أكد عزمه مواصلة «مشوار الضحك» رغم التحديات
عبدالله الأنصاري: «خفّة الدم» وحدها لا تكفي لاحتراف الكوميديا
تجارب ناجحة، قدمها ولايزال، الإماراتي عبدالله الأنصاري، الذي دخل «الستاند أب كوميدي» بمحض مصادفة، ليكرس حضوره في مجال «الكوميديا عالواقف»، مستثمراً موهبته في هذا الفن الذي أتقن تفاصيله، ليجمعه بتجاربه في تقديم عروض فنية مشتركة مع الدمى الخاصة بها، كاشفاً نيته تحدي واقع هذا الفن المكافح من أجل طرح نفسه في الإمارات، والإسهام في الارتقاء به إلى آفاق هادفة يقترب فيها أكثر من اهتمامات الجمهور ومشاغله.
وفي مستهل حواره مع «الإمارات اليوم» قال الأنصاري الذي يرى أن الموهبة وحدها لا تكفي لاحتراف هذا الفن الجميل: «انطلقت في (الستاند أب كوميدي) منذ ما يقرب من 11 عاماً، وقدمت عروضاً عدة، من المدرسة إلى الجامعة، محققاً قبولاً لافتاً من الجمهور، لما مثلته تجربتي الكوميدية من فرادة، سواء في طرح مختلف الموضوعات، أو في الرؤية البصرية المغايرة التي قدمتها وقادتها آنذاك حواراتي الكوميدية الطريفة مع شخصيتي (جاسم) و(أبوجليل)».
ورغم نجاح الانطلاقة مع الدمية جاسم، التي كرسها الأنصاري في بداياته، مستثمراً موهبته في تكنيك ventriloquism أو ما يسمى «الكلام الباطني» دون تحريك الشفاه على لسان الدمية وحواراته الطريفة معها، إلا أنه أشار إلى افتقار تجربته آنذاك للنص الكوميدي الثري، الذي يعد ركيزة العرض ونقطة الجذب الأهم للجمهور، وذلك على الرغم من محاولاته الشخصية وقتها لصياغة نصوص لم يعتبرها «مدروسة»، ما دفعه في 2017 للتفكير في خوض تجربة تعلم فنون الكوميديا ودخول مدرسة «دوبوميدي» في دبي، المدرسة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، التي انصهر من خلالها بجدية في مجتمع «الستاند أب كوميدي»، ليتعلم مبادئ الكوميديا المسرحية والسيناريو، وكتابة المحتوى والفنون المتنوعة ويجهز بالتالي نفسه نحو تحديات المستقبل.
وأضاف الشاب الإماراتي: «كانت تجربة دخول (دوبوميدي) نقلة نوعية بالنسبة لي، لأنها علمتني أساسيات هذا الفن، وطرق رصد الموضوعات المطروحة وإعدادها والتمهيد لها، ومن ثم كتابتها وحتى حدود المساحة المتاحة للكوميدي للارتجال على المسرح».
جذب الجمهور
وحول قيمة الموهبة و«خفة الدم الفطرية» في التأسيس للكوميدي الناجح والقادر على جذب اهتمام الجمهور والاستمرار في المجال، قال الأنصاري: «لا أتفق في الحقيقة مع هذا الأمر، فموضوع الظرف وخفة الروح قد يكون أساساً صلباً يمكن البناء عليه واستثماره لتأسيس كوميدي ناجح، وقد يكسبه أحياناً كثيرة، بعض الأفضلية مقارنة بغيره؛ إلا أن خطوة الاحتراف، تحتاج إلى حسّ كوميدي عالٍ، وتعلّم وتدريب مستمرين لإجادة أصول الكوميديا وصناعة الموقف، خصوصاً تعلم أساليب (الضحك المغاير) وتكريس بصمة متفردة كل مرة على المسرح».
وتحمس الأنصاري في وصف أول عروضه الجماهيرية الناجحة في «الستاند أب كوميدي»، موضحاً «كنت سعيد جداً في 2017، بعد اقتحام تجربة دوبوميدي، بنجاح أول عروضي الجماعية، وسعدت بردود أفعال الجمهور التي تجاوزت التوقعات آنذاك على عرض التخرج الذي قدمته في دبي، خلال ختام الورشة الفنية، مع مجموعة مكونة من تسعة كوميديين، من ضمنهم مجموعة (بالعربي استوديو) التي أنتمي إليها اليوم، وصولاً إلى تجربة عروض مهرجان دبي للكوميديا هذا العام».
حماسة
وعن تجربته في «الستاند أب كوميدي» التي اقتسم تفاصيل نجاحاتها، وكذلك عثراتها مع مجموعة «بالعربي استوديو»، أكد الأنصاري: «بعد تجربة التخرج، لم تتح لنا فرصة تقديم عروض كوميدية بسبب عدم توافر الفضاءات، فتوجهنا نحو المقاهي والمطاعم، مندفعين من جهة بالحماسة التي اكتسبناها من نجاح عرضنا الجماعي الأول، وبعشقنا لتجربتنا الفنية ودفاعنا على فكرة مواصلة (مشوار الضحك)، رغم التحديات. وأشيد في هذا الصدد بجهود زميلنا محمد بدر الكبيرة في دعم حضورنا على الساحة، وبحثه الدائم على الأماكن والفرص المتاحة لعرض تجربتنا على جمهور أوسع، ما دفعنا كفريق لمؤازرة هذا الجهد، وحفزني شخصياً على تنظيم ثلاثة عروض في 2018 بأبوظبي، وكانت كلها مجانية تحمّل فريقنا كل تكاليف الدعاية والإعلان عنها».
ورغم عثرات الطريق، شدد الأنصاري على تمسكه بشغفه وإصراره وزملائه في المسيرة على مواصلة مشوار الفن والضحك. وقال «بعد تجربة الجائحة الصعبة التي طالت تداعياتها الكثير من المجالات وصولاً إلى الفن، بدأت الساحة تنتعش ولمسنا بالتوازي معها، إقبالاً جماهيرياً متزايداً على عروض (الستاند أب كوميدي). في الوقت الذي توافر لكل منا المجال لتطوير تجاربه، ولم يعد نقيضي (جاسم كنتاكي) وحده، فلدينا اليوم رفاق درب جدد، أبرزهم العجوز (أبوجليل) الصريح وذو النظرة الناقدة للمجتمع».
عبدالله الأنصاري:
• «الساحة بدأت تنتعش، ولمسنا إقبالاً جماهيرياً متزايداً على عروض (الستاند أب كوميدي)».
• «تجربتي تتميز بالفرادة، سواء في طرح الموضوعات، أو في الرؤية البصرية المغايرة».
رفيقا الدرب
أكد الفنان عبدالله الأنصاري نضج تجربته الفنية مع مرور الوقت، واختلاف تناولاتها، وتركيزه الحالي على نكات مستوحاة من موضوعات راهنة تعكس اهتمامات الناس ومشاغلهم، يوكل رواية تفاصيلها كل مرة، لدميتي «جاسم» و«أبوجليل»، إذ باتت الشخصيتان من أهم ركائز عروضه الكوميدية ونجاحها، لما توفره له من مساحة أكبر للتعبير عن مختلف الموضوعات، معرباً عن أمله مستقبلاً في أن تتوافر له فرص أهم، لتقديم عروض كوميدية فردية حافلة بالرسائل الهادفة، مع أكثر من دمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news