المرأة الإماراتية تتألق في يومها.. بمزيد من النجاحات وجهود الاستدامة

يأتي يوم المرأة الإماراتية الذي يوافق 28 أغسطس، هذا العام محملاً بمزيد من النجاحات للمرأة الإماراتية، في ظل مشاركتها الفاعلة في جهود الدولة لاستقبال ممثلي دول العالم المشاركين لاستضافة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في نوفمبر المقبل، إلى جانب الدور المهم الذي تقوم به ابنة الإمارات في تحقيق أهداف الدولة في مجال الاستدامة ومواجهة التغير المناخي وصون البيئة ومصادر الطبيعة.

ويحمل يوم المرأة الإماراتية لعام 2023 شعار «نتشارك للغد»، وفق ما وجهت به سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، تماشياً مع شعار الدولة لعام 2023، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ليكون 2023 عاماً للاستدامة تحت شعار «اليوم للغد»، بهدف إبراز جهود الإمارات المحلية، ومساهمتها العالمية في معالجة تحديات الاستدامة عبر البحث عن حلول مبتكرة في مجالات الطاقة والتغير المناخي. حيث أعربت سمو الشيخة فاطمة عن اعتزازها بالدور البارز الذي تقوم به المرأة في هذا القطاع. وأضافت: «في خضم استعداداتنا لاستضافة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في نوفمبر المقبل، نرحب بخوض تحدياتنا المعاصرة التي نعيشها مع العالم، خصوصاً في ملف تغير المناخ، بكوادرنا النسائية المتميزة التي تشكل ثلثي الفريق القيادي للمؤتمر، وأكثر من 50% من الفريق الإداري، لنقدم للعالم نهجنا المستدام في تقدير كفاءة وتميز وإبداعات بنات الإمارات الغاليات».

إرث زايد

ويشهد مجال البيئة والتغير المناخي والاستعدادات لاستضافة «كوب 28» مشاركة نسائية قوية في مختلف التخصصات المرتبطة بهذا القطاع، وحضوراً قوياً لقيادات إماراتية استطاعت أن تلفت أنظار العالم بتمثيلها المشرف للوطن، ومنها الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي، والتي سبق وتم الإعلان عن انضمامها للمجلس الاستشاري لمركز المفاوضات متعددة الأطراف خلال مؤتمر الأطراف لتغير المناخ «كوب 28»، لخبرتها الواسعة في الحلول المستدامة وقيادة العمل المناخي الذي من شأنه أن يعزّز جهود مركز المفاوضات متعددة الأطراف في الشرق الأوسط.

كذلك اختيرت الشيخة شما عضواً في مجلس المركز الدولي لبحوث المرأة (ICRW). وأوضحت الشيخة شما في تصريح سابق لها تأثرها بنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائم على الاهتمام بالاستدامة، مضيفة: «حظيت بوجود مرشدين عظماء ونماذج أحتذي بها طوال حياتي، وهم من غرسوا وشاركوني هذه النظرة والمبدأ، وقد قال القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه (إننا نولي البيئة جل اهتمامنا لأنها جزء من بلادنا وتاريخنا وتراثنا)، فلقد عاش آباؤنا وأجدادنا على هذه الأرض وتعايشوا مع بيئتها في البر والبحر وأدركوا بالفطرة وبالحس المرهف الحاجة للمحافظة عليها، ومازال التزامنا بالحفاظ على البيئة أولى اهتماماتنا في جميع أنحاء دولتنا اليوم، وكان ذلك واحداً من أهم الأسباب التي حثتني على إنشاء مؤسسة تحالف من أجل الاستدامة العالمية».

قيادات بارزة

من جانبها، تقوم وزيرة التغير المناخي والبيئة، مريم بنت محمد المهيري، بجهود كبيرة في متابعة تنفيذ خطط واستراتيجيات الدولة في مجالات تغير المناخ والبيئة والأمن الغذائي والمائي، إذ أعلنت أخيراً أن دولة الإمارات على أتم درجات الجاهزية بالتعاون مع كل الشركاء والجهات المعنية لاستضافة مؤتمر الأطراف «كوب 28» في نوفمبر المقبل، وإبراز دورها الرائد في تعزيز العمل المناخي عالمياً والمساهمة في حماية الطبيعة وكوكب الأرض وخلق مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وعن أهمية مشاركة المرأة في الحدث البارز الذي تستضيفه الإمارات قريباً، قالت المهيري في تصريح لها بالتزامن مع مبادرة «التغيير المناخي والمساواة بين الجنسين»، التي أطلقت في مارس الماضي: «مع اقتراب انعقاد (كوب 28)، تُعد المشاركة الكاملة والمتساوية للمرأة في عمليات صنع القرار أولوية قصوى لدولة الإمارات العربية المتحدة. ندرك أنه من دون المساواة بين الجنسين اليوم، فإن مستقبلاً مستداماً وأكثر مساواة لايزال بعيد المنال»، مشيرة إلى أن «سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، توفر كل سبل الدعم والرعاية للمرأة في شتى المجالات لاسيما البيئة والمناخ من خلال توظيف جهود المرأة وخبراتها في مواجهة قضية التغيرات المناخية عالمياً».

حضور مؤثر

وانعكس إيمان قيادة الدولة بقدرات ابنة الإمارات، وحرصها على أن تحظى المرأة بحضور مؤثر في الحدث العالمي الكبير، في اختيار كوادر نسائية بارزة ضمن فرق العمل، إذ تُعد الإمارات في طليعة الدول التي استحدثت دور «راﺋﺪ اﻟﻤﻨﺎخ» ﻟﻠﺸﺒﺎب، ﻷول ﻣﺮة ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻷطﺮاف، ﻟﺘﺮﺳﯿﺦ ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺸﺒﺎب، وتم إسناد هذه المهمة إلى وزيرة تنمية المجتمع شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وإسناد مهمة «رائد المناخ» لرئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة رزان المبارك. وفي هذا السياق؛ تشغل الدكتورة نوال الحوسني منصب المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا).

المساواة

وجاءت مبادرة «التغيير المناخي والمساواة بين الجنسين» التي أطلقتها وزارة الخارجية والاتحاد النسائي العام ومكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة في دول مجلس التعاون الخليجي، في مارس الماضي، وعقدت اجتماعاتها تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، تزامناً مع جهود دولة الإمارات واستعداداتها لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي «كوب 28»، لتمثل بداية سلسلة من جلسات التوعية العامة حول ارتباط تغير المناخ والمساواة بين الجنسين، إذ أوضحت الشيخة الدكتورة موزة بنت طحنون بن محمد آل نهيان، مستشارة في وزارة الخارجية، في افتتاح الحدث، أن «الأبعاد الجنسانية لتغير المناخ والحاجة المُلحة إلى العمل المناخي المستجيب للنوع الاجتماعي، تُعد قضية مُلحة، تتطلب اهتمامنا الفوري. نجد أنفسنا في لحظة محورية في التاريخ؛ حيث مصير كوكبنا ورفاهيتنا، خصوصاً شبابنا والأجيال القادمة، تتطلب ضرورة اتخاذ إجراءات تحويلية الآن».

• تُشكل المرأة الإماراتية ثلثي الفريق القيادي لـ«كوب 28»، وأكثر من 50% من الفريق الإداري.