يتناول وجبة جديدة يومياً من كل دول العالم دون أن يغادر بلده!

منذ أيام كان الشغل الشاغل لكام برينسون هو تناول الأطعمة التقليدية للدول التي تبدأ بحرف "E" باللغة الانجليزية مثل استونيا وإريتريا ومصر و إثيوبيا وقبل ذلك تذوق بالفعل أطباقا من الدول التي تبدأ بحرف "C" مثل تشيلي وكوبا والكاميرون وكرواتيا، ويخطط برينسون لزيارة فنلندا وفيجي  وفرنسا من خلال تذوق أطباقهم الشهيرة.

ويحمل برينسون، الذي يعمل في التسويق في شركة تكنولوجيا في شيكاغو، المزيد من الأفكار الابداعية. فهو يريد تناول طبق واحد على الأقل من كل دولة على وجه الأرض بدون أن يغادر منطقة شيكاغو الكبرى.
 
وذكرت صحيفة شيكاغو تريبيون أنه منذ يناير الماضي، يقوم برينسون بنشر مقاطع فيديو له على تطبيق " تيك توك" وهو يتناول هذه الوجبات. ويستخدم وسم " هاشتاج" (@boredinchicago) ( بورد إن شيكاغو)، وعلى الرغم من التفكير في المسائل المتعلقة بالعمل والأخرى التي يجب أن يتعامل معها لتحقيق هدفه، فإنه ربما يكون الشخص الأقل مللا في المدينة.

واجتذبت مقاطع الفيديو، التي تم ترتبيها أبجديا حسب كل دولة، حيث بدأ الآن في نشر مقاطع للدول التي تبدأ بحرف "F" ، نحو 100 ألف مشاهدة لكل فيديو. وبدا أن المشروع الذي بدأ شخصيا أصبح بلا شك عاما.

ويقول برينسون" عندما قررت تناول طبقا كنديا، ذهبت لمطعم " دير مارجريت" في ميدان لينكولن، وشعر بعض المتابعين بالغضب وفقا لما ظهر في التعليقات". وأضاف" مطعم دير مارجريت يعد فرنسيا كنديا، ولكن مازال هناك أشخاص يقولون إنه لا يقدم طعاما كنديا أصيلا".

وأضاف أن هناك حربا دائرة الآن في قسم التعليقات بشأن ما إذا كانت السلطة التي تناولها مصدرها مقدونيا الشمالية أم بلغاريا. ويعود أصل سلطة " شوبسكا" لبلغاريا، كما أنها تتألف من ألوان العلم البلغاري، ولكن الكثير من الأشخاص في مقدونيا الشمالية، التي تتشارك الحدود مع بلغاريا، يعتبرون أن هذه السلطة طبقهم التقليدي أيضا.

ويظهر برينسون في مقطع فيديو وهو يتناول خبز " انجيرا" الاسفنجي الإثيوبي، وتشير التعليقات إلى أنه يعد أيضا طعاما تقليديا في إريتريا والسودان.

كما لا تخلو التعليقات على فيديوهات برينسون من أسئلة تبدو غير معقدة بشأن عدد الدول الموجودة في العالم.

ويشار إلى أن الأمم المتحدة تعترف بـ 193 دولة، بالإضافة إلى دولتين تحملان صفة " مراقب" وهما فلسطين ودولة الفاتيكان. ولكن ليس كل دولة أممية تعترف بالدولة الأممية الأخرى. ومن بين هذه الدول الـ193، لن تجد أي من تايوان وكوسوفو .كما تعد جرينلاند، التي تحظي باستقلال ذاتي، جزءا  من الدنمارك- لكن لا ترتبطان بعلاقة مثل علاقة بورتوريكو بالولايات المتحدة. وتعتبر اسكتلندا وويلز جزءا من المملكة المتحدة، لذلك ليستا مستقلتين. وبالفعل إذا قمنا بإحصاء عدد الدول من خلال الأعلام، سوف يكون لدينا 250 دولة.

ويلتزم برينسون نوعا ما بتعريف الأمم المتحدة للدولة، فهو يعترف بـ197 دولة، تشمل فلسطين وتايوان.

وتمثل السيادة مسألة شائكة، ولكن بالنسبة لطبق السلطة المثير للجدل بين بلغاريا ومقدونيا الشمالبة، فإن  الأمر بمثابة حقل ألغام.

وعندما بدأ برينسون تصوير هذه الفيديوهات، كان يريد فقط تناول الطعام الكندي أو الروماني. يشار إلى أن هناك حسابات أكبر على تطبيق تيك توك، ولكن إذا كانت صفحة "بورد إن شيكاغو" دولة بالنظر لمعدل مشاهدات الفيديوهات والأجواء المحيطة بمحتواها، فإنها سوف تكون مثل السويد، دولة متوسطة الحجم وسليمة النية.

ويقول برينسون إن زوجته ليست متحمسة مثله تجاه هذا المشروع. ويحظى برينسون وزوجته بفرصة كل يوم أربعاء للخروج لتناول الطعام في الخارج بعدما يصطحبان  كلبهما إلى مكان للرعاية النهارية. ويقول برينسون" الآن لا نتجادل بشأن أين سوف نتناول الطعام"، مضيفا إنه يتعين على زوجته الامساك بالكاميرا.

ومقارنة بالحسابات الأخرى على تيك توك، التي تقول إنها تكشف أسرار الطهي غير الاعتيادية في إلينوي، فإن فيديوهات برينسون يمكن أن تكون ذكية بشكل غير مألوف. وعندما لا يستطيع برينسون أن يجد مطعما مخصصا لطعام دولة، مثل إستونيا على سبيل المثال، يتوجه لمهرجان ينظمه مركز شيكاغو الاستوني في منطقة لايك كاونتي. وعندما يجد مطعما مصريا خالصا، يصعب العثور عليه، يقوم بتناول طبق من الملوخية، وهو نوع من الاكلات المصرية التقليدية، يتم تقديمه في مطعم سلام في منتزه الباني. ويقوم برينسون بتضمين أعلام وخرائط وملاحظات حول التنوع البيولوجي والترتيب الصحيح لتناول الاكلات الدنماركية، وعلى الرغم من أنه يتم تقديم عروض له لكي يتناول وجبات مجانية هذه الأيام، إلا أنه لا يقبل بذلك أبدأ.

ويقول برينسون "لقد انضممت لتيك توك خلال عام 2019" مضيفا" أعتقد إنني كنت أول شخص في شيكاغو يقوم بنشر مثل هذا النوع من المحتوي المتعلق بالطعام والمطاعم التي تقدم هذه الاكلات التقليدية".

وقال برينسون " كثير من أفكارنا بشأن الطعام، حسب اعتقادي، تتشكل من خلال ما يكرهه الأشخاص أو  كيف يكرهونه بشأن أطعمة الثقافات المختلفة" مضيفا" ولكن هناك سبب لانتقال هذه الأطباق، بالإضافة لنمو الأذواق وتغيرها. بجانب ذلك، لن أذهب أبدا إلى أفغانستان، ولكن بتصويري لهذه الفيديوهات، أقوم بعمل عرض تلخيصي لهذه الدولة".

وأضاف برينسون" في نهاية المطاف سوف أعمل على تناول وجبات من اليمن وزامبيا وزيمبابوي، ولكن من أين، لا أعلم بعد. هذه مسألة سوف أفكر فيها خلال عامين أو نحو ذلك ابتداء من الآن.

الأكثر مشاركة