالباً ما يبحثون عن ثقافة التدريب، فالمدارس تستوعب الطلبة الذين يمكنهم الانخراط في النظام، لافتة إلى أنهم في المركز يعملون كحلقة وصل، لمنح الشخص الكفاءة والمهارة وكذلك التدريب المهني اللازم لمساعدته دخول مجال العمل.

ونوهت بأن فترة التدريب قد تمتد من سنتين إلى ثلاث، وهذا يعتمد على مستوى الطالب وكذلك تأهيله التعليمي، وأيضاً عمره.

وقالت إن النظرة تجاه هذه الفئة باتت تتبدل، ففي السابق كانوا يتركون في الخلف، ولكن اليوم هناك ثقافة عنوانها التقبل وتبرز من خلال الانخراط والإثبات بأن المهارة هي التي تتفوق على التمييز.

لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.


تجاوز نقاط الضعف

أكدت نائب مدير «منزل» سمر عداسي، أنهم يوفرون للمؤسسات التي يتعاملون معها، البيئة التي تضمن انخراط الملتحقين بالبرنامج كي يستوعبه الفريق المحيط به، وكذلك لتجاوز نقاط ضعفه، مع الإشارة إلى أن قوانين الإمارات داعمة جداً للمواهب، وتسعى إلى إبرازها على تنوعها.

النظرة تجاه الفئة تتبدل، ففي السابق كانوا يتركون في الخلف، ولكن اليوم هناك ثقافة عنوانها التقبل.

• التدريب المهني ينظر في ثلاثة عوامل، وهي التنوّع، والعدالة، والمشاركة.

تحسين نواه:

«سعيدة بالانضمام إلى البرنامج وتعلم مهارات تمكنني من العمل في المستقبل، إذ أطمح للحصول على وظيفة تمكنني من الاستقلالية المالية».

آندي كوثبيرت:

«لدينا اليوم موظف بدوام ثابت يعمل ضمن فريق عملنا في الفندق.. وينبغي توفير كل التسهيلات التي تؤمن لهذه الفئة الاندماج في المجتمع».

سمر عداسي:

«نمنح الفرصة لجميع الملتحقين بالتدريب لاكتساب المهارات للحصول على فرص العمل المستدامة، وهذا لا يقتصر على قطاع الضيافة».

تويتر