شقيقان في البيت وشريكان في نشر الضحك

الإماراتيان سعد وخالد عبدالله.. كوميديا محلية تحترم عقل المشاهد

صورة

إطلالة كوميدية فريدة يكرسها اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي، «دويتو» الضحك الأبرز، الشقيقان الإماراتيان سعد وخالد عبدالله اللذان نجحا خلال وقت قصير، في جذب اهتمام الجمهور ودخول «مغامرة الابتسامة» من الباب الكبير، مجسدين حالة خاصة جداً من «الكاريزما» الفارقة في طرح «كوميديا سوداء» تراهن على «الترفيه» الهادف، وعلى احترام عقل المشاهد المحلي والعربي.

كوميديا سوداء

في تجربة الكوميديين والمؤثرين الاجتماعيين اللذين اقتحما - بنجاح - مجال صناعة الابتسامة على وسائل التواصل الاجتماعي، ينحاز الشقيقان سعد عبدالله وخالد عبدالله، بقوة، إلى اعتبار نفسيهما ممثلين قبل كل شيء ومن ثم كوميديين، إذ قال سعد عبدالله لـ«الإمارات اليوم»: «أنا قبل كل شيء ممثل (كوميديا سوداء) يعتمد على نمط رسائل وسيناريوهات مصورة، ورسائل بمضامين مغايرة».

أما خطوة الانحياز إلى كوميديا النقد لدفع الناس للضحك، وما يتضمنه هذا الاختيار من رسائل هادفة يقصدان إيصالها للناس، فأكد الشقيق سعد قائلاً: «قد نكون غيّرنا أحياناً أو بالأحرى تجاوزنا فكرة النقد بمفهومه الحصري في تجربتنا في الإعلام الاجتماعي، باعتبار تحفيزنا أحياناً لكثير من الظواهر الاجتماعية الواقعية التي نطرحها، وعدم تصيدنا لانتقاد الظواهر السلبية فحسب».

موهبة وشغف

وفي وصف تجربة البدايات، قال سعد عبدالله: «دخلت مجال التمثيل منذ عام 2007 من بوابة عدد من الأدوار الثانوية البسيطة في الدراما، في الوقت الذي عشقت فيه قبل هذا الشغف، تجارب تصوير الفيديوهات والكوادر، فكنت أعمد منذ سن 14 عاماً - حتى قبل ظهور الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي - إلى ابتكار وتمثيل وتصوير عدد من الاسكتشات مع أخي خالد وتعديلها بالهاتف الصغير للاحتفاظ بها لاحقاً في أرشيفنا الفني النفيس في البيت. وكانت وقتها مجرد محاولات عفوية لتمثيل مواقف مستوحاة من الحياة، لا علاقة لها بأي خطط مستقبلية لاقتحام مجال التمثيل في يوم من الأيام، خصوصاً مجال الكوميديا».

تجارب فارقة

وحول الخطوة المهنية الفارقة في مسيرة الشقيقين، وقرار امتهان التمثيل، أكد سعد أن تجربة نجومية بعض المشاهير على الفضاء الاجتماعي، لا تعكس في أغلب الأحيان قصص فرح دائم وإنما قصص أزمات، مستشهداً بتجربته الشخصية مع الكوميديا، حيث قال: «في 2017 مررت بعراقيل وضغوط مهنية، اجتماعية ومادية عدة، دفعتني إلى تجاوزها وترجمتها إلى نجاحات من خلال نشر الضحك، ولا أخفي أن البداية كانت محفوفة بالتحديات وتتطلب جهداً وصبراً وعملاً مضاعفاً على العمليات الفنية المتعلقة بالمونتاج وتعديل الصوت، وإصلاح المقاطع، وغيرها من التفاصيل الأخرى الإدارية التي استثمرت فيها خلفياتي الأكاديمية في مجالات مثل إدارة الأعمال، وتقنية المعلومات، والموارد البشرية والمحاسبة لتجاوز الصعوبات»، مضيفاً: «مع مرور الوقت وإصرارنا على تحقيق أهدافنا ومضافرة الجهود لاستنباط مواضيع أفكار خلاقة، وتجاوز الأخطاء والمطبّات، تمكننا من تثبيت تجربتنا وتكريس حضور مغاير في الكوميديا، وصولاً إلى إنشاء شركة إنتاج خاصة تضم طاقم عمل محدوداً يتشارك معنا جهود تقديم أعمال ترضي ذائقة الجمهور».

توليفة استثنائية

توليفة فريدة وشراكة استثنائية جمعت الشقيقين سعد وخالد عبدالله على «صناعة الضحك» الهادف على «السوشيال ميديا»، وصفها خالد بالقول: «إلى جانب الضحك والكوميديا، تجمعني مع شقيقي سعد شراكة أصيلة في جميع المجالات، تعود جذورها إلى طفولتنا المبكرة التي اقتسمنا فيها بيئة واحدة وحزمة من اللحظات والمواقف الجميلة والصعبة وحتى تجارب الأزمات، وصولاً إلى مغامرة الفن الذي تقاسمنا فيه مبكراً (كاريزما مشتركة) وتناغماً غير مسبوق، لتتوالى التجارب المشتركة التي من أبرزها تجربة برنامجنا التلفزيوني المشترك على اليوتيوب (خذلك شاور) الذي حقق نجاحاً وانتشاراً لافتين آنذاك، وكان تحدياً كبيراً تجاوزناه باقتدار»، لافتاً إلى تجربة (الاسكتشات الكوميدية) التي يقدمانها معاً على المنصات الافتراضية، وحرصهما على استكمالها والحفاظ على رسائلها الهادفة التي ترفع وعي الجمهور ولا تخدش الحياء.

مدارس الحياة

مواقف اجتماعية وإنسانية عدة تصلح للصياغة الفنية، نجحت عيون الأخوين سعد وخالد عبدالله في التقاطها من حياة الشارع والعائلة والرفاق والناس، لترجمتها رؤية بصرية ناطقة بالمعنى، إذ أكد الأخوان أنه «كلما كانت دائرة التفاعل مع المجتمع واللقاءات مع العائلة والأصدقاء أوسع، كلما توسع نطاق الأفكار وكثرت المواضيع الصالحة للطرح، الأمر الذي يدفعنا أحياناً كثيرة - حين نشعر باستنفاد رصيدنا من الأفكار - إلى المشاركة في مجالس الشباب والتفاعل معهم، والاستماع إلى قصصهم المتنوعة لإثراء خيالنا الإبداعي، في الوقت الذي توفر لنا تجربة قصص أصدقاء الوالد الذين تعرفوا على تجربتنا في الكوميديا، ذخيرة مهمة من المواضيع والطروحات الصالحة للتناول الفني والصياغة المرئية».

سعد عبدالله:

«أنا قبل كل شيء ممثل، وبدأت التصوير مع خالد منذ سن الـ14 عاماً قبل ظهور الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي».

خالد عبدالله:

«إلى جانب الكوميديا، تجمعني وشقيقي سعد شراكة أصيلة تعود إلى طفولتنا المبكرة التي اقتسمنا فيها بيئة واحدة ولحظات جميلة وصعبة».


 

شريكان في السينما

تحمس الممثل الإماراتي سعد عبدالله لوصف تجربته الفاعلة في الإنتاج السينمائي وفي التمثيل الذي دخله من خلال بطولة فيلم رعب أجنبي وأفلام «خلك شنب 1»، و«خلك شنب 2»، و«سوشيال مان»، مؤكداً أنه رغم تنوع تجاربه التي تشارك بعضها مع شقيقه خالد عبدالله، فإنه لم يبرز إلى حد اليوم، كل طاقاته الفنية والأدائية كممثل، ويترقب السيناريو المتميز والشخص المناسب الذي يحسن استثمار «الكاريزما» التي يمتلكها، في قصة فريدة ومغايرة بكل المقاييس، في الوقت الذي يُتوقع فيه أن تجمع الشقيقان قريباً، تجربة سينمائية هادفة احتفظا بتفاصيلها إلى وقت لاحق.

تويتر