تشق طريقها وتحقق نجاحاً بترفيه هادف

مواهب إماراتية تدخل الفن من «شاشات الهواتف» و«منصات التواصل»

صورة

في الوقت الذي اندفع الكثير من المواهب المحلية الراغبة في تقديم تجاربها الفنية لخوض مغامرات إبداعية متنوّعة ومتفاوتة الحظوظ على ساحة الدراما والسينما المحلية، انطلقت مجموعة واسعة من هذه المواهب الشابة نحو الفضاء الرقمي والمنصات الاجتماعية المختلفة، بحثاً عن الفرص التي وإن توافرت للبعض فإنها غابت عن ساحة البعض الآخر.

في هذا الفضاء نجحت أسماء كثيرة في استثماره للظهور فنياً، وتسجيل حضورها الفاعل ومن ثم تحقيق جذب جماهيري متفاوت على هذه المنصات وشق طريقها نحو النجاح عبر تقديم أطروحاتها على جمهور المهتمين ليس وراء الكاميرا أو على الخشبة وإنما على شاشات «الهواتف النقالة»، في الوقت الذي ارتأت مجموعة واسعة من المواهب الصاعدة الأخرى، خوض غمار مجال جديد على الساحة، هو مجال الكوميديا الارتجالية، محققين نجاحات لافتة بدأت باستقطاب شرائح متنوّعة من الجمهور، فهل ستكون هذه المسارات الفنية المتنوعة التي نشهدها اليوم، البديل الأمثل لنجومية المسرح والسينما والتلفزيون، في ظل انحسار فرص الظهور السينمائي للمواهب وتراجع الإنتاجات المحلية واقتصارها على السباقات الرمضانية الموسمية؟!

بوابة الترفيه

الإماراتية سلامة القبيسي جاءت تجربتها مع الفن والكوميديا وليدة المصادفة البحتة، وذلك بعد أن تمكنت في فترة وجيزة من تحقيق نجاحات غير متوقعة، خصوصاً بعد مرورها بتجارب حياتية ومهنية قاسية، سرعان ما استطاعت تجاوزها بعزيمة واقتدار بفضل الفن الذي ساعدها على تجاوز اللحظات الصعبة وخوض تجارب ترفيه «تنسيها الخسارات»، في الوقت الذي دفعتها السينما والأفلام والعروض المسرحية الكوميدية، إلى اكتشاف مواهبها الفريدة في فن «ستاند آب كوميدي» الذي اقتحمته سلامة باقتدار لتصل مشاركاتها اليوم فيه إلى أكثر من 25 عرضاً كوميدياً، في الوقت الذي تستعد سلامة باستمرار لتعزيز تجربتها في هذا الفن عبر تقديم عروض جماهيرية مهمة تسترعي اهتمام وإعجاب جمهورها.

عودة قوية

ولأسباب عدة، ظل الفنان الإماراتي أحمد سيف ما يقارب 10 أعوام، بعيداً عن المسرح والكوميديا التي عشقها، قبل أن يقرر العودة هذا العام حاملاً مفاجآت ومشاريع طموحة يتمنّى أن تتحقق، مستحقاً قبول الجمهور الذي تحمس أخيراً لمتابعته في أول عرض محلي خالص حمل عنوان «ستاند آب إماراتي»، حيث تشارك سيف تجربته الأخيرة على مسرح مول الإمارات بدبي مع عدد من الشباب ليرسموا الابتسامة على الوجوه بشكل هادف يناسب خصوصية المجتمع المحلي، مؤكداً رغبته الراسخة على الدوام، في الإسهام في جهود الارتقاء بهذا الفن في الإمارات، وتشجيع مواهبه الصاعدة الباحثة عن فرص البروز.

بوابة التلفزيون

ومن بوابة عدد من الأدوار البسيطة في الدراما، اقتحم الفنان الإماراتي سعد عبدالله تجربة الفن والكوميديا، واصفاً عشقه للفن بالقول «دخلت مجال التمثيل من بوابة عدد من الأدوار الثانوية في الدراما، في الوقت الذي عشقت منذ الطفولة تجارب تصوير الفيديوهات والكوادر، وتمثيل وتصوير عدد من الاسكتشات مع شقيقي خالد وتعديلها بالهاتف الصغير للاحتفاظ بها لاحقاً في أرشيف فني خاص. وكانت وقتها مجرد محاولات فنية عفوية لا علاقة لها بأي خطط مستقبلية لاقتحام المجال، خصوصاً مجال الكوميديا».

اليوم، نجح الشقيقان سعد وخالد عبدالله، في تكريس حضور فني وكوميدي متألق على وسائل التواصل الاجتماعي، رشحهما لأن يتصدرا أبرز ثنائيات الضحك على الساحة المحلية، مجسدين حالة خاصة من الكاريزما الفارقة في طرح «كوميديا سوداء» تراهن على عدم خدش الحياء وعلى الترفيه الهادف والبناء.

أسلوب مبتكر

وعبر تجربة كوميدية فريدة، يتصدى فريق «ذا كاسبرز» المكون من خمسة شبان إماراتيين، لتقديم مجموعة من الحلقات الترفيهية المشوقة على موقع الفيديوهات العالمي «يوتيوب»، بأسلوب متفرّد ومبتكر يبتعد عن القوالب التقليدية في تقديم البرامج الترفيهية، معتمدين على روح الدعابة والارتجال المدروسين اللذين يكشفان عن بعض شخصيات صنّاعها وهم سعيد الحليان وعبدالله أحراري وفهد المطروشي ومطر المهيري وسيف الجسمي، فيما لاتزال تجربة الفريق تثير موجة من التفاعل مع الأفكار والألعاب وكذلك التحديات التي يقدمونها بشكل كوميدي وترفيهي هادف.

مواهب بالجملة

 

بين تجارب الدراما والسينما والكوميديا على وسائل التواصل الاجتماعي، نجح الإماراتي عمار آل رحمة، في تقديم مواهبه الفنية المتنوّعة، مراهناً على حسن اختيار موضوعاته وقدرته على رسم الابتسامة الهادفة على وجوه متابعيه من جهة، وعلى حضوره الفاعل من جهة أخرى على منصات التواصل الاجتماعي التي وازى بها رحمة تجربته الناجحة في الإعلام، الأمر الذي شكل أبرز معالم شخصيته وخصوصية وتجربته الإبداعية المتنوّعة، التي يجتهد آل رحمة باستمرار في تكريسها، انطلاقاً من قناعته بأن المبدع الحقيقي قادر على إيصال رسائله لمختلف شرائح الجمهور وترك بصمة مغايرة، مؤكداً أن «الإمارات حافلة بالكثير من المواهب والطاقات الشابة، التي نجحت في تكريس تجارب قيمة في صناعة المحتوى عموماً على الفضاءات الاجتماعية، من خلال ما تقدمه من رسائل هادفة تنشر الإيجابية».

تويتر