عبدالرحمن المعمري.. قفز حر وتزلج بـ «الغترة والكندورة»

ليست الإنجازات والمراكز الأولى التي حققها المغامر عبدالرحمن المعمري، في القفز الحر هي الوحيدة التي تميزه، إذ أضاف إليها لمسته الخاصة وعشقه للهوية الإماراتية، حين قام بها وهو مرتدياً الكندورة والغترة، ليرفع راية وطنه وعشقه لتقاليدها.

تحمل مغامرات المعمري، ومنها القفز الحر، والتزلج بالكندورة كثيراً من التحديات، تمكن من التغلب عليها بالإصرار، وبكثير من التدريب، وبدأ في دخول عالم ركوب الأمواج، ليضيفها إلى الهوايات والمغامرات التي سيقدمها مستقبلاً بالكندورة.

عالم الطيران

تحدث عبدالرحمن المعمري عن بداياته في عالم القفز الحر، لـ«الإمارات اليوم»، قائلاً: «كنت مولعاً بعالم الطيران بكل أشكاله، ولكن لظروف خاصة لم أتمكن من دراسة الطيران، ودخلت بعدها عالم القفز الحر، وكانت هذه الرياضة جديدة في الدولة، وحينها رأيت سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسّسة دبي للمستقبل، ودخوله المجال هو الذي منحني التشجيع الكبير». وأضاف المعمري: «في بدايات التمرينات شجعني رئيس مجلس إدارة اتحاد الرياضات الجوية نصر النيادي، على تكوين فريق إماراتي، وتطور الفريق مع مرور السنوات، بسبب المواهب الحقيقية، والدعم الذي وجدناه».

يقفز المعمري بالكندورة، كما أنه يرتدي الزي الإماراتي خلال التزلج، واعتبر أن حفاظه على اللباس الوطني في هذه المغامرات يأتي من منطلق اعتزازه بالهوية الإماراتية، مع التشديد على أنه لا يقوم بممارسة أي نوع من هذه الرياضات التي يحبها بالزي الوطني، إلا بعد الخضوع للتدريبات بشكل جيد، فهو يسعى دائماً إلى إبراز ملامح الإمارات على نحو خاص، وبشكل مشرّف.

لم ينفِ المعمري وجود كثير من التحديات للقفز بالكندورة، مشيراً إلى أنه تدرب كثيراً على القفز بالكندورة، أما الغترة فقد قام بتثبيتها فوق الخوذة، في حين أن رياضة التزلج قدمها وهو يرتدي ملابس التزلج تحت الكندورة، ليتجنب أن يتعرض لأي خطر صحي، إذ تبقى معايير السلامة هي الأهم قبل القيام بأي مغامرة.

بطولات

حقق المعمري مجموعة من البطولات والإنجازات في مجال القفز الحر، وأشار إلى أنه شارك في بطولات عالمية، وحقق المراكز الأولى في العديد منها، وذلك في فترة زمنية قياسية على تكوين الفريق الإماراتي، ومن بين هذه الإنجازات، دخول غينيس للأرقام القياسية بالقفز مع أكبر علم في العالم، وذلك بمناسبة اليوم الوطني لدولة الإمارات، فضلاً عن مجموعة من الإنجازات الأخرى. ولفت إلى أن عدد القفزات التي حققها إلى اليوم وصل إلى ما يقارب 5500 قفزة، ولكنه مازال يرى أن هذا الرقم بسيط، ولديه المزيد من الطموحات. أما التزلج فهو من الهوايات التي بدأها في عام 2013، مشيراً إلى أنه بدأ بالتزلج العادي، ومن ثم التزلج اللوحي، ونوه بأنه قام بالتزلج مع العلم الإماراتي في تركيا، كما أنه قدّمها في بلغاريا، كما اختبر التزلج في القطب الشمالي وفي فرنسا.

«أدرينالين»

تحمل هذه المغامرات الكثير من المتعة، وأكد المعمري أنها تعتبر من المغامرات التي تمنح السعادة، إذ ترفع الأدرينالين كثيراً، ولهذا يشجع الناس على القيام بهذه المغامرات التي يمكن من خلالها استثمار الوقت بما هو ممتع ومفيد، موضحاً أنه من الممكن تعلم كل ما هو جديد في أي وقت.

وحول الخطورة التي تحملها المغامرات، أوضح المغامر الإماراتي بأنه لا يوجد نوع من المغامرات لا يحمل نوعاً من الخطورة، ولكن إذا ما تمت مقارنة الإصابات الناجمة عن القفز من الجو بإصابات حوادث السير، فسيتضح أن الحوادث المرورية أرقامها أعلى، فالمظلات تحمل الكثير من معايير الأمان، لأنه حين يحدث أي عطل للمظلة الأولى يملك اللاعب مظلة ثانية يستعين بها. وشدد على أن أهم ما يجب كسره مع هذا النوع من الرياضة هو الخوف، لأن الجميع يجهل كمية السعادة والإيجابية التي يمكنهم الحصول عليها بسبب سيطرة الخوف.

تغيير الشخصية

وتعمل هذه المغامرات على تغيير الشخصية، ورأى المعمري أنه هذه المغامرات رفعت من شغفه في تعلم كل ما هو جديد، فضلاً عن تعلم معنى روح الفريق والعمل ضمن المجموعة والجو الإيجابي الذي تحمله، وهذا يترك أثره المباشر في الشخصية. وأشار إلى أن النجاح في رياضة القفز الحر على وجه الخصوص يتطلب الإيمان الحقيقي بالفريق، لأن جميع أعضاء الفريق يتمرنون لساعات، والجميع مطالبون بإنجاز وطني وليس شخصياً، وهذا ما يجعلها من الرياضات المحملة بكثير من المسؤولية، فهي ألعاب تقوم على التناغم بين أعضاء الفريق. وأضاف أنه في نادي القفز الحر يتعلم المرء الصبر قبل الرياضة، وروح الفريق قبل تطبيق التمارين، لأن عدم التفاهم بين أعضاء الفريق على الأرض لا يمكن تحقيقه في الجو، ولهذا لا يمكن لأناني الطبع أن ينجح فيها.

• 5500 قفزة حرة.

عبدالرحمن المعمري:

• «هذه المغامرات رفعت من شغفي في تعلم كل ما هو جديد، وتعلم معنى روح الفريق والجو الإيجابي».

• «أسعى دائماً إلى إبراز ملامح الإمارات على نحو خاص وبشكل مشرّف».

ركوب الأمواج

من المغامرات والهوايات الجديدة التي يعمل المعمري اليوم على إضافتها إلى القفز الحر والتزلج والتخييم، هي ركوب الأمواج.

ولفت إلى أنه مازال في المراحل الأولى من التدريب على هذه الرياضة التي تتطلب التوازن، وتحمّل الكثير من المتعة في آن. وشدد على أنه سيكون حريصاً على تقديمها بالزي الإماراتي، ولكن بعد أن يتمكن من ممارسة هذه الرياضة، وإيجاد الطرق الآمنة لتقديمها، موضحاً أن أي رياضة جديدة يتعلمها لا تلغي ما قبلها، بل على العكس تزيد من إصراره على خوض مغامرات جديدة.

الأكثر مشاركة