النعيمي يحلّق مع شغفه بـ «النادر»: هواية تربية الطيور علمتني الصبر

تُعدّ هواية تربية الطيور - خصوصاً طيور الزينة - من أقدم الهوايات التي تنتشر حول العالم، ورغم تغيّر أنماط وشكل الحياة، مازالت تجتذب العديد من الهواة، ومنهم محمد النعيمي، الذي ارتبط بتلك الهواية من الصغر، مشيراً إلى أنها علمته الكثير من الأشياء، ومن أهمها الصبر.

وأوضح النعيمي لـ«الإمارات اليوم»، أنه «بدأ ممارسة هواية تربية طيور الزينة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، بسبب شغفه وحبه للطيور بشكل عام والذي بدأ معه من الصغر»، لافتاً إلى أنه لم يتمكن من ممارسة هذه الهواية أو اقتناء الطيور وتربيتها نتيجة لانشغاله في الدراسة ثم العمل، في حين أتاحت جائحة «كورونا» وما صاحبها من إجراءات احترازية، من بينها البقاء في المنزل لفترات طويلة، الفرصة لممارسة هواياته ومنها النجارة وصناعة الأقفاص الخشبية في أوقات الفراغ، ما شجعه على الاتجاه أيضاً لهواية تربية الطيور والاستمتاع بشغفه القديم، وحبه للطبيعة وعالم الطيور.

تبادل خبرات

وأضاف النعيمي أن «هواية تربية طيور الزينة منتشرة بشكل جيد في دولة الإمارات، وفي الخليج العربي بشكل عام، وكثيرون من أصحابها يحرصون على التواصل في ما بينهم وتبادل الخبرات والمعلومات والنصائح»، منوهاً بأنه اكتسب خبرة واسعة في الفترة الأخيرة، بعد أن بدأ في ممارستها بفضل المعلومات والإرشادات التي حصل عليها من زملاء الهواية، إلى جانب التجارب والمواقف التي مر بها.

ووصف تربية طيور الزينة بالهواية المكلفة مالياً، ولكن هذا الأمر ينطبق على كثير من الهوايات الأخرى، وفي النهاية هذه الكلفة تصبح مقبولة أمام الشغف.

وعن أنواع الطيور التي تتم تربيتها، أوضح أن «هناك العديد منها، وفي مقدمتها الحمام الذي يضم بدوره فصائل وأنواعاً متعددة، ولكل منها مواصفات وسمات معينة وتحتاج إلى أسلوب خاص للإنتاج وفي التربية والعناية بها، كما أن هناك أنواعاً نادرة جداً من الحمام بسبب صعوبة وقلة إنتاجها، وهناك هواة لكل فصيلة يحرصون على اقتنائها والتخصص في تربيتها».

صعوبات

هذه الهواية رغم جمالها لا تخلو من صعوبات، حسب النعيمي، الذي أضاف: «بالنسبة لي سأتحدث عن فصيلة حمام الأوزبك الذي يعتبر الأفضل من وجهة نظري، وهو نوع من الحمام موطنه أوزبكستان ويتميز بمنقار صغير جداً وعيون واسعة وجفون كبيرة وريش كثيف في الأرجل وتاج أو عُرف على الرأس أمامي وخلفي. ورغم جمال هذا النوع، فإن هناك صعوبات في تربيته، ومن أهمها الصعوبة التي تواجه الفراخ من هذه الفصيلة في التفقيس من البيض دائماً نتيجة لصغر مناقيرها، كذلك يواجه الآباء صعوبة في الاهتمام بصغارها لنفس السبب، ما يتطلب تدخلاً واهتماماً من الشخص الذي يقوم على تربيتها دائماً».

وأكمل: «كذلك نقوم بالتغلب على صعوبة الإنتاج عن طريق الحضّان، وهو نوع آخر من الحمام يقوم بمهمة (تبني) الفراخ، ويمتاز الحضّان بمناقير كبيرة وبالحنان على الصغار، إذ يوضع بيض الطيور ذات المناقير الصغيرة لديها لتقوم بالاهتمام بهذه الفصيلة النادرة. كذلك هناك صعوبة متعلقة بارتفاع درجة الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة على الحمام، وللتغلب على هذه المشكلة تتم الاستعانة بالمكيفات والمراوح بشكل مستمر طول فتره الصيف، لتجنب الأمراض وتلف البيض وموت الفراخ قبل التفقيس».

• هواية منتشرة في الإمارات والخليج عموماً، وكثيرون من أصحابها يحرصون على تبادل الخبرات والنصائح.

محمد النعيمي:

• «تربية طيور الزينة مكلفة مالياً مثل كثير من الهوايات الأخرى، وفي النهاية هذه الكلفة تصبح مقبولة أمام الشغف».

• «حمام الأوزبك الأفضل من وجهة نظري.. ورغم جمال هذا النوع، فإن هناك صعوبات في تربيته».

أسعار ومعارض ونوادٍ

ذكر محمد النعيمي حول أسعار الحمام، أنها تختلف وفقاً للفصيلة، فلكل منها جمهور خاص بها ولا يعلم سوقها وأسعارها سواهم، مشيراً إلى أنه بعد جائحة «كورونا»، تم استحداث المزادات كوسيلة لبيع وشراء الطيور في معظم الدول الخليجية، لتصبح مباشرة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي (عن بُعد)، ويتم توصيل الطيور التي تباع بالاتفاق بين البائع والمشتري. كذلك تنظم معارض عدة في دول الخليج، تحظى بدعم جهات متعددة، يشارك فيها هواة اقتناء طيور الزينة، بما فيها العصافير والببغاوات والطيور المدرجة في ملاحق «اتفاقية سايتس»، وهناك أيضاً نوادٍ تضم عضويات رسمية لكل منها، ويكون لكل فصيلة رمز (حجل) يركب في رجل الطائر منذ الصغر.

الأكثر مشاركة