«زيرمات».. سياحة بمفاهيم البيئة والاستدامة

تقدم مدينة زيرمات السويسرية نموذجاً حياً وفريداً لمفهوم السياحة البيئية المستدامة، فمنذ اللحظة التي يصلها الزائر سيشعر بأنه انتقل إلى مكان مختلف كلياً عما يعرفة عن المدن.

الشعور بأنك ستقضي إجازتك في مدينة لا توجد فيها سيارات لابد أن يمنحك شعوراً فريداً، وسيكون عليك عملياً التجوال مشياً بين شوارع هذه المدينة، أو استخدام العربات التي تجرها الخيول، أو طلب مساعدة سيارات أجرة تعمل بالطاقة الكهربائية حصراً.

فكرة تخصيص مساحة سياحية بين الجبال والمناظر الساحرة تُراعى فيها القضايا البيئية بدءاً من أساليب البناء التقليدية وصولاً إلى منع السيارات، تسهم في استقطاب الآلاف من السياح والباحثين عن الراحة والانفصال ولو لأيام عن الحياة الصاخبة التي اعتادوا عليها.

موقع فريد

تقع زيرمات في جنوب سويسرا وتحديداً على الحدود الإيطالية على ارتفاع 1620 متراً، وتشتهر هذه المدينة بجبلها الشهير عالمياً «ماترهورن»، الذي يقع على ارتفاع 4478 متراً، وتشير كثير من المصادر إلى أنه الجبل الأكثر شهرة وتصويراً في العالم، نظراً إلى شكله الفريد والثلوج التي تكسوه صيفاً وشتاءً. وإن كانت هذه المدينة مقصداً سياحياً بارزاً في أشهر الصيف، نظراً إلى برودة الطقس فيها، إلا أنها أيضاً تصنّف عاصمة لرياضة التزلج، لأن منطقة التزلج تحتوي على 63 سكة حديدية، و360 كيلومتراً من ممرات التزلج على الجليد.

يقطن المدينة أكثر من 5000 شخص، وخلال التجوال في شوارعها لابد أن تشعر وكأنك تسير فى معرض غني بالمناظر الطبيعية الساحرة، فعندما تتحرك راكباً قطاراً على خطوط السكك الحديدية من المحطة الرئيسة قاصداً قمة الجبل عبوراً بالأنفاق والجسور المذهلة، والغابات، والوديان والبحيرات الجبلية، ستدرك ذلك الجمال والإبداع الإلهي، الذي لا يضاهيه أي جمال أو إبداع. وعلى الرغم من أن مدينة زيرمات صغيرة نسبياً ولا تشبه المدن السويسرية الكبيرة، فإنها توفر لزائريها عدداً كبيراً من التجارب والأنشطة المميزة منها:

قمة «ماترهورن»

يمتد هذا الجبل الساحر على طول الحدود السويسرية مع إيطاليا، وترتفع قمته 4478 متراً، وتصنّف خامس أعلى قمة في سلسلة جبال الألب، ويمكن بلوغ القمة في وقت قياسي وهو 40 دقيقة، وذلك بفضل «التلفريك»، الذي يوفر رحلة على درجة كبيرة من الجمال.

متحف «ماترهورن»

توفر زيارة هذا المتحف الفريد الذي يتوسط مدينة زيرمات متعة، من خلال فعاليات مثيرة وسماعك للقصص الخيالية للسكان، والتاريخ المدهش للمدينة، من غرف سرية، وأكواخ ذات أشكال مختلفة، وأصوات الرياح المخيفة.

يقع المتحف تحت الأرض ويقدم جولة افتراضية 360 درجة تظهر الأكواخ القديمة، والأواني التاريخية، والنباتات والحيوانات، وكانت تجربة الصعود الأول لجبل «ماترهورن» في عام 1865، والذي انتهى بشكل مأساوي.

«قصر الجليد»

توفر هذه الشبكة الفريدة من مغاور الجليد الطبيعية وسط الجبل رحلة مدهشة في إبداع التصميم، ودقة التنفيذ، كما أن رحلة مثل هذه تزيد لمجربيها رهبة استكشاف هذا المكان، الذي يبدو وكأنه سلسلة من الممرات اللانهائية في أعماق الأرض.

«مهرجان الفولكلور»

يمثل مهرجان الفلكلور المحلي، الذي يقام سنوياً في شهر أغسطس، نقطة استقطاب كبيرة للسياح إلى مدينة زيرمات، ويُعدّ من أكبر وأشهر مهرجانات المدينة التي تأخذ الزوار إلى الحياة التقليدية القديمة، حيث يرتدي السكان والزوار الملابس التقليدية، ويعزفون المقطوعات الموسيقية، ويرقصون الرقصات الشعبية مروراً بشوارع المدينة.

«استعراض الماعز»

على مقربة بجوار محطة القطارات الرئيسة، يصطف السياح لمشاهدة قطيع من ماعز (البلاكنيك) الشهير، الذي يعتبر من رموز المنطقة، وهذا الاستعراض يقام لمدة ستة أسابيع في أشهر الصيف حصرياً من الساعة التاسعة صباحاً إلى الخامسة مساءً، من بداية يوليو إلى منتصف أغسطس.

قمة «جورنيرجارت»

يتم الصعود إلى هذه القمة التي يبلغ ارتفاعها 3089 متراً بالقطار المسنن، عبر أقدم سكة حديدية كهربائية في سويسرا، ويستغرق الصعود نصف ساعة تقريباً، ويمكن فتح نوافذ القطار لمن أراد التصوير والاستمتاع بمنظر بانورامي من القمة لـ29 قمة أخرى قريبة، منها قمة جبل الماترهورن، وبعض الأنهار الجليدية، منها نهر غورنيرلاسيه الجليدي، الذي يعتبر ثاني أكبر نهر جليدي.

«خوانق وادي غورنر»

تعتبرهذه المنطقة إحدى الوجهات السياحية الشعبية المثيرة للإعجاب، وتتميز «خوانق غورنر» بعالم فريد من التشكيلات الصخرية المختلفة، التي يتجول بينها الزائر مشياً بين الصخور ذات الأشكال الغريبة والمدهشة وفي بعض الأحيان المخيفة.

• في اللحظة التي يصلها الزائر يشعر بأنه انتقل إلى مكان مختلف كلياً عما يعرفه عن المدن.

الأكثر مشاركة