الوالد الحمادي يحتفي بالتراث.. حتى لا ينساه جيل «الآيباد»

أكثر من 200 قطعة يضمها المتحف الشخصي للوالد أحمد محمد الحمادي، الذي يخصصه لتعريف الجمهور من مختلف الجنسيات والأعمار بتراث الإمارات البحري، معرباً عن أمله في أن تعكس هذه المقتنيات صورة لشكل الحياة في الإمارات قديماً، ومدى أهمية البحر في حياة سكان المنطقة، إذ كان مصدر رزقهم وتجارتهم وعماد الحياة بالنسبة لهم.

وأكد الحمادي لـ«الإمارات اليوم»، أنه يهدف من خلال متحف «السنيار البحري»، وعبر نماذج ومجسّمات بحرية يستمتع بصنعها بيديه، إلى أن تظل تفاصيل تراث الإمارات حاضرة في وجدان الأجيال الجديدة التي باتت تهتم أكثر بالأجهزة الإلكترونية، مشدداً على أن الحفاظ على التراث نهج أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويتمسك به قادة الدولة، عبر إطلاق العديد من الجهود الرسمية، ودعم المبادرات الفردية لاستدامة التراث بكل أشكاله ومفرداته.

ذكريات

وأضاف الحمادي أن «المتحف يضم قطعاً مختلفة بعضها من مقتنياته، والآخر صنعه بنفسه، مستلهماً ذكريات الطفولة والمهارات التي اكتسبها، من خلال ارتباطه بالبحر طوال حياته».

وقال: «كان المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، يؤمن بأن من ليس له ماض ليس له حاضر أو مستقبل، وهو النهج نفسه الذي يتمسك به شيوخنا وقادتنا، فيحرصون على الاهتمام بالتراث وأهله بصورة كبيرة وبوسائل مختلفة، بهدف الحفاظ عليه واستدامته، وتعريف الأجيال الجديدة به حتى لا يندثر، ومن جانبنا علينا أن نشارك بكل ما نقدر عليه من جهود للحفاظ على التراث وتحقيق نهج القيادة».

وأشار إلى أنه يطمح من خلال متحفه إلى حفظ تفاصيل من تراث الإمارات وتعريف الأجيال الجديدة به وربطهم بمفرداته، باعتبارها جزءاً من هويتهم وتاريخهم، وكذلك تعريف الزوّار والسياح بتراث الإمارات، وما يتسم به من اختلاف وتعدد وفقاً لتعدد المناطق والبيئات، لافتاً إلى أن اسم «سنيار» مستمد من البيئة البحرية، ويعني القافلة البحرية التي تتكون من عدد من المحامل.

ويستذكر الحمادي: «ارتباطنا بالبحر يرجع إلى طفولتنا، إذ وجدنا آباءنا وأجدادنا يعملون فيه، وهو مورد رزقهم ورزق سكان السواحل في المنطقة بأكملها، وكنت أخرج مع الأطفال الذين كانوا في عمري نحمل أدوات الصيد، مثل: الخيط والليخ والقرقور لصيد الأسماك، وبعد فترة اتجهنا لتجربة الغوص ولكن في هيرات صغيرة، بينما كان الكبار يمارسون الغوص في أوقات معينة في السنة، وبشكل عام كانوا يمارسون صيد الأسماك في فصل الشتاء، وفي الصيف يخرجون في رحلات الغوص التي تنتهي مع بداية الشتاء».

عن «المغاصات»

واستعرض الحمادي جانباً من مقتنياته، التي تضم نماذج مختلفة الأحجام من القوارب الخشبية التقليدية (المحامل)، التي صنعها بنفسه، ولؤلؤاً طبيعياً وصناعياً، وحيوانات بحرية محنطة، مثل السلاحف والأسماك وغيرها، إضافة إلى معدات بحرية كانت تستخدم خلال الغوص، مثل: «الفطام» و«اليدا» و«الديين» و«المفلقة» وغيرها، وكذلك أدوات ومعدات كانت تستخدم على السفن خلال رحلات الصيد والغوص، ولافتات توضيحية للتعريف بأنواع الأسماك والهيرات و«المغاصات» المعروفة، و«الدرور» التي كان يستخدمها أهل المنطقة قديماً لمعرفة الطقس باستخدام النجوم ومواقعها في السماء.

وأكد الوالد الحمادي أنه يستمتع بتنفيذ نماذج القطع التراثية بيديه، وفي البداية لم يكن لديه الوقت الكافي ليفعل ذلك، ولكن بعد تقاعده أصبح يستغل وقت فراغه في تنفيذ المجسمات المختلفة للمعدات البحرية والأدوات التي كان تستخدم قديماً، خصوصاً التي لم تعد تستخدم وغير معروفة للأجيال الجديدة، حتى لا ينساها الناس، وتظل حاضرة في أذهانهم ومحفورة في ذاكرتهم، خصوصاً الجيل الجديد.

واستطرد: «هناك فرق كبير بين طفولتنا وطفولة الجيل الجديد، إذ كنا نقضي وقتنا في اللعب والجري والحركة، ونصنع الألعاب المستمدة من بيئتنا وأسلوب حياتنا، فكنا نصنع مراكب صغيرة من كرب النخل وألعاب مختلفة من الخشب والأقمشة، أما الآن فلم يعد الأطفال يمتلكون هذه المهارات، لأن كل تركيزهم منصب على الأجهزة الإلكترونية، مثل: (الآيباد) والهاتف المحمول والألعاب الحديثة».

• لؤلؤ طبيعي وصناعي، وحيوانات بحرية محنطة ومعدات بحرية، كانت تستخدم خلال الغوص، بين جنبات «السنيار البحري».

• شواهد قديمة تعرف الزوّار والسياح بماضي الإمارات، وما يتسم به من اختلاف وتعدد وفقاً لتعدد المناطق والبيئات.

أحمد الحمادي:

• «علينا أن نشارك بكل ما نستطيع من جهود للحفاظ على التراث الإماراتي».

• «ارتباطنا بالبحر يرجع إلى طفولتنا، إذ وجدنا آباءنا وأجدادنا يعملون فيه».

مهرجانات وفعاليات

قال صاحب متحف «السنيار البحري»، أحمد محمد الحمادي، إنه «يحرص على المشاركة في الفعاليات الوطنية والمهرجانات التراثية والثقافية لتعريف الزوّار، من المقيمين والسياح، بتراث الإمارات البحري»، مشيراً إلى إعجاب الجمهور بما يعرضه من مقتنيات تثير اهتمامهم وفضولهم، بما يشجعهم على معرفة مزيد من المعلومات عن تاريخ الإمارات وماضيها العريق.

الأكثر مشاركة