كشف للمرة الأولى عن محاولة اغتياله في العام 1994

«عادل إمام.. ذاكرة مصرية».. شريط حياة حافلة

صورة

كشف العمل الوثائقي «عادل إمام... ذاكرة مصرية»، للمرة الأولى، عن تفاصيل العملية التي قادها «محمد كروم» العضو في إحدى الجماعات الإرهابية المتطرفة، وتكليفه باغتيال الممثل المصري عادل إمام في العام 1994 بعد تقديم فيلم «الإرهابي» الذي استفز تلك الجماعات في تلك الفترة، حيث تمت مراقبة مسرح الهرم، وكانت الخطة تقضي بتصفيته أثناء دخوله لتقديم مسرحية «الزعيم»، لكن الحراسة التي كان يتمتع بها الفنان حالت دون تنفيذ العملية. فيما كشف المكلف بها، عن تلقيه، أثناء إحدى زياراته المتكررة لوالده الذي كان أحد قادة التنظيم، أوامر من قبل القيادي الإرهابي «عبود الزمر» بتصفية عادل إمام، الذي لم يعلم بتفاصيل هذه المحاولة، بحسب تأكيد الإرهابي السابق محمد كروم، وماهر فرغلي، المتخصص في الجماعات الإرهابية. في الوقت الذي ضم العمل الوثائقي شهادات لكل من الكاتب الصحافي ووزير الثقافة السابق، حلمي النمنم، والمفكر مصطفى الفقي السكرتير السابق للرئيس حسني مبارك، والفنان التشكيلي فاروق حسني وزير الثقافة السابق، والكاتب والمنتج السينمائي، عماد الدين أديب، والكاتب الروائي عمار علي حسن، والناقدة الفنية ماجدة موريس، وكاتب السيناريو وحيد حامد، والمؤلف والملحن الموسيقي مودي الإمام.

ذاكرة مصرية

واستعرض العمل الوثائقي، الذي بث على قناة العربية الإخبارية أخيراً، أهم المحطات الإنسانية والمهنية في حياة عادل إمام، بداية من ميلاده في العام 1940، في حي السيدة زينب بالقاهرة خلال العهد الملكي في مصر، واستهلاله مسيرته الفنية في المسرح، في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، في العام 1962، ومن ثم، حين ذاع صيته في حقبة الرئيس الراحل أنور السادات وتربعه منفرداً على قمة الساحة الفنية في عهد الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، بعد مسيرة فنية طويلة وحافلة بالإنجازات استمرت لما يزيد على 60 عاماً وكانت الأكثر تأثيراً بين فناني مصر والعالم العربي.

كما توقف العمل الوثائقي عند العام 1974، الذي شهد أولى بطولات «الزعيم» المطلقة، من خلال تقديمه لشخصية «بهجت الأباصيري» في مسرحية «مدرسة المشاغبين»، في الوقت الذي أخذت الأعمال الفنية ذات الطابع السياسي حيزاً مهماً في تجربته الفنية الناجحة لتعكس جانباً من رؤيته السياسية ومواقفه من الواقع.

ضد الإرهاب

وحول الموضوعات السياسية التي تناولتها أعماله، لفت الوثائقي، إلى الحضور القوي للدراما الوطنية في أعمال مثل «دموع في عيون وقحة» في العام 1980، فيما حمل فيلم «احنا بتوع الأوتوبيس» في العام 1979، انتقادات مباشرة لسياسات الرئيس جمال عبدالناصر، رغم أنه أنتج أثناء حكم الرئيس أنور السادات، في الوقت الذي شكلت زيارته لمدينة أسيوط في العام 1998، نقطة فارقة في مشواره الفني ضد الإرهاب، وذلك، بعد إصراره على عرض مسرحيته «الواد سيد الشغال» دعماً للفرقة المسرحية التي تعرض بعض أفرادها للقتل قبيل تقديم عرضهم المسرحي.

من جهة أخرى، شهدت فترة التسعينات والألفية الجديدة، بعض أهم وأبرز أعمال عادل إمام التي تصدت للتطرف وهاجمت الجماعات الإرهابية والإسلام السياسي من بوابة أفلام مثل: الإرهابي و الإرهاب والكباب وطيور الظلام، حيث نجح النجم في التأثير في ملايين المشاهدين وإيصال رسائله المناهضة للجماعات المتطرفة، ما جعله في مرمى هذه الجماعات وعلى رأس قوائم شخصياتها المستهدفة بداية من العام 1992، تاريخ استهداف رجال الفكر والثقافة، بعد عملية اغتيال الكاتب فرج فودة الذي ربطته علاقة صداقة وزمالة وثيقة بعادل إمام منذ أن كانا يدرسان الزراعة في جامعة القاهرة.

مهام متعددة

على صعيد متصل، أشار العمل الوثائقي إلى أنشطة الممثل المصري في مختلف أنحاء العالم العربي، بداية من العام 2000، بعد تعيينه سفيراً للنوايا الحسنة وتعزيزه جهود الأمم المتحدة الرامية لتحسين ظروف اللاجئين وقيامه بالتالي، بزيارات عدة لمخيمات اللاجئين في سورية والأردن واليمن، وتفاعله من جهة أخرى، مع قضايا عربية راهنة من بينها إدانة مجزرة قانا في العام 2006، ورفض الغزو الأميركي للعراق، في مارس 2003، والدفاع عن القضية الفلسطينية التي تناولها في فيلم «السفارة في العمارة» و«فرقة ناجي عطا الله»، وصولاً إلى تجربته مع النجم العالمي عمر الشريف في فيلم «حسن ومرقص» التي تصدى من خلالها لتنامي أحداث الفتنة الطائفية في مصر.


بالأرقام

جسد عادل إمام شخصية البطل الفقير في أفلامه 38 مرة، وابن الطبقة المتوسطة 23 مرة، وقام بدور الثري 14 مرة، كما تعاون مع نخبة واسعة من الكتاب والمخرجين والفنانين، ليشكل ثنائيات وثلاثيات فنية لا تنسى، أبرزها مع الكاتب وحيد حامد، والمخرج شريف عرفة، والكاتب يوسف معاطي، فيما كانت الفنانة يسرا أبرز من سجل حضوره في مسيرة الزعيم، عبر 17 عملاً مشتركاً معه.

أوسمة وتكريمات

حاز عادل إمام على العديد من الأوسمة داخل وخارج مصر، وكان يستقبل عربياً كالزعماء، مثلما حدث في زيارته الأخيرة لتونس في العام 2016، وتكريمه من قبل الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، بالوسام الوطني للاستحقاق في قطاع الثقافة من الصنف الأول، وذلك، اعترافاً بمنزلته الفريدة على الساحة الثقافية والفنية العربية وتكريساً لمسيرته الحافلة بالعطاء والإبداع.

أخذت الأعمال الفنية ذات الطابع السياسي حيزاً مهماً من تجربته الفنية لتعكس جانباً من رؤيته السياسية ومواقفه من الواقع.

العملية ضد إمام قادها «محمد كروم» عضو إحدى الجماعات الإرهابية، بعد تقديم فيلم «الإرهابي» وكانت تقضي بتصفيته أثناء دخوله لتقديم مسرحية «الزعيم».

تويتر